بقلم روبير شعيب
غزة، الاثنين 18 مايو 2009 (Zenit.org). – أدت عملية “الرصاص المصبوب” التي أطلقتها إسرائيل في يناير الماضي ضد قطاع غزة إلى تشريد آلاف العائلات الفلسطينية، التي بقيت دون غذاء ودون ماء للشرب، ودون مأوى محرومة من إمكانية الحصول على الإسعافات الأولية والعناية الطبية.
وقد سارعت في ذلك الحين منظمة كاريتاس العالمية، في فرعها في القدس إلى المطالبة بجمع مساعدات بمقدار 1،5 مليون يورو، حصلت منها على نحو 1،4 مليون. وقد تم حتى الآن تحقيق 48 بالمئة من المشروع الأولي لمساعدات المنكوبين.
تمكنت كاريتاس حتى الآن، بمساعدة شركائها من الوصول إلى نحو 10 آلاف عائلة، مقدمة الغذاء، الأدوات الطبية والأغطية، والمساعدات الأولية.
بحسب أميرة حاس، التي تعمل لصحيفة “ها آرتس” الإسرائيلية، تسمح القوات الإسرائيلية فقط بعبور الغذاء والأدوية ومواد التنظيف إلى غزة، بينما لا تسمح بمرور الكثير من المواد الأخرى الضرورية جدًا للحياة اليومية.
وأضافت: “يبلغ عدد السلع التي يمكنها العبور إلى غزة نحو 30 أو 40 سلعة فقط، مقابل 4000 سلعة كان مسموحًا بها قبل الحصار الذي فرضته إسرائيل بعد خطف جلعاد شليط الجندي الإسرائيلي الذي خطفته حركة المقاومة الإسلامية حماس.
أعضاء بديلة للاستمرار بالعيش
وتسعى مؤسسة كاريتاس القدس، بالتعاون مع مؤسسة “ Artificial Limbs & Polio Centre” إلى تقديم أعضاء بديلة لمن أصيب بالقصف الإسرائيلي العنيف وفقد عضوًا أو أكثر. ستساعد كاريتاس نحو 100 مريض بدأوا بتلقي العلاج، ويتوجب عليهم الإنتظار حتى تشفى جراحهم قبل أن يبدأوا بتلقي الأعضاء البديلة.
وكل من هؤلاء الأشخاص يحمل في القلب قصة وغصة. فعلي، البالغ من العمر 36 سنة، فقد قدمه اليمنى في اليوم الأول من الهجوم الإسرائيلي على غزة. وكان قد فقد ذراعه من جراء صاروخ إسرائيلي في عام 2007.
الأمر اللافت في هذا الرجل هو طبعه الذي مازال مرحًا وتسامحه، وحماسته التي تحمله بالرغم من مصائبه على الرغبة بعيش طبيعي. علي أب لثمانية أطفال، وهو مستعد للرجوع إلى العمل من جديد لكي يعيل عائلته. وتسعى كاريتاس إلى مساعدته في هذه المهمة النبيلة من خلال الأعضاء البديلة.
يعترف علي للصحفيين: “لقد أبطأت الجراح جسدي، إلا أنها لم تتمكن من مسّ روحي؛ وحتى ولو فقدت كل أعضائي سأستمر بالعمل وسأسعى لكي أعيش حياتي بشكل كامل”.
وقد اعترفت ميرفت نابر، مديرة مركز كاريتاس الاجتماعي في القدس أن “علي مستعد للرجوع إلى العمل ولو على كرسي المقعدين. يريد أن يستمر في إطعام وتربية عائلته. لقد تمكن من تخطي صدمة الإصابة ويسعى إلى عيش حياة طبيعية”.