بقلم روبير شعيب
ساوث بند، إنديانا الخميس 21 مايو 2009 (Zenit.org). – لقد أراد الأسقف جون دارسي ألا يتدخل في تظاهرة نوتر دايم نهار الأحد، ولكنه صرح بأنه كان حاضرًا لمرافقة حشد من التلاميذ الذين قرروا الاعتراض بشكل مصلٍ.
وكان الأسقف قد صرح في وقت سابق أنه لن يشارك في افتتاح السنة الجامعية بعد أن أعلنت الهيئة الإدارية في الجامعة أنها تريد أن تستدعي الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى افتتاح السنة وأنها تريد منحه شهادة فخرية في القانون.
وسرعان ما ضم نحو 82 أسقفًا صوتهم إلى صوت دارسي معربين عن رفضهم لقرار الجامعة، لأنه يناقض التوجيهات التي أعطاها مجلس أساقفة الولايات المتحدة للمؤسسات الكاثوليكية للتعليم العالي.
ففي بيان صدر عام 2004، قرر مجلس الأساقفة ألا يمنح درجات فخرية لمن يتصرف بطريقة تخالف تعاليم الكنيسة الأساسية.
إلا أن نشاط وتحرك 12 هيئة طلابية في الجامعة جذبت اهتمام الأسقف دارسي. فقد نظمت هذه الهيئات التي اجتمعت تحت اسم “جواب نوتر دايم” عشية صلاة في الليلة التي سبقت الحفل، وأطلقت العشية سجودًا للقربان المقدس دام حتى نهار الأحد، يوم الاحتفال.
واحتُفل نهار الأحد بالقداس في إحدى باحات الجامعة، وضم القداس نحو 3000 شخص سافروا من مناطق بعيدة مثل مكسيكو، نيويورك، كاليفورنيا، وفلوريدا ليدعموا هوية الجامعة الكاثوليكية وموقفها ورسالتها المشجعة للحياة.
التحرك الطلابي
وأتى الأسقف جون دارسي بشكل مفاجئ إلى القداس الإلهي، وعندما دعي إلى المنصة اعترف: “لم تكن نيتي أن أكون حاضرًا هنا اليوم”.
“ولكن عندما أتيت إلى المزار المريمي في الجامعة ولاحظت التلاميذ الذين كانوا يصلون، ومن ثم زرت الكابيلا حيث كان هناك السجود للقربان المقدس”، “فهمت أنه يجب علي أن أكون هنا كأسقف”.
وقال: “إن دور الأسقف هام جدًا” مرددًا صدى كلمات البابا يوحنا بولس الثاني الذي شدد على دور الأسقف الهام في “الدفاع عن الحياة في كل مكان ودون أي استثناء”.
هذا وأخبر الأسقف دارسي الجمع: “لقد قلت في أسابيع سابقة أننا في أيام حزينة وأن ليس هناك من رابحين. ولكني أخطأت”.
فالأبطال والرابحون هم هؤلاء الشباب والطلاب الذين يتبعون التقليد العظيم الذي يحمل رايته يوحنا بولس الثاني وبندكتس السادس عشر.
ولفت الأسقف إلى أن التظاهرة تمت في جو من “المحبة والصلاة، والكرامة والاحترام. وبثبات في التشديد على ما هو صحيح”.
“وبالتالي – ختم دارسي – هناك أبطال؛ أنتم جميعًا أبطال اليوم، وأنا فخور بأن أكون معكم”.
تغطية إعلامية ناقصة
وفي الختام، قاد الأب فرانك بافوني، المدير الوطني لـ “كهنة للحياة” صلاة الوردية في مغارة سيدة لورد. هذا وكرست سهرة صلاة من أجل التلاميذ الأربعين الذين رفضوا المشاركة في حفلة تخريجهم الجامعية استنكارًا لسياسات الجامعة.
وتأسف الأب روسو الذي ألقى كلمة أشاد بها بشجاعة الطلاب لأن وسائل الإعلام لم تكرس تغطية كافية لرأي الطلاب في كل ما حدث معترفًا أنه رأى في هذا الجدل أمثلة رائعة من قبل الكثير من التلاميذ.
“تلاميذ يعرفون أن يتقربوا بشكل طبيعي من الله بالصلاة خلال تجاربهم؛ تلاميذ يعرفون أن يتوجهوا نحو الآخرين ليساعدوهم، تلاميذ يعرفون أن يبرهنوا عن قدرة إصغاء وطاعة للكتاب المقدس الذي نعلنه كل يوم”.
وأضاف: “لا يمكنني أن أحصي عدد الورديات والقداسات التي تليت كجواب على ما يشعر به البعض بأنه خضوع لحضارة الموت”.
وفي بيان صدر عن “جواب نوتر دايم” صرح التلاميذ: “إن حدث نهار الأحد لم يقدم شهادة قوية لقداسة الحياة البشرية وحسب، بل عبر بشكل بناء عن خيبة أمله عقب قرار جامعة نوتر دايم بأن تكرم الرئيس باراك أوباما، الذي يدعم الإجهاض وأبحاث الخلايا الجذعية التي تدمر الأجنة علنيًا”.