العمل هو وسيلة لفحص نوعية التقوى الشخصية

Share this Entry

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الأربعاء 27 مايو 2009 (Zenit.org). – تحدث الأب الأقدس في تعليم الأربعاء عن القديس ثيودوروس الستوديتي، وهو دير اشتهر في القرون الوسطى للنهضة والإصلاح الروحي والرهباني والجماعي الذي أطلقه ثيودوروس.

ركز تعليم ثيودوروس على فضائل أساسية للتعايش الرهباني وللسير في سبل القداسة وكان لتعليمه ولكتاباته دور هام في ترسيخ الهوية الرهبانية وتوعية الرهبان على معنى تكرسهم.

النذور الرهبانية: معمودية جديدة

فبالحديث عن الالتزام والنذور الرهبانية يقول ثيودوروس: يقوم الرهبان بإبراز نذور خاصة تنتمي إلى واقع التكريس (hagiasmata)، وهو نوعًا من “معمودية جديدة”، يشكل لبس الثوب فيها الرمز.

في خطابه إلى الرهبان، يتحدث ثيودوروس بشكل عملي، وأحيانًا تصويري فاتن، عن الفقر، وهي عنصر جوهري في الحياة الرهبانية على خطى المسيح منذ البدء، وتدل إلى سبيل يخصنا جميعًا.

وشرح الأب الأقدس: “التخلي عن التملك المادي، وموقف التحرر من الماديات، مثل الرزانة والبساطة، هي مواقف لها أهميتها الجذرية بالنسبة للرهبان، ولكن روح التخلي هو مساوٍ للجميع. بالواقع، لا يجب أن نعتمد على الممتلكات المادية، بل يجب أن نتعلم التخلي، والبساطة، والتجرد والرزانة”.

وتابع البابا: “بهذا الشكل فقط يمكننا أن نُنمي مجتمعًا متعاضدًا وأن نتخطى مشكلة الفقر العظيمة في هذا العالم. وبالتالي، تشير جوهريًا علامة الرهبان الفقراء إلى طريق مناسب لنا جميعًا”.

حب العمل: ميزان التقوى

كما ويتحدث ثيودوروس عن فضيلة خاصة وهامة وهي فضيلة “حب العمل” (philergia).

تحتل هذه الفضيلة بالنسبة لثيودوروس الستوديتي أهمية خاصة إذ يرى فيها السبيل لفحص “نوعية التقوى الشخصية”. فبالنسبة له، من كان متقدًا في الالتزام المادي، ومن يعمل بثبات، يكون كذلك في الالتزامات الروحية.

من هذا المنطلق، شرح البابا أن ثيودوروس لم يكن يسمح، بذريعة الصلاة والتأمل، أن يتخلى الراهب عن العمل، وحتى العمل اليدوي، الذي هو بالحقيقة، بالنسبة له ولكل التقليد الرهباني، السبيل لإيجاد الله.

هذا ولا يخاف ثيودوروس أن يتحدث عن العمل كـ “ذبيحة الراهب”، و “ليتورجيته”، لا بل “كقداس تضحي من خلاله الحياة الرهبانية حياةً ملائكية”.

وعلق البابا قائلاً: “بهذا الشكل بالضبط يجب أنسنة عالم العمل فيضحي الإنسان ذاته من خلال العمل، ويقترب أكثر من الله”.

هذا وذكر البابا بنتيجة فريدة يستنتجها ثيودوروس مما سبق: بما أن موارد وغنى العمل هي ثمرة نوع من الليتورجية، لا يجب أن تستخدم لرفاهية الرهبان، بل يجب أن تُخصص لمساعدة الفقراء.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير