روما، الخميس 28 مايو 2009 (Zenit.org) – ستلغي دولة توغو عقوبة الإعدام خلال الأيام المقبلة. هذا ما أعلنه في روما يوم الاثنين الفائت وزير العدل التوغي كوكو بيوسي كوني خلال أعمال المؤتمر الدولي الرابع لوزراء العدل الذين اجتمعوا لمناقشة موضوع “من تعليق إلى إلغاء عقوبة الإعدام”، حسبما أفادت جماعة سانت إيجيديو، منظمة الحدث في بيان صادر عنها.
واعتبر الوزير الإفريقي أن قرار إلغاء عقوبة الإعدام في البلاد اتخذ “بفضل روابط الصداقة التي تجمع بين دولة توغو وجماعة سانت إيجيديو”.
وأشار: “رافقنا الأصدقاء في الجماعة بكل أمانة وصبر على هذه الدرب”.
في السنوات الأخيرة، عملت جماعة سانت إيجيديو في تعاون وثيق مع حكومة توغو ومع الرأي العام في البلاد، و”شجعت الحوار السياسي الذي أدى إلى هذه المرحلة الحالية من الوحدة الوطنية”، حسبما أعلن الوزير.
وكانت دولة توغو قد امتنعت مرتين عن التصويت على قرار الأمم المتحدة من أجل تعليق شامل سنتي 2007 و2008.
وكان المؤتمر الرابع لوزراء العدل يضم ممثلين عن 23 بلداً من إفريقيا وآسيا وأميركا. وهذه البلدان منها قد ألغى عقوبة الإعدام ومنها ما يزال يعتمدها. ومن بين المشاركين: 13 وزير عدل، ونواب وقضاة محاكم عليا، ومدعين عامين، وممثلين عن المجتمع المدني.
ويوم الثلاثاء صباحاً، استقبلهم جميعاً رئيس مجلس النواب الإيطالي جيانفرانكو فيني.
عند افتتاح المؤتمر، ومع ذكر اللحظة التاريخية التي أقرت فيها الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار حول تعليق عمليات الإعدام في 18 ديسمبر 2007، أشار ماريو ماراتزيتي، الناطق باسم جماعة سانت إيجيديو إلى مشاركة الجماعة في تنمية العلاقة بين البلدان التي ألغت عقوبة الإعدام والأخرى التي ما تزال تطبقها وإنما تبحث عن سبل بديلة لها.
الكاردينال ريناتو رافايللي مارتينو، رئيس المجلس الحبري للعدالة والسلام، افتتح موضوع الجلسة معيداً التأكيد على أنه “من غير الممكن معاقبة جريمة بارتكاب جريمة أخرى أي بعقوبة الإعدام”.
“انطلاقاً من التعليق، لا بد من التوصل إلى إلغاء” عقوبة الإعدام، حسبما قال مهنئاً جماعة سانت إيجيديو على الحملة التي قامت بها من أجل الحياة.
وتابع: “إن الحياة هي هبة من الله. لا بد من احترامها حتى الموت الطبيعي. أما حالات الموت الرحيم والإجهاض وعقوبة الإعدام فلا تندرج ضمن إطار الموت الطبيعي. إنني أشكر جميع الذين سيناضلون في الدفاع عن الحياة”.
من جهته، اعتبر ماركو إمبغلياتزو، رئيس جماعة سانت إيجيديو، أن “هذا المؤتمر يظهر أن إلغاء عقوبة الإعدام يمثل معياراً أخلاقياً جديداً سيصعب تجاهله على المستوى الدولي”.
وقال: “لقد شجعت هذه المؤتمرات العديد من البلدان على المباشرة بالتغييرات الضرورية للانتقال من دول مثبتة إلى دول ملغية فعلاً مثل رواندا والغابون سنة 2007، وبوروندي هذه السنة، وتوغو قريباً”.
