حاضرة الفاتيكان، الخميس 28 مايو 2009 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي الرسالة التي كتبها الكاردينال كلاوديو هومس، عميد مجمع الإكليروس، قبل بداية سنة الكهنة في 19 يونيو.
***
الكهنة الأعزاء،
إن سنة الكهنة التي أعلنها البابا الحبيب بندكتس السادس عشر من أجل الاحتفال بالذكرى المئة والخمسين لوفاة كاهن آرس القديس جون ماري فياني تقترب يوماً بعد يوم. سيفتتحها الأب الأقدس في 19 يونيو، في عيد قلب يسوع الأقدس واليوم العالمي للصلاة من أجل تقديس الكهنة. لقد لقي إعلان سنة الكهنة ترحيباً حاراً بخاصة بين الكهنة أنفسهم. كل واحد يريد تكريس ذاته بثبات وصدق وحماسة ليتم الاحتفال بهذه السنة على نحو واسع في العالم أجمع – في الأبرشيات والرعايا وكل جماعة محلية – بمشاركة حارة من قبل شعبنا الكاثوليكي الذي يحب كهنته ويريد رؤيتهم مسرورين وقديسين خلال عملهم الرسولي اليومي.
لا بد من أن تكون سنة إيجابية وطموحة تقول فيها الكنيسة لكهنتها أولاً ولجميع المؤمنين وكل المجتمع عبر وسائل الإعلام أنها فخورة بكهنتها وتحبهم وتكرمهم وتقدرهم، وأنها ممتنة لهم على عملهم الرعوي وشهادة حياتهم. حقاً أن الكهنة مهمون ليس فقط نظراً إلى العمل الذي يقومون به وإنما أيضاً نظراً إلى شخصيتهم. حالياً، تبين مع الأسف أن بعض الكهنة متورطون في حالات خطيرة ومؤسفة. لا بد من التحقيق في هذه المسائل ومتابعة عمليات قانونية وفرض عقوبات مناسبة. من جهة ثانية، من المهم أيضاً الانتباه إلى أن هذه المسائل تتعلق فقط بقسم محدد من الإكليروس. فالأغلبية الساحقة من الكهنة تتكون من أشخاص نزهاء مكرسين للخدمة المقدسة؛ رجال صلاة ومحبة رعوية يمضون حياتهم في تحقيق دعوتهم ورسالتهم من خلال تضحية شخصية كبيرة وإنما بمحبة حقيقية ليسوع المسيح والكنيسة والشعب، بالتضامن مع الفقراء والمتألمين. لذلك، تفتخر الكنيسة بكهنتها أينما وجدوا.
فلتكن هذه السنة فرصة تقدير كبير للهوية الكهنوتية ولاهوت الكهنوت الكاثوليكي والمعنى الاستثنائي لدعوة الكهنة ورسالتهم ضمن الكنيسة والمجتمع. وهذا ما يتطلب أوقات تأمل، ورياضات روحية حول الكهنوت، ومؤتمرات وندوات لاهوتية في كلياتنا الكنسية، وبحوث علمية ومنشورات ذات صلة.
خلال إعلان السنة في الكلمة التي وجهها في 16 مارس الماضي إلى مجمع الإكليروس خلال انعقاد جمعيته العامة، قال الأب الأقدس أن الغاية من هذه السنة المميزة “تشجيع الكهنة في هذا النضال من أجل الكمال الروحي الذي تعتمد عليه فعالية خدمتهم”. لذلك وبطريقة مميزة، لا بد من أن تكون سنة صلاة من قبل الكهنة، مع الكهنة وللكهنة، سنة تجديد روحانية كل رعية وكل كاهن. ومن هنا، فإن سر الافخارستيا هو في أعماق الروحانية الكهنوتية. وبالتالي فإن السجود القرباني لتقديس الكهنة والأمومة الروحية للراهبات، والمكرسات، والعلمانيات تجاه الكهنة بحسب الاقتراح السابق لمجمع الإكليروس، يمكن تنميته وليثمر ثمار التقديس.
ولتكن هذه السنة فرصة للتفكير في ظروف عيش الإكيروس نظراً إلى أنهم يعيشون أحياناً في ظل أوضاع من الفقر المدقع والضيق في أنحاء كثيرة من العالم.
ولتكن أيضاً سنة احتفالات دينية وعامة تجمع الناس – الجماعة الكاثوليكية المحلية – للصلاة والتأمل والاحتفال وتكريم كهنتهم. فالاحتفال ضمن الجماعة الكنسية هو حدث عميق يعكس وينمي الفرح المسيحي، هذا الفرح الذي ينبع من الثقة بأن الله يحبنا ويحتفل معنا. لذا، فلتكن فرصة لتنمية المشاركة والصداقة بين الكهنة والجماعات الموكلة إلى رعايتهم.
من الممكن ذكر الكثير من الجوانب والمبادرات التي تنمي سنة الكهنة، لكن الإبداع المؤمن في الكنائس المحلية هو المطلوب هنا. هكذا، من الجيد لكل أبرشية ورعية وجماعة محلية أن تضع في أقرب فرصة ممكنة برنامجاً فعالاً لهذه السنة المميزة. ومن المهم بدء السنة بحدث بارز. إن الكنائس المحلية مدعوة في 19 يونيو المقبل أي في اليوم عينه الذي سيفتتح فيه الأب الأقدس سنة الكهنة في روما، إلى المشاركة في افتتاح السنة من خلال أعمال واحتفالات ليتورجية. وللأشخاص القادرين على المجيء إلى روما بمناسبة الافتتاح، فليأتوا للمشاركة في هذه المبادرة السعيدة التي أطلقها البابا.
إن الله سيحمي هذا العمل طبعاً بمحبة كبيرة، والعذراء مريم المباركة، سلطانة الإكليروس ستصلي لكل منكم أيها الكهنة الأعزاء.
الكاردينال كلاوديو هومس
رئيس أساقفة ساو تومي المتقاعد
رئيس مجمع الإكليروس