كاسينو، الاحد 24 مايو 2009 (zenit.org). – ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها البابا بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء في مدينة كاسينو يوم الاحد.

ايها الاخوة والاخوات الاعزاء!

كل مرة نحتفل فيها بالقداس الإلهي، نسمع صدى الكلمات الى أوكلها يسوع لتلاميذه في العشاء الأخير كعطية ثمينة: "السلام أستودعكم، وسلامي أمنحكم"  (يو14، 17). كم تحتاج الجماعة المسيحية والبشرية جمعاء الى تذوق غنى وقوة سلام المسيح! القديس بندكتس هو شاهد على هذا السلام لأنه قبله في حياته ووجوده، وجعله يثمر في أعمال التجدد الروحي والثقافي. ولهذا السبب، فعلى مدخل دير مونتيكاسينو، وعلى مدخل كل دير بندكتي، هناك كلمة : "PAX""سلام": الجماعة الرهبانية مدعوة للعيش بحسب هذا السلام، الذي هو عطية فصحية بامتياز. كما تعلمون، خلال زيارتي الأرض المقدسة، كنت حاج سلام، واليوم أيضاً ـ وفي هذه الأرض المطبوعة بالكاريزما البندكتي ـ أتيحت لي فرصة التشديد مرة جديدة، على أن السلام هو بدرجة أولى، عطية من الله، وبالتالي فإن قوته تكمن في الصلاة. ولكنها عطية موكلة للمجهود البشري، ويمكن الحصول على طاقة هذا المجهود من الصلاة.

من الضروري حياة صلاة حقيقية لضمان الرقي الاجتماعي في السلام. مرة أخرى بعلمنا تاريخ الحياة الرهبانية بأن نمو الحضارة الكبير يبدأ بالإصغاء اليومي لكلمة الله التي تحث المؤمنين على القيام بجهد شخصي وجماعي لمكافحة كل شكل من أشكال الأنانية والظلم. فقط من خلال تعلمنا – بنعمة المسيح - قهر الشر في داخلنا وفي علاقاتنا مع الآخرين، نصبح بناة حقيقيين للسلام والرقي المدني. فلتساعد مريم العذراء، سلطانة السلام، جميع المسيحيين بمختلف دعواتهم وظروفهم الاجتماعية ليكونوا شهود السلام الذي منحنا إياه المسيح وتركه لنا كرسالة متطلبة نحققها في كل مكان.

اليوم، الرابع والعشرون من مايو، هو عيد العذراء الطوباوية مريم، معونة المسيحيين، المكرمة بنوع خاص في مزار سيشان في شنغهاي، وفيه يحتفل بيوم صلاة من أجل الكنيسة في الصين.  يذهب تفكيري الى الشعب الصيني، وبنوع خاص الى الكاثوليك في الصين وأحثهم ل يجددوا إيمانهم بالمسيح وأمانتهم لخليفة بطرس. فلتنل صلاتنا المشتركة حلول مواهب الروح القدس، لكيما تكون الوحدة بين جميع المسيحيين، وكاثوليكية وشمولية الكنيسة، أكثر عمقاً وظهوراً للجميع.

نقله الى العربية طوني عساف – وكالة زينيت العالمية