مشاركة واسعة للكنائس المسيحية حول العالم

روما، الخميس 14 مايو 2009 (Zenit.org) – يهدف الأسبوع العالمي للسلام في إسرائيل وفلسطين الذي يقام من 4 ولغاية 10 يونيو المقبل إلى تعزيز عمل مشترك للكنائس من أجل سلام عادل.

وحتى الآن قامت كنائس من عشرين بلداً بإرسال معلومات عن مشاريعها لهذا الأسبوع إلى مجلس الكنائس المسكوني الذي ينظم هذه المبادرة، حسبما أفادت الهيئة في بيان لها على صفحة الإنترنت الخاصة بها.

كما اقترحت منظمة مشتركة فلسطينية وسيلة أخرى على البلدان للمشاركة في هذا الأسبوع تتمثل في إرسال صلوات سلام إلى بيت لحم(aei@p-ol.com) .

"عندما يلعب أولاد شوفة (في الضفة الغربية) كثيراً بقرب المستوطنات، يعتقد المستوطنون أن أمنهم مهدد. لذا فقد أوقف العديد من الأولاد واستجوبوا على مدى ساعات"، حسبما كتب مرافق مسكوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة على مدونة على الموقع الإلكتروني للأسبوع العالمي.

"اسألوا كل واحد أن يأتي بحجر صغير إلى مكان عبادته. استخدموا الحجر لتذكير هؤلاء الأشخاص الذين تعرضت بيوتهم للدمار. فلتكن هذه الحجارة تذكيراً بـ "الحجارة الحية": هذا هو أحد الاقترحات المتداولة في المملكة المتحدة بين الكنائس والخدمات المتخصصة الاثنتي عشرة المشاركة.

في النروج، ووفقاً لمعلومات من سبع منظمات في البلاد، يتم التخطيط لإدراج نقاش بين المجتمع المدني وبعض رجال السياسة حول الاستثمار الأخلاقي والمستوطنات. وفي أكتوبر المقبل، ستجري انتخابات في النروج.

"صلوات ورسائل سيرسلها إلى فلسطين أطفال لاجئون من مينداناو، مهجرون بسبب تشدد الحرب بين القوى الحكومية والمتمردين المسلمين"، حسبما كتب منظم من الفيليبين إلى مجلس الكنائس المسكوني.

وقال أحد منظمي الأسبوع العالمي في هولندا: "قررنا تنظيم سلسلة من النشاطات لسرد الوقائع ونقل مختلف الأوضاع. هذه السلسلة تبدأ على الشاطئ لتتقدم إلى داخل البلاد، كل يوم في مكان مختلف". وأضاف: "سنشجع أعضاءنا على القيام بالنشاطات عينها في مدنهم أو قراهم". وهذه الفكرة مستمدة مما حققته الأبرشيات الهولندية خلال الحرب على غزة.

إذاً يدعى كل الأشخاص والأبرشيات في العالم أجمع إلى إرسال صلوات السلام إلى بيت لحم. وهناك تهتم منظمة تابعة للكنيسة بوضعها على شبكة الإنترنت (http://www.aeicenter.org/) لتنتشر في العالم كله خلال الأسبوع العالمي. كذلك ستتم قراءتها محلياً أمام الحائط بقرب المستوطنات وفي الأبرشيات والمدارس الفلسطينية وفي غزة.

هذا الأسبوع هو الرابع من نوعه. والمشاركون فيه مدعوون إلى الصلاة وتوعية محيطهم، مستوحين من شعار "آن الأوان لفلسطين". وقد وجه رؤساء كنائس القدس هذه الدعوة إلى المشاركة في الأسبوع العالمي إلى أكثر من 120 بلداً.

سنة 2008، لبى 40 بلداً الدعوة إلى المشاركة في هذا الحدث أفراداً وأبرشيات ومنظمات، حسبما قال مجلس الكنائس المسكوني الذي لاحظ ارتفاعاً سنوياً منتظماً في أعداد المشاركين في هذا النوع من النشاطات.

أما لسنة 2009، فإن المشاركين مدعوون إلى التشديد على مسألة المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية. ويقدم الموقع الإلكتروني لمجلس الكنائس المسكوني بعض الوصلات عن هذه المسألة، ومحتوى الرسالة والصلوات والليتورجيات لهذا الأسبوع.

وفي كندا، تنظم بعثة دينية كندية فلسطينية مختلطة خلال شهر مايو الجاري نشاطات للضغط على البرلمان.

وفي إيرلندا الشمالية، أدى فصلان من فصول العنف مؤخراً إلى حث أعضاء الكنيسة الإيرلندية على التدخل أكثر في سبيل إنهاء عنف الاحتلال في فلسطين، على ما أفادت سوزان هود، أمينة مكتبة الكنيسة الإيرلندية التي ستشارك في هذا الأسبوع والتي أدارت هذه السنة إعداد ليتورجية تشتمل على شهادات شباب فلسطينيين وإسرائيليين. وقد تنشر على شاشة التلفزيون الوطني بعد إرسالها إلى كنائس في عشرات البلدان.

أما في فرنسا، فقد تم التشديد على المرشحين للانتخابات الأوروبية التي ستجري في 7 يونيو 2009. وتعمل ندوة لمنظمات غير حكومية تضم خمس منظمات كاثوليكية وبروتستانتية على القيام بحملة من أجل حقوق الفلسطينيين.

"سنكون مسرورين لو أدرج الكهنة والرعاة رسالة "آن الأوان لفلسطين" و/أو صلاة رؤساء كنائس القدس، في خدمة يوم الأحد"، حسبما كتبت المنظمة الرعوية النمساوية جيرالد ميرز، مضيفة أن "مبادرة من هذا النوع ما تزال جديدة بالنسبة إلى الكثير من الأبرشيات".

إن الأسبوع العالمي ذات النشاط المسكوني من أجل السلام الإسرائيلي الفلسطيني يبدأ كل سنة في 4 يونيو بالاحتفال باليوم الأخير (4 يونيو 1967) للحدود المتعارف عليها دولياً بين إسرائيل وفلسطين المستقبلية. ويندرج أسبوع النشاط في إطار المؤتمر المسكوني الإسرائيلي الفلسطيني لمجلس الكنائس المسكوني. وكان يسمى في البدء النشاط الدولي للكنائس من أجل السلام في إسرائيل وفلسطين.

كلمة البطريرك فؤاد الطوال في وادي قدرون

وادي قدرون ، الاربعاء 13 مايو 2009 (Zenit.org) –ننشر في ما يلي كلمة البطريرك فؤاد طوال امام البابا في وادي قدرون:

يا صاحب القداسة،

بقلوب ٍ تعمُرُها المحبة لكم والولاء ، ترحّب الكنيسة الأم بقداستكم أصدق ترحيب وأحرّه، أيها الحبر الجليل ، في قدومكم الميمون إلى هذه المدينة المقدّسة حيث رحبّت الجماهير الغفيرة بسيدّنا يسوع المسيح هاتفة : ” هوشعنا في الأعالي ، تبارك الآتي باسم الرب !” (متّى 9:21). أتيتم أهلا ووطئتم سهلاً في هذه المدينة، حيثُ انتصر المسيح على الخطيئة والموت ، ووهب الخلاص لكل مَن يؤمن به. وفي رعاية قداستكم ، تعتني الكنيسة هنا بهذه الأماكن المقدّسة وتحافظ عليها ، وتؤمّها للصلاة. في هذه الأماكن أتمّ سيّدنا المسيح مهمّة الفداء العظيمة. وهذه المواقع خير شاهد على أحداث الماضي وعبرة لحقيقة حياتنا الحاضرة وصورة لها.

على بُعد خطوات من هذا المكان، قال المسيح لتلاميذه الثلاثة المختارين:”امكثوا هنا، واسهروا معي”(متّى 39:26). ولكن هؤلاء التلاميذ أغمضوا عيونهم ، ولم يقوَوا على السهر مع المسيح ابّان نزاعه في بستان الجسمانية.

أيها الأب الأقدس، لم يتغيّر الوضع اليوم عمّا كان عليه في الماضي: بيننا وحولنا نشهد حالة النزاع التي يعاني منها الشعب الفلسطيني الذي يحلم بالعيش الرغيد الكريم في دولة فلسطينية حرّة مستقلّة ذات سيادة، ولكنّ ذلك الحُلم لم يتحقّق بعد.