روما، الثلاثاء 25 أغسطس 2009 (Zenit.org) – “من حق الإنسان أن يتم استقباله وإغاثته”. هذا ما أكده المونسنيور أنطونيو ماريا فيليو، رئيس المجلس الحبري لراعوية المهاجرين والمتنقلين عقب مأساة قناة صقلية.
في مقابلة مع إذاعة الفاتيكان، شدد الأسقف على أن هذا الحق “يزداد في ظروف الحاجة القصوى، مثل التواجد تحت رحمة الأمواج”.
ففي 20 أغسطس الجاري، وصل خمسة إريتريين إلى سواحل لامبيدوسا (إيطاليا) بعد بقائهم فترة 20 يوماً تحت رحمة الأمواج فيما اختفى 73 شخصاً آخراً كانوا على متن المركب.
هنا اعتبر المونسنيور فيليو أنه “لو كان من المهم من جهة مراقبة أجزاء من البحر واتخاذ مبادرات إنسانية، فإن حق الدول في إدارة وتنظيم حركة الهجرة هو شرعي”.
إلا أن رئيس الأساقفة لاحظ أنه لا بد من “تنسيق مختلف الأحكام التشريعية في سبيل الحفاظ على متطلبات وحقوق الإنسان والعائلات المهاجرة، وحقوق المجتمعات التي تستقبل هؤلاء المهاجرين”.
“من المؤكد أن مجتمعاتنا المسماة بالمتحضرة نمّت فعلاً مشاعر رفض للأجنبي ليست ناجمة فقط عن عدم معرفة الآخر على نحو ملائم، وإنما أيضاً عن حس من الأنانية يدفع إلى عدم الرغبة في مشاركة الممتلكات مع الأجنبي”، حسبما أقر الأسقف.
ولفت قائلاً: “مع الأسف، تستمر الأرقام في الارتفاع. وتشير الإحصاءات الأخيرة إلى أن عدد المهاجرين الذين غرقوا أو الضحايا على حدود أوروبا يرتفع إلى أكثر من 14660 منذ سنة 1988 ولغاية أيامنا الحالية”.
كذلك أكد المونسنيور فيليو على أن المجلس الحبري لراعوية المهاجرين والمتنقلين “يحزن بسبب التكرار المستمر لهذه المآسي ويعيد التأكيد على كلمات الأب الأقدس في “المحبة في الحقيقة” Caritas in veritate: “إن كل مهاجر هو إنسان يتمتع بحقوق أساسية غير قابلة للتصرف لا بد من أن تلقى احترام الجميع في كل الظروف” (رقم 142).