روما، الثلاثاء 01 سبتمبر 2009 (Zenit.org) – سطر أساقفة ألمانيا وبولندا حاجة "الأجيال الجديدة إلى اكتساب وحفظ تقدير صائب للحرب العالمية الثانية"، وذلك في بيان مشترك نشر يوم الثلاثاء 25 أغسطس الماضي بمناسبة الذكرى السبعين لبداية الصراع.

"يجب ألا يوضع فقط جدول بالأعمال الفظيعة التي ارتكبت في الماضي بل يجب أيضاً رفض الأفكار النمطية التي تجعل الفهم الصحيح لهذه الحقبة يطرح المزيد من الإشكاليات والتي تعيق الثقة القائمة على الرغم من المصاعب"، حسبما أشاروا.

في سبتمبر 1939، اجتاحت القوى المسلحة الألمانية بولندا مسجلة بذلك بداية الحرب العالمية الثانية.

الآن، يؤكد أساقفة البلدين أنه "من الضروري السهر على السلام وتنشئة شعوب محررة من البغض".

وتحذر الرسالة من أن "بعض النزعات في المجتمع أو في السياسة تظهر محاولة استخدام الجراح بشكل دعائي من أجل إحياء المشاعر التي يغذيها التفسير المتآمر للتاريخ".

"لذلك تسعى الكنيسة إلى إبداء رأيها ضد إلغاء الحقيقة التاريخية، داعية إلى حوار مكثف مرتبط دوماً بالقدرة على الإصغاء إلى حجج الآخر".

يقر البيان أن "بعض الجراح لم تلتئم بعد" ويذكر "بملايين الضحايا المضطهدين والمضحى بهم بسبب الإيديولوجية العنصرية أو انتماءاتهم أو عقيدتهم"، منهم اليهود أو الغجر أو المعوقين عقلياً أو نخبة شعوب أوروبا الوسطى والشرقية.

في هذا البيان، يدين الأساقفة "جرائم الحرب" وعمليات النفي خلال الحرب وبعدها، مذكرين بالتبعات السلبية للصراع في البلدين.

فيشجبون قائلين: "في أوروبا الشرقية، كانت ترمي هذه الحرب إلى إبادة واستعباد شعوب كاملة".

ويقرون: "إن النخبة الحاكمة في بولندا والمؤلفة من مفكرين وأساتذة وأعضاء من الإكليروس فوجئت بسياسة إبادة كانت تسعى إلى إخضاع أمة جمعاء".

هذا البيان وقعه رئيسا مجلسي أساقفة ألمانيا وبولندا المونسنيور روبرت زوليتش والمونسنيور جوزيف ميشاليك.

تطالب الوثيقة بالحفاظ على الإيمان، والمغفرة والاعتراف بالأخطاء، وتكثيف الصلاة من أجل السلام، وتشجيع تعاون أكبر بين المؤسسات الدينية الألمانية والبولندية، وتعزيز العائلة، والدفاع عن الحياة وخدمة التبشير بالإنجيل في العالم وبخاصة في إفريقيا.

"لا تنمو ثقافة السلام التي تخدم الخير العام إلا في أجواء من المغفرة والمصالحة"، وفقاً للبيان.

"فالسلام يبنى يوماً بعد يوم ولا يزهر إلا في حال استعدادنا للاعتراف بمسؤوليتنا".

ووفقاً للأساقفة فإنه "لا بد من عيش هبة السلام في القلب لتنتشر في العائلات ومختلف أشكال التنظيم الاجتماعي وفي جميع الأمم".

ختاماً تشدد الرسالة على "الخطوة التاريخية التي تشكلها عملية التكامل الأوروبي" وتطالب بـ "عدم تفويت فرصة بناء السلام التي يقدمها توحيد شعوب أوروبا".