الدوحة، الجمعة 30 أكتوبر 2009 ( zenit.org ) .- ننشر في ما يلي البيان الختامي لمؤتمر الدوحة لحوار الأديان

1- التضامن الإنساني من خلال الحوار بين الأديان

 انعقد مؤتمر الدوحة الدولي السابع لحوار الأديان بمشاركة أكثر من 250 مشاركاً من 59 دولة من اليهود والمسيحيين والمسلمين. وقد أعرب المشاركون عن عميق امتنانهم لصاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، والشعب القطري، على حفاوة الاستقبال. كما وجهوا التحية لمنظمي المؤتمر: مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، ووزارة الخارجية، وجامعة قطر على جهودهم في عقد هذه المؤتمرات التي تسهم في بناء الثقة والتفاهم بين كافة المشاركين.

وأتاح هذا المؤتمر الفرصة لعقد مناقشات جادة وهادئة حول العديد من القضايا الصعبة التي تنوعت بين الصراعات العنيفة والفقر المدقع الذي يهدر الكرامة الإنسانية.

وطرح موضوع التضامن الإنساني تحدياً أمام المشاركين لينهلوا من معين مصادرهم الروحية مع إقرارهم في الوقت ذاته على أنه لا يجب على أي مجتمع ديني أن يكتفي بما حققه من مُثلٍ عُليا بل يجب أن يدفعه ذلك إلى التعاون لتحقيق التضامن الإنساني المنشود.

2- التضامن الإنساني من خلال التعاون والاستجابة الإنسانية لمواجهة الحاجة والمعاناة

تباحث المشاركون حول موضوع استمرار الحروب والعنف والظلم، وقد أقروا بأن الضعفاء والأبرياء هم أول ضحايا تلك الأحداث. وقد شعروا بالأسف الشديد تجاه ازدياد الفقر المدقع والجوع والمرض في ظل الأزمة المالية العالمية الراهنة، وحثوا على تحقيق المزيد من التعاون في التعامل مع تلك التحديات، إدراكاً منهم بانخراط المجتمعات الدينية بعمق في الاستجابة الإنسانية لتلك الحاجة والمعاناة.

 وسواءُ كانت الكوارث طبيعية أو من صُنع البشر، فلا تزال هناك مسؤولية كبرى على عاتق البشرية لحشد الموارد التي تُراعي تحقيق المزيد من العدالة واستقرار الأوضاع البيئية.

 والإنسانية تحتاج إلى بعضها البعض للتغلب على العقبات التي تحول دون تحقيق السلام والعدل، وهذا يقتضي استلهام التوجيه والهداية من تراث الأديان.

3- التضامن الإنساني من خلال حماية حقوق الإنسان

 في الوقت الذي نؤمن فيه بحقوق كافة البشر ينبغي أن يكون هناك إقرار بواجباتهم جميعاً نحو حماية هذه الحقوق وتفعيلها. ولا يكفي أن تتم المحافظة على هذه الحقوق من خلال الدساتير والمواثيق الدولية، وإنما ينبغي أن يكون هناك تحولُ في التوجهات الفكرية والسلوكية التي من خلالها يصبح الإنسان واعياً بحقوقه وبحقوق الجار والغريب. وقد برز اهتمام خاص بضرورة حماية أماكن العبادة والمقدسات الدينية، سواء أكان ذلك في القدس الشريف أو فيما يخص التيسيرات الممنوحة للأقليات في دولة قطر، وكان حق التعليم من الحقوق التي اهتم بها المشاركون، ومن أهمها حق الطفل في تعلم دينه ومعرفة عقائد الآخرين.

 ويمكن أن يشكّل هذا مشروعاً بناءً لمركز الدوحة الدولي لحوار الأديان حيث يقوم المركز بدراسة هذا الموضوع وإعداد نموذجاً يخدم هذا الهدف. 

ولقد اقتنع المشاركون جميعاً بأن التضامن الإنساني في معناه الواسع يمكن أن يُبنى فقط من خلال حوارٍ صبورٍ وعملٍ مشترك وبرامج محكمة التخطيط لمساعدة المحتاجين من خلال احترام حقيقي للحقوق والواجبات التي تُلزمنا بها الأديان.

 وقد أخذ المؤتمرون على عاتقهم السعي نحو التغلب على النزاعات ومظاهر الظلم التي لا تزال تفصل بيننا، والعمل على جميع المستويات المحلية والإقليمية والعالمية من أجل بناء التضامن الإنساني.

نقلاً عن موقع أبونا