كاستيل غاندولفو، الاثنين 21 سبتمبر 2009 (zenit.org). – ننشر في ما يلي الكلمة التي وجهها البابا بندكتس السادس عشر لبطاركة الكنائس الشرقية، خلال لقائه بهم يوم السبت، 19 سبتمبر، في القصر الرسولي في كاستيل غاندولفو:

السادة الكرادلة

أصحاب الغبطة،

البطاركة ورؤساء الأساقفة الأجلاء!

أحييكم بحرارة وأشكركم على تلبية الدعوة للمشاركة في هذا اللقاء: أتقدم من كل منكم بقبلة سلام أخوية. أحيي الكاردينال ترشيسيو برتوني، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، والكاردينال ليوناردو ساندري، رئيس مجمع الكنائس الشرقية، كما أحيي أيضاً أمين السر والمعاونين في المجمع.

نرفع الشكر لله على هذا اللقاء الذي يتيح لنا فرصة الإصغاء إلى صوت الكنائس التي تخدمونها بإنكار للذات مثير للإعجاب، وفرصة تعزيز أواصر الشراكة التي تربطها بالكرسي الرسولي. لقاء اليوم يذكرني بلقاء الرابع والعشرين من أبريل 2005 عند قبر القديس بطرس.عندها، مع بداية حبريتي، أردت القيام بحج الى قلب الشرق المسيحي: حج يشهد اليوم خطوة هامة أخرى، نمضي فيها قدماً. أعربتم في مناسبات مختلفة عن رغبتكم في تعزيز التواصل مع أسقف روما، لتعزيز شراكة كنائسكم مع خليفة بطرس، وللبحث معاً بقضايا ذات أهمية خاصة. اقتراح تجدد خلال جمعية مجمع الكنائس الشركية الأخيرة، وخلال الجمعيات العامة لسينودس الأساقفة.

من جهتي، أشعر بأنه واجب علي تعزيز الروح السينودوسية العزيزة جداً على قلب الاكليزيولوجيا الشرقية والتي قدّرها المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني. إنني أتقاسم التقدير الذي خصّ به المجمع كنائسكم في "مرسوم في الكنائس الشرقية"، والذي شدد عليه سلفي الموقر يوحنا بولس الثاني في الارشاد الرسولي "نور الشرق"، كما وأتمنى أن تزدهر الكنائس الشرقية الكاثوليكية لتتمّم بنشاط رسولي متجدد الرسالة المنوطة بها... تشجيع الوحدة بين كل المسيحيين، وبخاصة الشرقيين، طبقاً لمرسوم المسكونية..." (مرسوم في الكنائس الشرقية، 1). إن الأفق المسكوني يرتبط غالباً بأفق الحوار بين الأديان. الكنيسة جمعاء تحتاج في هذين المجالين إلى خبرة التعايش التي أنضجتها كنائسكم منذ الألفية المسيحية الأولى.

أيها الإخوة الأجلاء، ستسلط مداخلاتكم، خلال هذا اللقاء الأخوي، الضوء على المشاكل التي تعانون منها، والتي يمكن العمل على إيجاد حل لها في المراكز المختصة. أؤكد لكم بأنكم على الدوام في افكاري وفي صلاتي.

ولا أنسى بنوع خاص النداء من أجل السلام الذي سلمتموني إياه في ختام سينودس الأساقفة في أكتوبر الماضي. وفي الحديث عن السلام، يتجه تقكري بدرجة أولى الى مناطق الشرق الأوسط. أغتنم هذه الفرصة لأعلن عن انعقاد الجمعية العامة لسينودس الأساقفة من أجل الشرق الأوسط، من 10 ولغاية 24 أكتوبر 2010، حول موضوع "الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الأوسط: شركة وشهادة: "وكان جماعة الذين آمنوا قلباً واحداً ونفساً واحدة"  (أعمال الرسل 4/32).

أتمنى أن يأتي هذا اللقاء بالثمار المرجوة، وألتمس شفاعة مريم الكلية القداسة، مانحاً إياكم وجميع الكنائس الشرقية بركتي الرسولية.

ترجمة وكالة زينيت العالمية (zenit.org)