والبابا الحالي هو أغنى البابوات ثقافةً، بحسب الناطق السابق باسم الكرسي الرسولي

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الثلاثاء 22 سبتمبر 2009 (Zenit.org). – إن تطويب البابا يوحنا بولس الثاني بات جاهزًا من الناحية التكنيكية، فما ينقص الآن هو إعلان تقرير بطولة فضائله، والمصادقة على أعجوبة لإعلان التطويب، الأمر الذي لا يشكل أية صعوبة نظرًا للعدد الكبير من الأعاجيب الذي ينسب إلى شفاعته.

هذا ما صرح به يواكين نافارو-فالس، الذي شغل منصب مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي خلال الردح الأكبر من خلافة يوحنا بولس الثاني على السدة البطرسية، وذلك في مقابلة أقامتها معه جريدة " El Mundo ".

نافارو فالس كان أول علماني وأول مدير لدار الصحافة الفاتيكانية من أصل غير إيطالي. وقدأشار في المقابلة إلى أن تطويب يوحنا بولس الثاني ينتظر الآن مصادقة البابا بندكتس.

وألمح إلى أن شخصية يوحنا بولس الثاني رغم أنها شخصية محبوبة جدًا ومشهورة في العالم بأسره، "إلا أن شخصيته وطبعه ليسا معروفين جيدًا. على سبيل المثال، كان يتحلى بحس فكاهي كبير. حتى عندما كان يجب عليه أن يعالج مسائل مأساوية، لم يكن يتخلى عن رؤيته الإيجابية".

ويعترف نافارو-فالس أنه يملك في حاسوبه نحو 600 صفحة من الملاحظات جمعها خلال عمله كمدير دار الصحافة الفاتيكانية، وأنه يتوجب عليه أن يكرس نحو عام ونصف لكتابة كتاب انطلاقًا من هذه المواد التي جمعها، معتبرًا أن هذا الأمر هو "واجب أخلاقي" يترتب على عاتقه، لأنه "يوحنا بولس الثاني هو محبوب جدًا، ولكنه معروف قليلًا".

بندكتس السادس عشر أكثر البابوات ثقافةً

هذا وجوابًا على سؤال حول رأيه بالبابا بندكتس السادس عشر أجاب نافارو-فالس: "إن بندكتس السادس عشر هو البابا الذي يستطيع أن يفخر بأبرع وأوسع مجموعة مؤلفات شخصية. إن غناه الفكري هو فتّان".

وأضاف: "أعتقد أن الناس حتى خارج الإطار الكاثوليكي تلاحظ هذا الأمر". وإذا كان هناك من يعتقد أنه "بارد" في تعامله مع الناس، فبنظر المدير السابق لدار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، إن البابا الحالي هو إنسان حساس جدًا، وهذا يظهر من خلال "تأثره المتواتر" أمام الأحداث.

واعتبر أخيرًا أن التحدي الكبير الذي يواجهه البابا الحالي هو "ديكتاتورية النسبية"، إشارة منه إلى مواقف الكنيسة الراسخة أمام استخدام الواقي الذكري، والزيجات المثلية، والقتل الرحيم. ويشرح نافارو-فالس رأيه في هذا الإطار بالقول: "إن الكنيسة تصرح بقوة أن الكائن البشري ليس شيئًا بل شخصًا. وهي تعلم أنسنة الجنس، وإعطاء معنى للألم وللفرح. ولذا فهي تقدم أفقًا إنسانيًا للكائن البشري".