فيتربو، الاثنين 07 سبتمبر 2009 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي التحية التي وجهها البابا بندكتس السادس عشر يوم الأحد للراهبات التأمليات المحصنات في معبد سيدة السنديانة في فيتيربون والصلاة التي تلاها البابا للعذراء في تلك المناسبة:

* * *

أيتها الأخوات العزيزات!

إنه لفرح حقيقي أن ألتقي بكن في هذا المكان العزيز على قلوب المؤمنين. إن رسالتكن – أنتن الراهبات التأمليات المحصنات – هي أن تكن مشاعل تتقد - في صمت الأديار – بالصلاة والمحبة لله. أوكل إليكن نواياي، ونوايا راعي هذه الأبرشية وحاجات من يعيشون في هذه الأرض. أوكل إليكن، في هذه السنة الكهنوتية، الكهنة والاكليريكيين والدعوات. كنّ عضدا لهم في صمتكن المصلي، وأمهات روحيات لهم من خلال تقديمكن ذبيحة حياتكن للربن لأجل تقديسهم ولخير النفوس. أشكركن على حضوركن، وأمنحكن بركة قلبية. احملن سلام وبركة البابا لأخواتكن اللواتي لم تستطعن المشاركة في هذا اللقاء. أدعوكن الآن الى الاتحاد بي في ابتهال حماية العذراء الوالدية لهذه الجماعية الأبرشية ولسكان هذه الأرض الغنية بالتقاليد الدينية والثقافية:

أيتها العذراء القديسة سيدة السنديانة،

شفيعة أبرشية فيتيربو،

مجتمعين في هذا المعبد المكرس لك،

نرفع إليك صلاتنا المفعمة بالثقة:

اسهري على خليفة بطرس وعلى الكنيسة الموكلة لرعايته؛

على إيطاليا، على أوروبا وعلى سائر القارات.

يا سلطانة السلام، اطلبي عطية الوفاق والسلام

للشعوب وللبشرية جمعاء.

أيتها العذراء الطائعة، والدة المسيح،

أنت التي، بقولك "نعم" لبشارة الملاك،

أضحيت أماً للكلي القدرة،

ساعدي أولادك ليسيروا

بحسب مخطط الآب السماوي لكل شخص،

للإسهام في مشروع الخلاص الشامل،

الذي أتمه المسيح بموته على الصليب.

يا عذراء الناصرة، سلطانة العائلة،

اجعلي من عائلاتنا المسيحية مزار حياة إنجيلية،

غنية بعطية دعوات

كهنوتية ومكرسة كثيرة.

احرصي على صلابة وحدة عائلاتنا،

التي تحيط بها الأخطار من كل جنب،

اجعليها منارات صفاء ووفاق،

حيث يتغلب الحوار الصبور على المصاعب والمواجهات.

اسهري خاصة على تلك المنقسمة والتي تمر في أزمة،

يا أم الغفران والمصالحة.

أيتها العذراء الطاهرة، والدة الكنيسة

غذّ حماس مكونات أبرشيتنا:

الرعايا والجماعات الكنسية،

الجمعية وأشكال الخدمة الرسولية الجديدة

التي يعضدها الرب بالروح القدس؛

شددي إرادة الذين،

لا يزال رب الكرم يدعوهم

كعملة في كرمه، لكيما،

بصمودهم أمام الاغراءات الدنيوية،

يثابرون بسخاء في متابعة المسيرة،

ولكيما يصبحون بعونك الوالدي، شهوداً للمسيح

منجذبين الى بهاء محبته، ينبوع الفرح.

أيتها العذراء الرؤوفة، أم البشرية،

أديري نظرك نحو رجال ونساء عصرنا،

على الشعوب وحكامهم، على الأمم والقارات؛

عزً الباكين، المعانين، والمتألمين للظلم البشري،

اعضدي الرازحين تحت نير التعب

وانظري الى المستقبل المفتقد للرجاء؛

شجعي من يعمل على بناء عالم أفضل

تسوده العدالة والأخوة،

خال من الأنانية والبغض، والعنف.

فليسقط كل شكل من أشكال العنف

أمام قوة المسيح السلمية!

 

يا عذراء الإصغاء، ونجمة الرجاء،

وأم الرحمة،

الينبوع الذي من خلاله أتى الى العالم يسوع،

حياتنا وفرحنا،

نشكرك ونجدد لك عطية الحياة،

واثقين بأنك لن تتخلي عنا ابداً،

وخاصة خلال الاوقات المظلمة والصعبة في حياتنا.

رافقينا دائماً: الآن وفي ساعة موتنا.

آمين!

نقله الى العربية طوني عساف – وكالة زينيت العالمية (Zenit.org)