بقلم إينما ألباريس
روما، الجمعة 04 سبتمبر 2009 (Zenit.org) – تنوي الكنيسة الكاثوليكية في جنوب إفريقيا “المساهمة على طريقتها” في نجاح بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها البلاد في شهري يونيو ويوليو 2010.
فقد قامت بإطلاق حملة “الكنيسة حول الكرة” مشجعة كافة أبرشيات البلاد على الاهتمام بمبادرات متركزة على استقبال الزوار الأجانب وراعوية الرياضة (www.churchontheball.com).
تقوم إحدى هذه المبادرات على المشاركة في المؤتمر الذي عقدته وزارة الرياضة في شهر يونيو الأخير والذي قام خلاله المسؤولون الكنسيون بتقديم مشاريعهم الهادفة إلى التبشير بالإنجيل في مجال الرياضة.
يعتبر أساقفة جنوب إفريقيا أن بطولة كأس العالم لكرة القدم تشكل “فرصة لإظهار حيوية الكثلكة الإفريقية”. لذلك يوجهون دعوة إلى الجماعات من أجل الاستعداد لاستقبال الوفود التي ستزور البلاد خلال الصيف المقبل.
ووفقاً لأحد مسؤولي الحملة، توني رولاند (من بعثة العائلة والحياة التابعة لمجلس الأساقفة)، فإن كرة القدم هي “الرياضة الأكثر شعبية في جنوب إفريقيا، حتى أنها تعتبر أكثر من مجرد رياضة لا بل ديناً أو نمط عيش”.
“من المؤكد أن بطولة كأس العالم لكرة القدم لسنة 2010 سيكون لها تأثير على مجتمع جنوب إفريقيا على مختلف المستويات وليس فقط على الصعيد الاقتصادي”، حسبما أشار مضيفاً أنه “سيكون من المؤسف ألا تتضمن سوى العالم العلماني ووسائل الإعلام والوكالات السياحية”.
ويوضح توني رولاند أن مجلس الأساقفة أخذ بالاعتبار المبادرات التي أطلقها الأساقفة الألمان خلال بطولة كأس العالم 2006 والتي تتعلق بخاصة بالخدمة الدينية والنشاطات الرعوية والعلاقات المسكونية.
كما يرجو أن يخدم هذا الحدث أيضاً في “جمع العائلات” لمشاهدة المباريات وألا يقتصر على لقاءات الرجال في الحانات.
“إن الشباب والبالغين الذين لا يشاركون كثيراً في نشاطات رعاياهم قد يتفاجأون برؤية اهتمام كنيستهم بأمر علماني. ولا بد من أن يشجعهم ذلك على المشاركة في الاستضافة وفي بعض أشكال المساعدة الرعوية”.
الدعارة
لكن الكنيسة تشعر أيضاً بالقلق حيال التأثيرات السلبية التي يمكن أن تحملها بطولة كأس العالم مثل المخدرات أو الدعارة.
وقد حذرت الجمعيات الدينية وغيرها من الجماعات مراراً وتكراراً من ارتفاع نسبة الاتجار بالبشر – بخاصة بالنساء والأطفال – الذي يحصل عموماً خلال الأحداث الرياضية.
كذلك عملت الأخت ميلاني أوكونور المختصة في هذا الشأن على التذكير بذلك في محافل مختلفة، مشددة على أن بلاد جنوب إفريقيا كانت تعاني من هذه المشكلة منذ سنين عديدة.
إنها تعتبر أن الخطر يتهدد الأطفال بخاصة، لا سيما وأن مدارس البلاد ستقفل خلال بطولة كأس العالم، وتقول: “إن الفقر والبطالة وانعدام الفرص هي المشاكل التي تحفز على الاتجار بالبشر”.
ختاماً حذرت من أن زيادة نسبة السياحة قد تدفع إلى استغلال الأطفال في الدعارة والاتجار بالمخدرات و”الترويج” الرياضي.