روما، الخميس 17سبتمبر 2009 (ZENIT.org). – تاريخ الإيمان في الكويت هو تاريخ كنيسة فتية وحيوية ولكن من دون مستقبل، لأن أعضائها عمال اجانب، لا يحق لهم بترسيخ الجذور في البلاد. يبلغ عدد الكويتيين المليون، أما عدد الأجانب فيبلغ المليونين، ومن بينهم 400 ألف مسيحي، ولا يحق لأي منهم بالإذن بشراء منزل، حتى وإن بقي في الكويت طيلة حياته.
عن الكويت، حدثنا النائب الرسولي، المونسنيور كاميلو بالين، كاهن كومبوني من الفينيتو في إيطاليا، أمضى كل سنوات كهنوته تقريباً في العالم العربي: سنتين في سوريا وليبيا لتعلم اللغة العربية، 24 سنة في مصر و10 سنوات في السودان، وهو في الكويت منذ عام 2005.
هل يعاني المسيحيون من تضييقات في الكويت؟
بالين: كما هي الحال في كل البلدان العربية، ولكن أقل من السعودية. أخرج دائماً مرتدياً الزي الكهنوتي والصليب، ولكن لا يمكن القيام بالاحتفالات الليتورجية خارج الكنائس الثلاث الموجودة. وبالتالي فإن مشكلتنا الأولى هي سعة المكان. لدينا 16 كاهن يخدمون أكثر من 350 ألف مؤمن يلأتون من الفيليبين، والهند وسيرلانكا، وبنغلاديش وباكستان (وحوالي 6000 من البلدان العربية)، ولدينا فقط ثلاث كنائس.
كيف يشارك المؤمنون إذن في القداس – على الأقل يوم الأحد؟
بالين: نحتفل بالقداديس بتسع لغات، وبمختلف الطقوس التي توحدت تحت سلطة الأسقف اللاتيني: السريان المالابار، السريان المالانكار، الموارنة، الأقباط الكاثوليك، واللاتين. نحن نحتاج الى كنيسة أخرى كبيرة، ولكن لم يُسمح لنا بالحصول على الأرض، وحتى وإن وُجدت الأموال لشراء الأرض، لن نستطيع الحصول على الإذن ببناء الكنيسة. الكنيسة تمتلىء دوماً ويبقى الكثيرون في الخارج، ولا مكان للتحرك أبداً. هناك زحمة خانقة.
ولكن كيف يتقدمون من المناولة؟
بالين: يتناولون وهم يخرجون من الكنيسة ولا يعودون الى أماكنهم.
وماذا عن الخدمة خلال الأسبوع؟
بالين: يصمد القربان باستمرار في الكاتدراية، وهناك دائماً من يصلي فيها، أكان في كابيلا السجود، أم في مغارة العذراء، أو في الرعيتين الأخرتين.
رجاء في المستقبل؟
بالين: ليس هناك من مستقبل أكيد، لأن المؤمنين والكهنة ليسوا محليين: في الواقع هناك فقط أربع عائلات كويتية كاثوليكية، وحوالي 200 مسيحي بروتستانتي.
بما أننا نتحدث عن بلد مسلم، هل هناك اهتداءات؟
بالين: خلال أربعين سنة لم أقبل أي اهتداء، أولاً لأنهم جميعاُ تقريباً جواسيس للحكومة، وثانياً لأنهم يقومون بذلك لينالون تأشيرة السفر الى الخارج.
هل تعتقدون بأنه من الواجب طلب التعاطي مع الأجانب بنفس الطريقة التي يستقبل فيها الغرب المسلمين؟
بالين: البلدان الغربية هي بلدان ملحدة، لا تهتم لحقوق الانسان. في ايطاليا أكثر من 660 جامعاً: هل حاول أحد ما يوماً أن يطلب تسهيل أمور المسيحيين في البلدان العربية؟ لا أحد. نحن لا نطلب التمييز، نطلب فقط أن نستطيع أن نصلي من دون الأخطار الناتجة عن الزحمة في الكنيسة.