براغ، الثلاثاء 22 سبتمبر 2009 (Zenit.org). – بعد حفلِ الاستقبال الرسمي الذي يُقام للبابا على مطار براغ، يتوجّهُ الأبُ الأقدس في محطّتِه الأولى إلى كنيسةِ العذراءِ مريم سيّدةِ النصر حيث يوجّهُ كلمةً للحاضرين والمستقبلين.
بُنيَت هذه الكنيسة بين عامَي ألفٍ وستمئةٍ وأحدَ عشر وألفٍ وستمئةٍ وثلاثةَ عشر، بعد أن انتصر مسيحيو المنطقةِ على الحروبِ الهادفة لإلغاءِ الكثلكةِ في بوهيميا. فإثرَ معركةِ الجبلِ الأبيض الدامية، اعتُبر انتصارُ المسيحيين نعمةً من العذراءِ مريم سيدة النصر فشُيِّدَت كنيسةٌ على اسمِها في المكانِ الذي حُسِمَت فيه المعركة. أُنجِز بناءُ الكنيسة على شكلِ صليبٍ وأحيطَت جوانبُها بحصون. كما خلَّد الرسّامُ البافاري كوسمَس داميان آسَم واقعةَ الجبلِ الأبيض بلوحةٍ تمثلُ الكنيسةَ المنتصرة.
إنّ كنيسةَ سيدةِ النصرِ الواقعةَ في شارعِ مالسترانا في براغ، اكتسبت شهرةً عالميةً بفضل تمثالٍ يُدعى “الطفل يسوع معطي النعم”. هذا التمثالُ أتى من إسبانيا من سيّدةٍ نبيلة تُدعى بوليكسينا لدير رهبان الكرمل الحُفاة الذي يقعُ قرب الكنيسة. فأضحى هذا التمثال محطَّ تكريمٍ لدى الرهبان، فقد كان لحضورِه تأثيرٌ عجائبيٌ في تحسينِ أوضاعِ الدير وصمودِه أمامَ الدمارِ المتكرّر. نُسِبَت عدّةُ عجائبَ لتمثالِ طفل براغ، وقد كان هو حاميَ تشيكيا من الحروبِ والغزوات. وصلَت شهرتُه وتكريمُه إلى العالمِ أجمع، فأصبحَ يمثّلُ بأشكالِه المتعدّدة، كلَّ بلدٍ يزورُه، ويحملُ تاريخاً طويلاً يتعدّى الأحجامَ والأشكال.
وتقولُ الأسطورةُ، أنَّ الطفلَ يسوع قد ظهرَ على راهبٍ كرملي رغبَ بشدّةٍ أن يصنعَ تمثالاً يجسّدُ جمالَ هذا الطفل، بعد أن عصيَ هذا الأمر عليه. وقبَيل موتِ هذا الراهب، لم يكن قد استطاعَ انهاءَ هذا العمل، فظهرَ الطفلُ يسوع عليهِ مرةً ثانيةً استطاعَ على أثرِها تحقيقَ التمثال بعدَ أن أدركَ جمالَ المسيح فانتقلَ مبتهجاً لملاقاته. طولُ هذا التمثال سبعةٌ وأربعون سنتمتراً وهو مصنوعٌ من الخشبِ المغلّفِ بالشمع. ويرتدي ألبسةً مختلفة تمثّلُ مختلَفَ المناسباتِ الليتورجيةِ خلال السنة.
إلى هذه الكنيسة، يتوجّه البابا في مستهلِّ زيارتِه إلى الجمهوريةِ التشيكية. وقد هيّأ أساقفتُها مسبحةً فريدةً من نوعِها صُنِعَت من الذهبِ الخالص ومن العقيقِ البوهيمي، تُعطى كهديةٍ للحبرِ الأعظم في ختامِ زيارته هذه.
(بالتعاون مع وكالة h2onews و تلفزيون تيلي لوميار)