حاضرة الفاتيكان، الاثنين 05 أكتوبر 2009 (Zenit.org) – “عشت حياة إرسالية لمدة 20 عاماً في إثيوبيا”. هذا ما نقلته وكالة فيداس عن الأب جيوسيبي كافاليني من رهبانية المرسلين الكومبونيين. “بإمكاني تمييز مختلف مراحل العلاقات بين المسيحيين والمسلمين. حتى سنة 1990، كان هناك تناغم طبيعي بين مختلف العقائد، بخاصة في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الواسعة. كان من الشائع إيجاد عائلات ينتمي أفردها إلى الكنيسة الكاثوليكية والإسلام والديانات التقليدية. بعدها، تبدلت الأمور، بخاصة عندما بدأت الدول المسلمة بتمويل المدارس والجامعات وإدخال العنصر السياسي”.
بكلمات أداة العمل “Instrumentum Laboris”: “إن التعايش مع الإخوة والأخوات المسلمين سليم وجيد في بعض المناطق. إلا أن بعض المناطق الأخرى تشهد انعدام الثقة من الجانبين مما يعيق الحوار السلمي، مثل الصراعات الناتجة عن زيجات مختلطة. كذلك يعمل تعصب بعض الجماعات الإسلامية على تأجيج العدائية والتمييز. كما أن المسألة تتأزم من خلال المواقف العقائدية التي يتبناها بعض أنصار الجهاد. وتشكل النزعة إلى تسييس الانتماء الديني نزعة خطيرة في مستهل الحوار. مع ذلك، وفي خضم الأزمة، يؤكد التعاون في بعض الأماكن في تأمين التربية المدنية والانتخابية على حمل ثمار كثيرة” (رقم 102).
ليس الأمر سلبياً برمته. إلا أن الوضع في إفريقيا مختلف من دون شك عن الأوضاع في باقي أنحاء العالم. يقول المرسل: “بات تحدي التبشير بالإنجيل عملاً شاقاً. تبشر الكنيسة بالإنجيل من دون التأثر بالموقف المتطرف والأجوف الذي تعتمده أقليات مسلمة. إن الدور المهم لإثيوبيا التي كانت على مر قرون مركزاً للمسيحية في إفريقيا يبدو أنه أصبح هدف المسلمين حتى أنه تم إعلان أديس أبابا عاصمة الإسلام في القارة سنة 2004”. ويضيف الأب كافاليني: “يعتبر المسلمون أن إفريقيا “خلقت” للإسلام ويحاولون بالتالي إدراج معتقداتهم في الديانة القليدية مسببين انبثاق العديد من المميزات الشائعة (بحسب آرائهم) منها تعدد الزوجات، العائلة، دور المرأة المحصور في العائلة، والله الواحد”.
“يتجذر الإنجيل في مجال الثقافة البشرية. تعكس المجتمعات الإفريقية عجزها في انحطاط الثقافات. إن أرادت الكنيسة تنشئة مسيحيين حقيقيين، فلا بد لها من إيلاء اهتمام جدي بترسيخ رسالة الإنجيل في الثقافة”، حسبما يرد في “أداة العمل” (رقم 73). ويقول الأب كافاليني: “إن المدرسة هي أفضل سبيل للدخول في هذا المجال البشري والاجتماعي وجعل رسالة المسيح ديناميكية وحقيقية بالنسبة للأفارقة. هذا السبيل هو أفضل من السبل والاستراتيجيات الأخرى. لا بد لنا من استكمال عملنا القائم على التربية والتنشئة”.