بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الأربعاء 14 أكتوبر 2009 (Zenit.org). – قدم المتحدث الرئيسي لسينودس أساقفة إفريقيا ميزانية استعرضت المراحل والنقاط التي توصل لها سينودس الأساقفة الخاص المنعقد الآن في الفاتيكان، في مرحلة تعرف باسم " Relatio post disceptationem " (تقرير بعد المداخلات).

تشكل المداخلة التي ألقاها الكاردينال بيتر كودوو أبياه توركسون مساء أمس الثلاثاء، بحضور البابا بندكتس السادس عشر خلاصة 13 دورة عامة جرت في الأيام السابقة.

تضمن خطاب الكاردينال توركسون 20 موضوعًا رددت أهم الأصداء التي وردت في 195 مداخلة قام بها الأساقفة منذ افتتاح السينودس.

أشار توركسون أولاً إلى انطباعه بأن الأساقفة تحدثوا عن العديد من الأنوار التي نالوها خلال 15 عامًا، إشارة إلى الفترة الزمنية التي تفصلنا عن السينودس الأول لأجل إفريقيا الذي عقد عام 1994، ولكنه أردف مشيرًا إلى أن هناك الكثير من الظلال ومن المشاكل التي تجعلنا نفكر بأننا في جلسة من جلسات الأمم المتحدة حيث يقدم الحضور المشاكل التي يعيشونها.

ولذا شدد الكاردينال من جديد على ضرورة وعي الطبيعة "الرعوية" للسينودس، والذي يجب أن يحض كنيسة إفريقيا على متابعة حجها ومرافقة الشعوب الإفريقية في مسيرة تحسين الظروف الاجتماعية، السياسية والاقتصادية، وتعزيز الإيمان بالمسيح بين قاطني القارة الإفريقية.

هذا وتطرق الكاردينال في مداخلته إلى مواضيع الشركة الكنسية، والأبعاد السياسية، الاجتماعية والاقتصادية، مرورًا بكرامة المرأة ودورها في الكنيسة، والعائلة، والعلمانيين، والحياة المكرسة، ودور وسائل الإعلام في إفريقيا.

عرض الكاردينال مخاوف الأساقفة المتعلقة بالعائلة مسلطًا الضوء على "تدمير النظرة الأصيلة حول العائلة وفكرة العائلة السليمة" من حلال ممارسات ومعتقدات تقليدية، مثل السحر والشعوذة، إضافة إلى الأمراض التي تهدد العائلة وبشكل خاص مرض انعدام المناعة (السيدا).

وذكر بأن الآباء السينودسين تحدثوا عن مشاكل أخرى تتعرض للعائلة تأتي من مصادر خارج إفريقيا مثل: الأخطار الإيديولوجية (إيديولوجيات الهوية الجنسية، الأخلاق الجنسية العالمية الحديثة، الهندسة الجينية) الأخطار الطبية (منع الحمل، تنظيم العائلة والتربية على الصحة الجنسية، التعقيم)، وظهور أشكال جديدة من الخيارات "البديلة" (الزيجات المثلية، واتحاد الأمر الواقع).

وبالحديث عن النساء أشار الكاردينال إلى أن هناك فرق كبير بين دور المرأة في بعض الدول، حيث توصلت النساء إلى مراكز عالية وقيادية، ودورهن في دول أخرى، حيث ما زالت النساء تعيش التهميش، وترغم على الدعارة، وهن في الغالب ضحايا الزيجات التعددية، والعنف المنزلي، وتجارة البغاء.

كما وشرح أن الأطفال هم "القسم الأكثر تألمًا في الشعب الإفريقي"، مشيرًا إلى ظواهر "الطفل-الجندي، عمل القاصرين، والاتجار بالبشر)، ومنوهًا بأن الكثير من الأطفال يعيشون الحرمان من التعليم.

وأشار أيضًا إلى الشباب الذين يعانون العديد من المشاكل جراء تعرضهم للإدمان على المخدرات، والإصابة بالسيدا، والحمل في سن المراهقة، والهجرة، وأيضًا الاتجار بالبشر.

وبالحديث عن الواقع الاقتصادي، أشار توركسون إلى أن الكلمتين اللتين وردتا بتواتر في مداخلات الأساقفة هي "فقر" و "فقراء" وهي تنعكس في واقع الشعب والمجتمع والكنيسة. هذا الفقر هو الذي يدفع الكنيسة للقيام بمداخلات عديدة لتقديم يد العون لإفريقيا.