روما، الاثنين 05 أكتوبر 2009 (Zenit.org) – إذاعة الفاتيكان – شدد الأب كيران أوريلي الرئيس العام لجمعية الإرساليات الأفريقية على أهمية المصالحة في قارة تمزّقها الحروب، ذلك في حديث مع وكالة فيديس للأنباء تمحور حول السينودس الخاص بالقارة الأفريقية المنعقد في الفاتيكان، أشار خلاله لوجود جراح عديدة ناتجة عن الحروب والمصادمات والنزاعات وأضاف أن الكنيسة كانت على الدوام حاضرة لمساعدة المتألمين، مذكرا بالتزامها في حقل التعليم والصحة، وقال إن السينودس الحالي سيكمّل أعمال أول سينودس خاص بالقارة الأفريقية مشددا في الآن الواحد على أهمية تقديم الرجاء للجماعات المتألمة، وقال الرئيس العام لجمعية الإرساليات الأفريقية: من واجبنا تقديم جواب ملموس من أجل المصالحة في قارة تمزّقها الحروب الأهلية.
أهمية دور المرأة في المجتمع الأفريقي من أجل المصالحة
“دروب سلام أطلقها الرعاة، الأشخاص المكرسون، الجماعات الكنسيّة الحية والعلمانيون غير أن هناك عوائق حتى اليوم ينبغي تخطّيها… لقد شاركت الكنيسة على مستويات عدة في إحلال السلام بفضل تعاليمها ونشاط رعاتها. ففي منطقة البحيرات الكبرى، على سبيل المثال، عملت المجالس الأسقفية من أجل بناء السلام معزّزة التقارب بين شباب البلدان المتنازعة”: هذا ما قاله في حديث لوكالة فيديس للأنباء الأب ريشار باوابر، كاهن غاني من جمعية الآباء البيض الناشطة في أفريقيا منذ عام 1868، ذلك بالتزامن مع انعقاد ثاني سينودس خاص بأساقفة هذه القارة، وأشار إلى أن الكنيسة لعبت على الدوام دورا رئيسا في الوساطة بين الأطراف المتنازعة.
ذكّر المرسل الأفريقي بأن كلمة الله تنعش حياة الجماعات المسيحية مشددا على أهمية الإصغاء إليها، وأضاف أن التفاوت الاجتماعي والاقتصادي بين المدن والمناطق الريفية يؤثر بدوره على حياة العائلة، مشيرا إلى أن قيمة العائلة لا تزال فائقة الأهمية في القارة الأفريقية، لكنها أكثر قوة في المناطق الريفية.
هذا وشدد الأب ريشار باوابر من جمعية الآباء البيض على ضرورة تعزيز احترام دور المرأة وتفعيله في الحياة العائلية، الكنسيّة والمدنية، وقال إن للمرأة دورا رئيسا للعمل من أجل المصالحة بين الأفراد والإتنيات، مذكّرا بأن الحروب هي واحدة من أفظع الشرور في بلدان أفريقية عديدة، ومشيرا إلى أن الأسباب تكمن بوجود عامل خارجي حيث تستفيد الدول الغنية من الحرب لتقديم العمل وإبقاء البلبلة الاجتماعية والسياسية والاهتمام بمصالحها الخاصة فقط، وهناك عامل داخلي أيضا يُظهر بوضوح غياب القدرة على تعزيز نسيج اجتماعي واقتصادي سليم.