“ادعموا إنتاج العقاقير العلاجية”
حاضرة الفاتيكان، الثلاثاء 06 أكتوبر 2009 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي الإجابة التي أعطاها البارحة الكاردينال بيتر كودوو أبيا توركسون، رئيس أساقفة كيب كوست، في غانا، حول موقفه من الوقاية من مرض الإيدز خلال مؤتمر صحفي عقد في روما. هذا الكاردينال هو المقرر العام للجمعية الثانية الخاصة بإفريقيا في سينودس الأساقفة.
***
عن مسألة فيروس نقص المناعة البشرية… أعتقد أن هناك في إفريقيا العديد من السيناريوهات المختلفة المرتبطة بمسألة فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز. هناك وضع مأساوي وملحّ في إفريقيا الجنوبية تتعلق به معظم حالات فيروس نقص المناعة البشرية. شخصياً، عشت تجربة من هذا النوع في بوتسوانا حيث أمضيت بعض الوقت ورأيت أن حوالي أربعة أو خمسة أشخاص، من الشباب وغير الشباب، يدفنون كل عطلة نهاية أسبوع. هذا الأمر يبدد قوة العمل في الأمة ويخلف تأثيراً سيئاً. لذا فإن العلاج ينطوي برأيي على وسيلتين سائدتين… في هذا الصدد، أعتقد أن هناك الآن اكتشاف العقاقير المضادة للفيروسات. لذا في سبيل الحد من انتشار فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، يبرز إما احتمال العقاقير المضادة للفيروسات وإما استخدام الواقي الذكري، ما لم يتم الامتناع والإخلاص للشريك وغيرهما.
من خلال التجربة الشخصية، علمنا من غانا أنه لم يتم إجراء بحث شامل حول ذلك، ولكننا اعتمدنا على المعلومات الضئيلة في مستشفياتنا لأن الكنيسة الكاثوليكية صغيرة في غانا إذ تشكل حوالي 30% من عدد المؤسسات الصحية في البلاد. إلى جانب الحكومة، قدمنا أكبر عدد من المرافق الصحية وعلمنا من هذا البحث المتواضع في مستشفياتنا أنه عندما يقترح الناس استخدام الواقي الذكري، يصبح فعالاً فقط في العائلات التي يعتزمون فيها أيضاً أن يكونوا أوفياء. إن الاستخدام الاعتيادي للواقي لوضع حد لانتشار الإيدز ليس الملاذ الثمين في حالتنا.
يلجأ الشباب إلى استخدام الواقي، عندما يتعلق الأمر بالإخلاص، عندما يعاني أحد الشريكين من فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز. في هذه الحالة، فلنناقش الموضوع بصراحة هنا: إننا نتحدث عن منتج مصنع ذات نوعيات مختلفة. هناك نوعيات تصل إلى غانا (تتمزق في الحرارة خلال ممارسة الجنس)؛ وفي هذه الحالة، تعطي الفقراء شعوراً زائفاً بالأمان يسهّل انتشار فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز. هنا نلمس شعوراً بالنفور حتى في حالات العلاقة الزوجية والأشخاص الأوفياء. ينفر الناس من الحديث عن هذا الموضوع.
إلا أن اهتمامنا الأساسي وأولويتنا يكمنان في حديثنا أولاً عن الامتناع والوفاء والأمانة والإحجام عن ممارسة الجنس. كما اقترحت مرة: إن جاءني أحد المصابين بمرض نقص المناعة البشرية/الإيدز وطلب رؤيتي، أعلم أن الراعي في كل حالات المشورة الرعوية لا يقرر أبداً ما يجب أن يقوم به المرشح. الأمر سيان في حالات المشورة النفسية: يتم عرض المسألة ومناقشتها مع المرشح وفتح المجال أمام الشخص لاتخاذ قراره الشخصي. عندها، لا أستخف بإمكانية أن يقوم شخص مصاب بالإيدز ومدرك لالتزامه المسيحي باتخاذ قرار الإحجام عن ممارسة الجنس. لم ألتقِ بالعديد من هؤلاء الأشخاص ولكنني التقيت بالبعض من المسيحيين والكاثوليك الذين أحجموا عن ممارسة الجنس لدى العلم بإصابتهم بمرض الإيدز وذلك تخوفاً من انتشاره. في حالة مشابهة، لكان البعض أوصى بأن يستخدم الشخص المصاب بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز الواقي لئلا ينتشر الوباء. لكنني أكرر أن استخدام الواقي في بلداننا خطير أحياناً: خطير بمعنى أن هناك حالات تمزق فيها الواقي خلال ممارسة الجنس، حالات أفاد بها الأشخاص أنفسهم وإلا لما كنا علمناها في مستشفياتنا.
لو وفرنا نوعيات جيدة من الواقي، لما كان أحد يتحدث عن الموضوع، لكن ذلك لم يحصل. لذا أقول أنه لو وضعت الموارد المتوفرة في إنتاج الواقي في دعم إنتاج العقاقير المضادة للفيروسات، لكنا أسعد في إفريقيا لتوفر العقاقير العلاجية. إن الموارد متوفرة لإنتاج الواقي للاستخدام الشخصي. لو سئلت عن الموضوع لقلت: دعونا نستخدم هذه الموارد لدعم إنتاج العقاقير المضادة للفيروسات فتكون أكثر توفراً لدى الشعب. حالياً ليست متوفرة لكثيرين بسبب الكلفة. لذا لو توفرت لكم الوسائل لخفض التكلفة، نكون قد قدمنا خدمة كبيرة للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز.