روما، الأربعاء 7 أكتوبر 2009 (Zenit.org) – “بفعل مواردها الوافرة، تجتذب الأمم الإفريقية مصالح أجنبية وتسبب الحروب والصراعات بين أفراد الشعب الإفريقي. وهكذا فإن شعار السينودس المقبل “الكنيسة في إفريقيا في خدمة المصالحة والعدالة والسلام” مناسب وملح”. هذا ما نقلته وكالة فيداس عن الأب كيران أوريلي، رئيس جمعية الإرساليات الإفريقية، المعهد الديني الذي يعمل في التبشير بالإنجيل في إفريقيا منذ سنة 1859 والذي ينتشر اليوم في 16 بلداً. سألناه عن أفكاره، مع اقتراب موعد انعقاد الجمعية الثانية لسينودس الأساقفة حول إفريقيا.
على ضوء تجربته العميقة في إفريقيا التي يأتي إليها المرسلون من كافة أنحاء العالم للتبشير بالإنجيل، أوضح الرئيس العام “وجود مستويات مختلفة من جراح الحرب والتصادم والصراع على الرغم من أن وسائل الإعلام تسلط الضوء بخاصة على الجراح الناجمة عن الحرب الأهلية في البلدان الغنية بالمواد الخام. تستخدم كل الوسائل مع الأسف للدفاع عن المصالح الشخصية أو تعزيزها، سواء أكان من قبل النخبة الإفريقية الضئيلة أم من قبل الأجانب. ما من تمييز. يسرعون جميعاً إلى ضمان استخدامهم الموارد المعدنية، النفط، أو الموارد الطبيعية كالأخشاب والماس وغيرها، في المناطق المستقلة. حيثما وجدت الموارد، نشأت الصراعات والحروب”.
إن شعار السينودس يشدد على مقطع من إنجيل متى: “أتم ملح الأرض… أنتم نور العالم (مت 5: 13، 14). يقول الأب كيران أن “الكنيسة لطالما كانت حاضرة عند معاناة الشعب لتقديم المساعدة والرجاء. مع الأسف، يسيطر الفساد على السياسة وبعض مجالات المجتمع المدني، فيضطر الإيمان إلى النضال لـ “يُسمع” إذ كثيراً ما يطرح جانباً. وبسبب الفساد، تواجه الكنيسة العديد من العقبات في عمل التبشير بالإنجيل. لذا يجب أن تعمل دوماً على تقديم رسالة كثيراً ما تعتبر مزعجة”.
عن الموقف العام للشعب تجاه الكنيسة، يقول الرئيس العام لجمعية الإرساليات الإفريقية: “النظرة إيجابية. إنها مكان الرعاية الصحية والتربية، بما أننا ندير مستشفيات ومدارس. والكنيسة هي المؤسسة الوحيدة التي تؤمن التربية والخدمات الصحية في مناطق عديدة. لذلك يحترم القادة الكنيسة إذ ليس أمامهم أي خيار آخر بخاصة إن أرادوا الحفاظ على تأييد الشعب لهم”.
ختاماً قال الأب أوريلي: “إنني واثق بأن السينودس سيستكمل عمل جمعية السينودس السابق. سيكون مهماً لتقديم الرجاء للجماعة والمتألمين. هذا ما يوضحه الشعار: تقوم مسؤوليتنا على تقديم قرار ملموس، مع إرشادات وأدوات وليس فقط بالأقوال، من أجل نشر المصالحة في قارة أفسدتها الحرب الأهلية والصراعات”.