"الكتاب المقدس والأخلاق": مراجع بيبلية للحياة اليومية

نشر وثيقة رومانية بالفرنسية

Share this Entry

بقلم أنيتا بوردين

روما، الثلاثاء 13 أكتوبر 2009 (Zenit.org) – “الكتاب المقدس والأخلاق. ما هي معايير التمييز؟”: هذا هو عنوان وثيقة اللجنة الحبرية البيبلية التي صدرت بالفرنسية في طبعة “الحاضرة الجديدة”: فرصة إعادة اكتشاف مغزى السعادة الذي يقترحه الكتاب المقدس بعيداً عن كل “نزعة أخلاقية”.

البارحة صباحاً، اهتم المونسنيور بيار ماري كاري، رئيس أساقفة ألبي، ورئيس اللجنة العقائدية التابعة لمجلس أساقفة فرنسا إلى جانب الأب أوليفييه أرتوس، المفسر وعضو اللجنة الحبرية البيبلية بعرض الكتاب على الصحافة في دار مجلس أساقفة فرنسا في باريس.

نشرت الطبعة الإيطالية في مايو 2008 تحت عنوان: “الكتاب المقدس والأخلاق. الجذور البيبلية للسلوك المسيحي”.

إنه رفيق ملازم وثمين يخاطب الكهنة والمؤمنين، وينسجم مع المجمع الفاتيكاني الثاني الذي كان يرغب – في دستوره العقائدي حول الوحي الإلهي Dei Verbum “كلمة الله” – في أن يكون الكتاب المقدس “روح اللاهوت”. يشكل الكتاب المقدس في هذه الوثيقة روح التأمل الأخلاقي، الواقي من “النزعة الأخلاقية”، حسبما أشار المتحدثان. لا بد لنا من محبة الأخلاق.

تشير مقدمة الوثيقة: من أين تنطلق الأخلاق في الكتاب – العهدين القديم والجديد – ؟ من “الهبة”، حسبما يجيب المونسنيور كاري. هذا ما يشير إليه القسم الأول من الوثيقة: “أخلاق موحاة: هبة إلهية واستجابة بشرية”. هذا الإصرار على الإجابة يعطي في الوقت عينه كل قوته للحرية البشرية في التمييز الأخلاقي على ضوء الكتاب المقدس.

هذه “الهبة” تكمن أولاً في الخلق و”تضميناته الأخلاقية”. إنها أيضاً “هبة العهد” التي تقدم منذ العهد القديم “معايير للسلوك البشري” ليكون حقاً “بشرياً”. بعدها تظهر الوثيقة “العهد الجديد في يسوع المسيح كهبة إلهية سامية” وتضميناتها الأخلاقية.

في هذا الصدد عينه، يشير المونسنيور كاري إلى أن الوثيقة تبدأ بصفحتين أساسيتين من الكتاب المقدس: “الوصايا العشر” في سفر الخروج (20: 2، 17)، والتطويبات (متى 5: 3، 12). بمعنى آخر، تعتبر “شريعة” الله “هبة” ثمينة ترشد الإنسان لئلا يستسلم لذاته، وتعتبر أخلاق الكتاب المقدس “مغزى السعادة”.

لكن هذا القسم الأول حول “الهبة” لا يكتمل من دون الفصل المتعلق بـ “المغفرة” في العهدين، ومن دون المفهوم الأخروي للسعادة الأبدية تحت عنوان: “الغاية النهائية، آفاق قادرة على إلهام السلوك الأخلاقي”.

وأوضح المونسنيور كاري أنه من الممكن الانتقال مباشرة إلى القسم الثاني المعنون: “بعض المعايير البيبلية التي تخدم التأمل الأخلاقي”. حتى في مجال البيوأخلاقيات والمسائل الأخلاقية التي يثيرها العلم المعاصر، حسبما يوضح الأب أرتوس. كل “معيار” لسلوك بشري متوافق مع وحي المحبة في الكتاب المقدس يترافق مع تأمل ملموس بعنوان “إرشادات للزمن الحالي”.

يوضح هذا القسم “الرؤية البيبلية للإنسان”، مما يفترض أنه يجب على السلوك الأخلاقي احترام “إنسانية” الإنسان والرجوع إلى مثال المسيح: توافقان لا بد من التحقق منهما مع الإنسان ومع المسيح.

بعدها يرد تعداد المعايير الستة “المحددة” منها “الاعتراض”: لا بد من الاعتراض أحياناً على ما يتنافى مع دعوة الإنسان، أو “البعد الجماعي” أو “الغاية”، حسبما أشار الأب أرتوس.

تشدد الوثيقة على أن “تأسيس مجموعة هذا التأمل على الكتاب المقدس” “يدعونا إلى التفكير بالأخلاق ليس أولاً من وجهة نظر الإنسان بل من وجهة نظر الله”.

من خلال هذا المرجع البيبلي، تتيح الوثيقة إمكانيات “الحوار المسكوني” والحوار مع غير المؤمنين إذ تمكنت من ترجمة “النص الأساسي” إلى مصطلحات مهمة.

ختاماً، من المنظور المنهجي، تشكل هذه الوثيقة مثالاً رائعاً للطريقة التي تظهر فيها الكتابة بحسب “المعاني الأربعة”، الحرف  – المعنى الحرفي، التاريخي – الغني بمعنى الإيمان، ومعنى “أخلاقي”، ومعنى يشير إلى الغايات السامية، إلى الأخرويات. هنا، ينبسط المعنى الأخلاقي لينشر محبة الأخلاق في كل الرعايا التي ستنكب على اكتشاف هذه الوثيقة المناسبة التي تقدم مفاتيح حل للمعضلات العملية في المجتمع المعاصر.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير