الفاتيكان، الخميس 15 أكتوبر 2009 (Zenit.org). – ننشر في ما يلي مداخلة المونسنيور أنطونيو ماريا فيليو، رئيس أساقفة إكلانو الفخري ورئيس المجلس الحبري لراعوية المهاجرين والمتنقلين (حاضرة الفاتيكان)، خلال السينودس
إن واقع رعاية التنقل البشري مشكلة مهمة ومعقدة وواسعة الانتشار بخاصة في إفريقيا التي لطالما كانت قارة تعاني من هذه المشكلة، بخاصة نظراً إلى تدفقات المهاجرين واللاجئين والمهجرين. خلال العقود الثلاثة الماضية، ساهمت جملة من الظروف في تنمية هذه الظاهرة. بغض النظر عن التمدن المتزايد، أدت الحروب والصراعات إلى تحويل مختلف البلدان إلى “مصدّرة” لاجئين ومهاجرين إلى البلدان المجاورة، أو أنحاء أخرى في إفريقيا أو بلدان أجنبية. لذا هناك الكثير من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المترابطة التي تجبر بعض الأفارقة على مغادرة بلادهم الأم.
مع ذلك، تعتبر حركات الهجرة في إفريقيا “أفقية” أكثر مما هي “عمودية”. ففي الواقع أن الهجرة داخل القارة مهمة أكثر من الهجرة نحو باقي أنحاء العالم، لدرجة أن الهجرة الداخلية تشمل حالياً 40 مليون نسمة على الأقل، معظمهم من الأفارقة. تشير كل الدلائل إلى أن هذه التدفقات الداخلية والإقليمية مستمرة في التزايد في السنوات والعقود المقبلة.
إن الأزمة الاقتصادية والصراعات التي تترك أثرها في العديد من البلدان في قارة إفريقيا أدت إلى تأجيج مشاعر كره الأجانب تجاه المهاجرين الذين تحولوا إلى أكباش محرقة لأسباب سياسية واقتصادية داخلية. نتيجة لذلك، كثيراً ما أصبحت سياسات الهجرة التي تتبعها الدول أكثر صرامة مسببة الإقامة الدائمة أو أصبح المهاجرون يواجهون صعوبات أكبر في تطوير الأعمال.
في هذا السياق، تعتبر مسائل احترام حقوق الإنسان، ومبادئ الديمقراطية والشرعية، والحكم الرشيد، وتعميق الحوار السياسي وتعزيز التعاون الدولي، الإرشادات التي ستوجه حاضر إفريقيا ومستقبلها.
هنا لا يعتبر البعد الرعوي ذات أهمية ثانوية. ففي الواقع أن علاقة العدالة الحقيقية هي وحدها التي تؤدي إلى السلام. هكذا تتمكن الكنيسة في إفريقيا من استقاء القوة في خدمة المصالحة وإعلان الإنجيل.