الفاتيكان، الأحد 18 أكتوبر 2009 (Zenit.org) . – حضر البابا بندكتس السادس عشر يوم السبت في قاعة بولس السادس في الفاتيكان حفلاً موسيقياً قدمته أكاديما إيمولا الدولية للعزف على البيانو، عزفت خلاله عازفة البيانو الصينية جين جو موسيقى لباخ، سكارلاتي، موزارت، تشيرني، بيتهوفن، شوبان، تشايكوفسكي، وليست. ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها البابا في ختام الحفل الموسيقي.
السادة الكرادلة،
إخوتي الأعزاء في الأسقفية والكهنوت،
السلطات المحترمة،
أيها الأصدقاء الأعزاء!
نلتقي هذا المساء في حقل موسيقي آخر، ذات مستوى فني رفيع، وقيمة تاريخية كبيرة، عقب الحفل الذي حضرناه الأسبوع الماضي في أوديتوريم شارع كونتشيلياتسيوني. أتوجه بالتحية من كلّ منكم: السادة الكرادلة، الأساقفة، السلطات، الضيوف الكرام وجميع الحاضرين. تحية خاصة أوجهها الى آباء السينودس، الذين شاؤوا أن يشاركونا هذا الوقت من الاسترخاء الهادىء.
باسم الجميع أتوجه بالشكر الكبير من أكاديما إيمولا الدولية “لقاءات مع المايسترو”. أود أن أعرب عن شكري وتقديري للمايسترو فرانكو سكالا، الذي أسس منذ عشرين عاماً هذه المؤسسة الموسيقية، ولا يزال يديرها بشغف وحماس. أشكره على الكلمات التي أعرب لي فيها، في بداية الحفل، عن شعور الحاضرين. شكري أيضاً لعازفة البيانو، جين جو، التي ساعدتنا على تذوق قدرات البيانو من خلال الموسيقى التي عزفتها. أخيراً أشكر جميع الذين – بطريقة أو بأخرى – أسهموا في تحقيق هذا الحدث.
أيها الأصدقاء الأعزاء، نرافق هذا المساء تطور آلة البيانو التاريخي، هذه الآلة المعروفة أكثر من غيرها من الآلات والمفضلة لدى المؤلفين الأكثر شهرة؛ آلة قادرة على تقديم مجموعة واسعة من التوافقيات الموسيقية. الآلات السبع التي استُعملت، وهي جزء من مجموعة آلات إيمولا التي يفوق عددها المائة، هي بحد ذاتها تراث جمالي، فني وتاريخي لأنها، من جهة تعزف موسيقى سمعها رجال الماضي، ومن جهة أخرى هي تشهد لتطور صناعة آلة البيانو لتصبح على ما هي عليه اليوم.
لقد ساعدنا هذا الحفل مرة أخرى على تذوق جمال الموسيقى، اللغة الروحية والكونية، الأداة المحركة للوحدة بين الأشخاص والشعوب. الموسيقى جزء من كل الثقافات، ويمكننا القول إنها تواكب كل خبرة بشرية، من الألم الى المتعة، من البغضاء الى المحبة، من الحزن الى الفرح، من الموت الى الحياة. نرى كيف أنه، على مرّ العصور، استُخدمت الموسيقى دائماُ للتعبير عمّا عجز الكلام عن التعبير عنه، لأنها تحرك المشاعر التي يصعب نقلها. وليس من قبيل الصدفة ان أعطت كل حضارة أهمية وقيمة للموسيقى في شتى أنواعها وتعابيرها.
الموسيقى، والموسيقى العظيمة، تريح النفس، تثير مشاعر عميقة وتحث تلقائياً على رفع العقل والقلب الى الله في كل حالة في الوجود البشري، أسعيدة كانت أم حزينة. يمكن للموسيقى أن تصبح صلاة. مجدداً أشكر جميع الذين نظموا هذه الأمسية الجميلة. أمنحكم جميعاً أيها الأصدقاء الأعزاء البركة الرسولية.
نقله الى العربية طوني عساف – وكالة زينيت العالمية (Zenit.org).