التي ستخدم بندكتس السادس عشر في صوغ الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس
روما، الجمعة 30 أكتوبر 2009 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي الأعداد 7 الى 12 من قائمة المقترحات الصادرة عن الجمعية الثانية الخاصة بإفريقيا في سينودس الأساقفة والتي نشرتها الأمانة العامة للسينودس. إنها نسخة مؤقتة غير رسمية.
المقترح السابع
انثقاف سر المصالحة
هناك عدد كبير من المسيحيين في إفريقيا الذين يأخذون موقفاً مبهماً إزاء منح المصالحة. في حين أنهم يدققون في موضوع الشعائر التقليدية للمصالحة، لا يولون أهمية كبيرة لسر التوبة.
لذا يتضح أنه من الضروري إجراء دراسة حول الاحتفالات الإفريقية التقليدية بالمصالحة كالنقاش الذي تقوم فيه مجموعة من الحكماء بالتحكيم في النزاعات) والتحكيم في الخلافات الذي تتولاه “مجموعة من الوسطاء”. من الممكن تأسيس هيئات مشابهة ضمن لجان “العدالة والسلام” في سبيل مساعدة المؤمن الكاثوليكي على اتباع مسار اهتداء عميق في الاحتفال بسر التوبة.
إن نعمة سر التوبة المحتفل به في الإيمان تكفينا لنتصالح مع الله ومع القريب ولا تتطلب أي طقوس مصالحة تقليدية.
المقترح الثامن
الممارسات الرعوية في المصالحة
في سبيل تعزيز تنمية ثقافة المصالحة، تستطيع الكنائس المحلية اتخاذ عدة مبادرات، منها على سبيل المثال:
1 – الاحتفال سنوياً بيوم المصالحة أو أسبوع المصالحة، بخاصة خلال زمني المجيء والصوم الكبير، أو الاحتفال بسنة المصالحة على الصعيد القاري لطلب غفران خاص من الله لكل الشرور والجراح التي سببها أتباعه لبعضهم البعض، ولكي يتصالح جميع الذين تعرضوا للإهانة من أفراد وجماعات ضمن الكنيسة وفي المجتمع. ومن الممكن تنظيم أفعال جماعية من المصالحة والمغفرة.
2 – سنة يوبيلية خاصة ترفع خلالها الكنيسة في إفريقيا والجزر المجاورة الشكر مع الكنيسة الجامعة وتصلي من أجل نيل هبات الروح القدس. فليتميز زمن المصالحة بالعناصر التالية:
1. اهتداء شخصي واعتراف أسراري مع نيل المغفرة؛
2. مؤتمر افخارستي قاري؛
3. الاحتفال بطقوس المصالحة التي يغفر فيها المشاركون لبعضهم البعض؛
4. تجديد العماد نتخطى فيه كتلاميذ المسيح كافة أشكال الانتماء إلى جماعة أو حزب سياسي؛
5. وحياة افخارستية متجددة.
المقترح التاسع
روحانية المصالحة
“ذلك أن الله كان في المسيح مصالحاً العالم مع نفسه، غير حاسب عليهم خطاياهم، وقد وضع بين أيدينا رسالة هذه المصالحة. فنحن إذاً سفراء المسيح” (2 كور 5: 19، 20). تشتمل المصالحة على طريقة عيش (روحانية) ورسالة. في سبيل تطبيق روحانية المصالحة والعدالة والسلام، تحتاج الكنيسة إلى شهود متجذرين في المسيح يقتاتون من كلمته وأسراره. من خلال النزعة إلى القداسة بفضل اهتداء ثابت وحياة صلاة مكثفة، يكرسون أنفسهم لعمل المصالحة والعدالة والسلام في العالم، حتى الشهادة، على مثال المسيح. ومن خلال شجاعتهم في الحقيقة، وإنكار ذاتهم وفرحهم، يقدمون شهادة نبوية عن أسلوب حياة ينسجم مع إيمانهم. فتصبح مريم أم الكنيسة عائلة الله مثالاً لهم. مريم التي قبلت كلمة الله وأصغت لاحتياجات البشر وكانت برأفتها وسيطة لهم.
يوصي آباء السينودس بـ :
– أن تُحفظ ذكرى الشهود العظام الذين قدموا حياتهم لخدمة الإنجيل والخير العام أو للدفاع عن الحقيقة وحقوق الإنسان؛
– أن ينمي أعضاء الكنيسة حس تحمل مسؤولية أعمالهم وتوبة دائمة يمكن الاحتفال بها بانتظام في سر المصالحة؛
– أن تسعى الكنيسة عائلة الله إلى التجذر في الرب وإيجاد القوة لتكون “ملح الأرض” و”نور العالم”، وذلك من خلال الاحتفال بسر الافخارستيا، والصلاة والتأمل بكلمة الله.
المقترح العاشر
الحوار المسكوني
في إطار خدمة المصالحة والعدالة والسلام في القارة وبالاتحاد مع الكنيسة الجامعة، تجدد الكنيسة في إفريقيا التزامها بالحوار والتعاون المسكونيين. فالمسيحية المشرذمة تسبب الخزي لأنها تتنافى مع مشيئة المعلم السماوي الذي صلى ليكون تلاميذه واحداً (يو 17، 21). لذا يهدف الحوار المسكوني إلى حمل الشهادة لأتباع المسيح والسير نحو وحدة المسيحيين مع الأشخاص الذين نتشارك معهم الإيمان عينه، من خلال الإصغاء إلى كلمة الله والتعاون في خدمة إخوتهم وأخواتهم من خلال “رب واحد… ومعمودية واحدة، وإله وآب واحد للجميع…” (أف 4: 5، 6). لذا يقدر السينودس الجهود المستمرة التي يبذلها المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين في مجال بدء الحوار واستكماله مع الكنائس والجماعات الكنسية الأخرى.
على الرغم من أن وحدة المسيحيين لم تصبح واقعاً ملموساً بعد، إلا أن السينودس يدرك أن المسيحيين المتحدرين من مختلف البلدان الإفريقية التقوا في مختلف الجمعيات (مثل جمعية نيجيريا المسيحية، ومجلس ليبيريا المسيحين وغيرهما)، ليقوموا معاً بأعمال خيرية ويحافظوا على مصالح المسيحيين في دولة معاصرة تعددية. يقدر السينودس هذه الجهود ويوصي بها للبلدان الأخرى التي تخدم فيها هذه الجمعيات قضية السلام والمصالحة. إضافة إلى ذلك، يوجه السينودس دعوة إلى الكنيسة في كل أبرشية أو منطقة إلى التأكد من تميز الأسبوع المخصص للصلاة على نية وحدة المسيحيين بالصلاة والنشاطات المشتركة الهادفة إلى تعزيز وحدة المسيحيين “ليكون الجميع واحداً” (يو 17، 21).
المقترح الحادي عشر
الحوار بين الأديان
إن السلام في إفريقيا وباقي أن
حاء العالم مشروط بالعلاقات بين الأديان، وبتعزيز قيم الحوار لكي يعمل المؤمنون معاً في الجمعيات الموجهة نحو السلام والعدالة مثلاً، بروح من الثقة والتعاون، وتتربى العائلات على قيم الإصغاء والأخوّة واحترام الآخر من غير خوف.</p>
إن الحوار مع الديانات الأخرى وبخاصة مع الإسلام والديانات التقليدية يشكل جزءاً لا يتجزأ من إعلان الإنجيل ومن راعوية المصالحة والسلام. لذا لا بد من الإثناء على مبادرة المجلس الحبري للحوار بين الأديان الهادفة إلى بدء الحوار مع مختلف الديانات غير المسيحية.
مع ذلك، وبما أن الديانة تتعرض للتسييس وتصبح سبباً للصراعات، تبرز الحاجة إلى حوار ديني مع الإسلام والديانة التقليدية الإفريقية على كافة المستويات. ويصبح هذا الحوار حقيقياً ومثمراً عندما تنطلق كل ديانة من أعماق إيمانها وتلتقي مع الأخرى في الحقيقة والانفتاح.
يصلي الآباء السينودسيون على نية تقلص التعصب الديني والعنف ووضع حد لهما من خلال الحوار بين الأديان. هنا يشكل الحدث المسكوني الديني المهم في أسيزي (1986) مثالاً يحتذى به.
المقترح الثاني عشر
الإسلام
مع المجمع الفاتيكاني الثاني، تقدر الكنيسة عائلة الله “المسلمين الذين يعبدون الله الواحد الحي والأزلي، الرحيم والكلي القدرة، خالق السماوات والأرض الذي تحدث مع البشر” (في زماننا هذا، 3).
في سبيل القدرة على خدمة المصالحة والعدالة والسلام، لا بد من استبعاد كافة أشكال التمييز والتعصب والأصولية العقائدية. وفي موضوع الحرية الدينية، لا بد من التشديد على حق ممارسة الشعائر.
وفي شأن العلاقة مع المسلمين، لا بد من:
– تعزيز حوار الحياة والشراكة في المسائل الاجتماعية والمصالحة؛
– أخذ تعددية الظروف والتجارب في الاعتبار؛
– مواجهة حالات سوء الفهم والمصاعب بنزاهة؛
– توفير معرفة أفضل بالإسلام خلال تنشئة الكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين؛
واتخاذ المبادرات التي تعزز الاحترام والألفة والتعاون والتبادل