الفاتيكان، الجمعة  9 أكتوبر 2009 (Zenit.org).ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها سيادة المونسنيور مارون الياس لحام، أسقف تونس خلال مداخلته في السينودس

ترتكز مداخلتي على موضوع العلاقات مع الإسلام في إفريقيا. تقوم النقطة الأولى على أن وثيقة "أداة العمل" تتحدث عن الإسلام فقط في مقطع واحد (102) من خلال مصطلحات عامة والحديث عن الإسلام في إفريقيا جنوب الصحراء. حالياً، تعيش الأغلبية العظمى من الأفارقة المسلمين في شمال إفريقيا، المنطقة الجغرافية الغائبة كلياً في "أداة العمل". وتقوم النقطة الثانية على أن حوالي 80% من العرب المسلمين البالغ عددهم 350 مليون يعيشون في بلدان شمال إفريقيا.

هذا كله للإشارة إلى أن العلاقات بين الإسلام والمسيحية تختلف عن غيرها في أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء، وحتى عن البلدان العربية في الشرق الأوسط. لقد فاجأنا هذا الموجز عن كنائس شمال إفريقيا بالحديث عن إفريقيا وبخاصة عن الإسلام وقمنا بإطلاع المكاتب المعنية على ذلك.

إن تميز العلاقات المسلمة المسيحية في كنائس شمال إفريقيا قد ينمي تجارب الحوار القائمة في أنحاء أخرى (في أوروبا أو في إفريقيا جنوب الصحراء) وينزع ردود فعل الخوف ونبذ الإسلام التي بدأنا نشهدها في بعض البلدان. إننا نعلم جميعاً أن الخوف مستشار سيئ. ممَّ يتألف تميز التجربة في كنائس شمال إفريقيا؟

-         إنها كنيسة تلاقي. فهي ليست مضطهدة حتى ولو أنها لا تتمتع بالحرية التي ترجوها.

-         إنها كنيسة تعيش في بلدان مسلمة 100% حيث تتألف الأغلبية الساحقة من المؤمنين من الأجانب الذين يبقون فيها لبضع سنوات فقط.

-         إنها كنيسة ملتزمة منذ استقلال بلدان شمال إفريقيا بالخدمات الإنسانية والاجتماعية والثقافية والتربوية في البلدان المضيفة.

-         إنها كنيسة يتمتع آلاف مؤمنيها بهامش واسع من الحرية في ممارسة الشعائر المسيحية، في تونس مثلاً.

-         إنها كنيسة تعيش في بلدان مسلمة بدأ فيها التفكير النقدي في الإسلام المتعصب والصارم. حتى أن هناك مدرسة في "المغرب" للدراسة العقلانية للنصوص والتقاليد المسلمة.

-         من المطلوب أيضاً تعاون الكنيسة في هذه الطريقة الجديدة للتفكير بالإسلام وعيشه. هذا الالتماس موجه للكهنة أو الأساقفة الذين أمضوا سنوات عديدة في بلدان المغرب، وهذا ما ازداد منذ تعيين أساقفة عرب على رأس بعض الأبرشيات.

هناك مقترحان:

-         أرجو أن يتضمن السينودس الخاص بالشرق الأوسط والمتوقع عقده في أكتوبر 2010 أبرشيات شمال إفريقيا، بخاصة في مسألة الأقليات المسيحية والعلاقات والحوار مع الإسلام.

-         أرجو إجراء مناقشة حول الإسلام في إفريقيا مع الأخذ بالاعتبار تنوع التجارب الإفريقية من تونس إلى جوهانسبرغ.

كلمة سيادة المونسنيور جيوفاني إنتشينزو مارتينيلي، الأسقف الشرفي لتابودا، والنائب الرسولي في طرابلس الغرب (ليبيا)، خلال السينودس

الفاتيكان، الجمعة  9 أكتوبر 2009 (Zenit.org).ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها سيادة المونسنيور جيوفاني إنتشينزو مارتينيلي، الأسقف الشرفي لتابودا، النائب الرسولي في طرابلس الغرب (ليبيا)

 خلال مداخلته في السينودس

إننا نعلم أن القارة الإفريقية تضم أكثر من 10 ملايين مهجر ومهاجر يبحثون عن بلاد، عن أرض سلام.

تكشف ظاهرة هذه الهجرة وجه الجور والظلم الاجتماعي السياسي في إفريقيا. إننا نعيش مأساة هذه الظاهرة في ليبيا… المجيء إلى ليبيا والتعرض للنبذ من أوروبا… هناك آلاف المهاجرين الذين يصلون سنوياً إلى ليبيا من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء. يهرب معظمهم من الحرب والجوع في بلادهم ويأتون إلى ليبيا حيث يبحثون عن عمل لمساعدة عائلاتهم أو للوصول إلى أوروبا على أمل إيجاد حياة أفضل وأكثر أماناً. كثيرون منهم خدعوا بوعود بوظائف جيدة الأجر ليجدوا أنفسهم الآن مجبرين على القيام بوظائف خطيرة أو منخفضة الأجر أو البقاء دون أي عمل. كذلك تجبر نساء كثيرات يتم إحضارهن إلى البلاد على ممارسة الدعارة ويجري استرقاقهن. يتهدد جميع المهاجرين غير الشرعيين خطر السجن أو الترحيل أو عدم الحصول على أي مساعدة قانونية أو رعاية صحية.

تضم ليبيا العديد من مراكز التوظيف لكافة الأشخاص المهاجرين بصورة سرية، ولكن جميع الأشخاص الذين يقصدون مركز الخدمة الاجتماعية للكنيسة يأتون من إريتريا، نيجيريا، إثيوبيا، السودان والكونغو… كثيرون يعتبرون أن الهجرة مأساة بخاصة لأنها كثيراً ما تكون وسيلة للاتجار والاستغلال (بخاصة للنساء) وإهمال حقوق الإنسان. مع ذلك، نشكر الرب على شهادتهم المسيحية. إنها جماعة تعاني وتبحث، جماعة غير ثابتة ولكنها مفعمة بالفرح في التعبير عن الإيمان! ومن يزيد من مصداقية الكنيسة في السياق المسلم الاجتماعي والديني… ويحيي حوار الحياة مع العديد من المسلمين. إنها كنيستنا في ليبيا التي تضم حجاجاً وأجانب، نور يسوع والملح للشعوب المحيطة بنا.

أطلب من رعاتهم ذكرهم في هذه الهجرة القسرية!