المآذن في الغرب: بين ثقافة الترهيب والتفاهم

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

مقابلة مع المونسنيور بول هيندر، النائب الرسولي في شبه الجزيرة العربية

روما، الخميس 10 ديسمبر 2009 (Zenit.org) – يعبر المونسينور بول هيندر من رهبانية الإخوة الأصاغر الكبوشيين عن رأيه في العلاقات بين المسيحيين والمسلمين في مقابلة أجرتها معه الصحيفة الوطنية لسويسرا الشرقية.

يشغل المونسنيور بول هيندر منصب النائب الرسولي في شبه الجزيرة العربية ويقيم في أبو ظبي. يشتهر في تورغو مدينته الأم بسويسرا بقدرته الكبيرة على إقامة علاقات. وتكتب الصحافة المحلية “لا أحد قادر مثله على ردم الفجوة بين العالم الشرقي والعالم الغربي”.

منذ سنة 1916، أوكلت النيابة الرسولية في شبه الجزيرة العربية إلى الإخوة الأصاغر في فلورنسا. ترعرع المونسنيور بول هيندر المولود سنة 1942 في ستيرنبرغ في سويسرا. دخل إلى رهبانية الإخوة الأصاغر الكبوشيين سنة 1962 وسيم سنة 1967.

عين سنة 1994 مساعد الرئيس العام في الرهبانية. في ديسمبر 2003، عينه يوحنا بولس الثاني أسقفاً معاوناً وأصبح في مارس 2005 نائباً رسولياً في شبه الجزيرة العربية. في الإمارات العربية المتحدة، يرعى المونسنيور هيندر حوالي مليوني كاثوليكي وينسق عمل 60 كاهناً يساعدونه في عمله الرعوي، لتلبية احتياجات المؤمنين الروحية والمادية.

زينيت – ما هي حدود المسيحيين في البلاد التي تسكنون فيها؟ ما المسموح لهم والمحرم عليهم؟

المونسنيور بول هيندر – أقيم في أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة، ولكنني مسؤول كأسقف عن خمسة بلدان أخرى هي البحرين، قطر، عمان، السعودية واليمن. إن الحرية الدينية والثقافية ليست مطلقة في أي من هذه البلدان. مع ذلك، وفي كافة هذه البلدان ما عدا السعودية، توجد كنائس يمارس فيها المسيحيون واجباتهم الدينية. وتسود هنا مشاعر الخوف من “أسلمة منتشرة”.

زينيت – هل هذا الخطر قائم فعلاً؟

المونسنيور بول هيندر – لست نبياً. ولكن الواقع يشير إلى أن الإسلام يكسب حالياً المزيد من الأراضي. ويكمن السبب الأساسي في الهجرة الحالية من بلدان ذات معدل مرتفع من المواليد إلى بلدان يعاني فيها السكان من نزعة مناقضة.

زينيت – ما رأيكم بالحكم المسبق حول “كره المسلمين الشهير للغرب”؟

المونسنيور بول هيندر – “هذا الكره الشهير الذي يكنه المسلمون للغرب” هو أسطورة مستخدمة لأغراض سياسية. كثيرون هم المسلمون المعجبون بالعديد من التطورات الحاصلة في الغرب ويرغبون في تحققها في بلدانهم منها حقوق الإنسان أو الديمقراطية.

مع ذلك، خلفت الهيمنة المتعاظمة للقوى الاستعمارية في الماضي جراحاً ما تزال تنزف حتى الآن. منذ أن شن الغرب “الحرب ضد الذعر” في العديد من البلدان المسلمة، حصل تغيير في المثل وساءت أوضاع المسيحيين. ولم يثبت تفاقم الوضع بطريقة معممة بل بالأحرى بطريقة متقطعة.

زينيت – بالحديث عن الاستفتاء في سويسرا: هل ترى الشريعة الإسلامية أن المآذن “أسنة رماح” أم الأمر كله نتاج حملة سياسية سيئة؟

المونسينور بول هيندر – لاهوتياً، لا يشكل وجود المآذن إلى جانب المساجد حاجة مطلقة. والوضع سيان بالنسبة للجرس في الكنيسة. في السابق، لم تكن هناك أبراج للكنائس والمساجد. إضافة إلى ذلك، فمن المحتمل أنها نقلت عن هندسة الكنائس. لذا يعتبر الحديث عن “أسنة الرماح” أو “الصواريخ” مجرد هفوة تماماً كفكرة وضع جرس مع صليب في يد البابا فيقال أنه واقٍ لغزو العالم. لكن هذه الهفوات لا تدل على ذكاء بل على العكس على جهل وشر.

زينيت – هل يصدق القول بأن لا فرق بين رنين الجرس والمؤذن؟

المونسنيور بول هيندر – هناك تشابه معين بين صوتي الجرس والمؤذن بحيث أن الاثنين يدعوان المؤمنين إلى الصلاة.

زينيت – أتعتقدون أنه لم يكن من المفترض طرح حرية الديانات الأجنبية على بساط النقاش من خلال حظر المآذن، مع العلم أن حريتنا الدينية محدودة في هذه البلدان؟

المونسنيور بول هيندر – أجل. يجب ألا يستخدم تقييد الحقوق الأساسية التي يضمنها الدستور إلا في حالات طارئة وعلى نحو مؤقت، وليس من أجل “الانتقام” من الشعوب في بلدان شبه الجزيرة العريية وغيرها. هل تتصادم ثقافة الترهيب مع ثقافة التفاهم المحلية؟ أقول أن الثقافتين موجودتان في المنطقتين، في الشرق والغرب. إننا نشهد في الغرب مثلاً الترهيب من خلال القرار حول المآذن، والتفاهم عند المجاهرة علناً بالعقيدة الدينية.

       

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير