روما، الخميس 24 ديسمبر 2009 (Zenit.org) – بعد إقرار بندكتس السادس عشر لفضائل بيوس الثاني عشر البطولية، التي تفتح المجال أمام تطويب محتمل للبابا الذي أنجز حبريته خلال الحرب العالمية الثانية، اعتبر الكاردينال أندريه فان تروا أن القول بأنه لم يبذل أي جهد لإنقاذ اليهود خلال الحرب، يعتبر قولاً شاذاً.

ذكر رئيس أساقفة باريس في مقابلة أجريت معه في Talk Orange في لوفيغارو بتاريخ 21 ديسمبر أن المرسوم لا يعلن عملية "تطويب". ففي الواقع أن البابا لم يوقع "مرسوم تطويب البابا بيوس الثاني عشر".

وأضاف أنه فتح المجال أمام إمكانية التطويب الذي لم يحصل بعد والذي يتطلب معجزة يتم إقرارها. "إذاً ما من توقيت محدد. لذا يجب ألا يحصل التباس غالباً ما سمعته، التباس يتمحور حول الحديث عن أن بندكتس السادس عشر قرر تطويب بيوس الثاني عشر. لقد أقر الفضائل البطولية أي عدداً من المميزات التي تسمح بالتطويب"، حسبما أوضح.

كما أسف الكاردينال فان تروا لـ "المغالطة التاريخية في طريقة الحكم على موقف بيوس الثاني عشر خلال الحرب. ما يعني أننا نحكم على ما فعل أو لم يفعل وفقاً لمعايير أيامنا الحالية التي لم تكن معايير تلك الحقبة".

وذكر بأن بيوس الثاني عشر تدخل "مرات عديدة" قائلاً: "أفكر بخاصة في رسالة الميلاد التي وجهها سنة 1942 متحدثاً فيها مباشرة عن الإبادة التدريجية المرتكبة بحق مئات آلاف الأبرياء بسبب جنسيتهم وعرقهم".

أضاف أنه "من المشروع ربما الحديث عن وجود طرق أخرى للتصرف، لكن القول بأنه لم يبذل أي جهد أو الادعاء كما سمعت بأن الإعفاء عن اليهود الرومان الـ 5000 في حملة يونيو 1944 حصل من دون علمه، قول شاذ". وأردف قائلاً أن هناك "سعياً دائماً إلى تشويه الواقع".

في هذه المقابلة، تطرق رئيس أساقفة باريس إلى مسألة فتح الوثائق المحفوظة. هذا "لا يطرح أي مشاكل من حيث المبدأ. إنها مسألة عملية، فهناك 6 ملايين وثيقة يجب تحضيرها لوضعها تحت تصرف المهتمين".

وشدد قائلاً: "يجب ألا تبنى الأحلام على الوثائق. فالتفكير بوجود معلومات مخبأة في آخر درج للوثائق يشكل جزءاً من أوهام شيفرة دا فينشي. لا تستطيع الوثائق الكشف عن أمر لم يكن موجوداً".