الفاتيكان، الأربعاء 16 ديسمبر 2009 (Zenit.org). - أجرى القسم العربي في إذاعة الفاتيكان مقابلة مع الأب رفعت بدر رئيس تحرير موقع "أبونا" الإلكتروني تحدث فيها عن أبرز التحديات التي يواجهها الإعلام المسيحي في الأردن وخصوصا موقع "أبونا" إضافة إلى الإسهام الذي يقدمه في تعزيز الحوار بين الأديان. لنستمع إلى ما قاله:

1-                الأب رفعت بدر، ما هو موقع أبونا الالكتروني وكيف يستعد في هذه الأيام لتغطية الاحتفالات التي ستشهدها الأرض المقدسة خلال عيد الميلاد؟

موقع أبونا يصدر عن الاتحاد الكاثوليكي  العالمي للصحافة، فرع الأردن وهو طبعا فرع قيد التأسيس ولكن نأمل في المستقبل القريب أن يعلن عن تأسيسه بشكل رسمي،  بعد اختيار المقر والمكاتب.

موقع أبونا هو موقع غير طائفي بالرغم من انه يصدر عن غالبية الكنائس اللاتينية في الأردن ،  وينطلق من الاردن ولكنه ليس طائفيا، بمعنى التغطية تتم عن طريق تغطية كل الطوائف المسيحية والعائلات المسيحية، ليس فقط في الأردن وإنما أيضا في الأرض المقدسة والوطن العربي، لا بل تأتي الإخبار أيضا من دول وبلدان غير عربية وبعيدة.

اشعر بأن موقع أبونا قد أصبح فعلا يشمل كل المسيحيين الناطقين بالعربية، وقريبا أيضا سيصدر بطبعته الجديدة مضاف إليها اللغة الانجليزية ، لكي تتوجه إلى إخوتنا المغتربين، المغتربين العرب ، من الجيل الثاني، بعد حملات الاقتراب الأولى،  أصبح هناك جيل لا يستطيع قراءة اللغة العربية، فشعرت خلال زيارتي إليهم  بحاجتهم وعطشهم إلى إن يغرفوا من هذا الينبوع،  بعض من الإخبار التي تبقيهم بجسور من التواصل مع الأرض العربية الأصلية بالنسبة لآبائهم وأجدادهم.

بالنسبة لعيد الميلاد المجيد طبعا وهذه الأيام المجيئية،  نحن على استعداد فعلا لاستقبال  كل المقالات،  وكل الأخبار التي تصلنا يوما تلو يوم،  حاليا هناك البازارات والأمسيات الميلادية،  والتي نعلن عنها مجانا طبعا،  ولسنا موقعا ربحيا أبدا ،  بالرغم من شح الموارد لتغطية نفقات هذا الموقع ،  لكنا ما زلنا مصرين أن يكون غير ربحي ، بمعنى لا نتقاضى أي أجر أو مدخول،  بسبب المقالات أو الإخبار أو حتى الإعلانات والدعايات التي ينشرها الموقع .

 هنالك البازارات والأمسيات التحضيرية،  وهنالك تغطية للقداديس الرعوية لأيام الآحاد،  خاصة آحاد المجيء،  ونقترب من أيام المجيء الكبرى،  التي فيها أيضا تساعية عيد الميلاد،  وسوف نقوم بنشر صلوات  التساعية يوما بيوم ،  من اجل أن يتمكن القراء الكرام ، خاصة ممن لا يستطيعون الذهاب إلى الكنيسة، للمشاركة في طقوس تساعية عيد الميلاد، أن يصلوا عبر موقع أبونا هذه التساعية التحضيرية.

أيام عيد الميلاد تكثر المقالات الخاصة بعيد الميلاد،  وتكثر الأخبار، هنالك تغطية طبعا،  نأخذها من راديو الفاتيكان رسميا،  باللغة العربية عن احتفالات قداسة البابا والفاتيكان ، وهناك  أيضا أخبار تأتي من بطريركية اللاتين، لتغطية قداس بيت لحم الرئيسي وعظات غبطة  البطريرك،  ليلة العيد ويوم العيد المجيد. 

أخبار كثيرة تصل، نحن لا نرفض أي خبر،  إلا لا سمح الله، إذا كان فيه بعض المرات إساءة لأشخاص أو لجهات معينة أو  نرى فيه انه  لا يصلح للنشر، لأي سبب كان ، لكن موقع أبونا معروف عنه لا يقف عن الحدود الطائفية ولا حتى الحدود الإقليمية والحمد لله.

 

2-                ما هي ابرز التحديات التي تواجهونها،  ومن يقوم بتمويل هذا المشروع ؟

 

نتكلم أولا عن التحديات ولا أتوقف عند التحدي المادي، وإنما أقف عند تحدي  "كيف يكون موقعا عربيا مسيحيا،  ولكنه لا يخاطب فقط المسيحيين" ، نحن في مجتمع وفي مجتمعات،  ليست كلها مسيحية ، حتى من بين المسيحيين. فهنالك  مع الأسف ،  البعيدون عن الكنيسة ، الذين أحيانا كثيرة،  لا يستطيعون أن يفهموا فحوى العيد ، من ناحيته الروحية وقيمته  فعلا التقوية.   

نحن نتوجه طبعا كإعلام الكتروني، لا يتوجه إلى منطقة معينة، أنت تنشر للعالم   اجمع، وبالتالي تريد أن يكون خطابك ليس خطابا فقط مسيحيا،  بمعنى كأنني في عظة قداس الأحد، أخاطب جمهور المصلين، هؤلاء يفهمون كل المصطلحات الدينية والروحية التي نستخدمها. السؤال الجوهري الذي يطرحه موقع أبونا،  كيف يكون العرب المسيحيون ، قادرين على أن يخاطبوا المجتمع ككل، ليس فقط المسيحيين وإنما غير المسيحيين،  خاصة ونحن في الوطن العربي، نعيش مع إخوتنا المسلمين، ولكنا بحاجة فعلا ،  إلى بلورة خطاب عصري جديد ، يتوجه إلى المسيحيين والى المسلمين على السواء.

 طبعا الخبر كخبر ننشره كما يأتي، ولكن في أحيان كثيرة،  هناك مقالات،  أنا أرى أن العديد من الأقلام،  قد ابتدأت تتدرب على هذا النوع من الخطاب ، أنا لا أخاطب فقط  المسيحي عبر شبكة الانترنت، وإنما أخاطب غير المسيحي، وهذا هو التحدي الأكبر بالنسبة لنا.

ثانيا: هنالك سؤ فهم لموقع أبونا،  وهذا أيضا تحدي قد بات يأتينا  تقريبا منذ سنة، تأتي هنالك بعض المرات،  رسائل  لنقل أنها تهديد لإغلاق الموقع إلى آخره، لان بعض الفئات تعتبر موقع أبونا،  موقعا تبشيريا ، يهدف إلى تغير ديانة الآخر ، بينما السياسة  الحقيقية لهذا الموقع،  هي احترام ديانة الآخر،  وليس الاعتداء عليه أو تغيير دينه.

لسنا موقعا تبشي ريا،  هذا طبعا بشهادة مجمل القراء ، لكن هنالك  بعض القراء  الذين بين الفينة والأخرى ، يبعثون بهذه الرسائل ويقولون:  لماذا موقع تبشيري يصدر بهذه الطريقة؟

  

لربما لا نريد الإجابة مباشرة على مثل هذه الأقوال، لأننا نعرف أنفسنا ، ونعرف الرسالة الدينية السليمة التي نوجهها، لكن تبقى هذه الفئات  ، تسيء فهم ، موقع مثل موقع  أبونا، الذي  يبشر بثقافة المحبة وثقافة السلام ، وثقافة احترام الآخر عبر تسليط الضوء  على كل مبادرات الحوار الدينية،  والحوارات  الحضارية التي تجري في كل أنحاء  العالم.

الناحية المادية هي ناحية فعلا تشكل صعوبة حقيقية لدينا، نحن ليس لدينا ممول رئيسي ولا أي جهة تبنت هذا الموقع، أنا انتمي للبطريركية اللاتينية ولم تقصر البطريركية اللاتينية، إلا انه لم يتم تبنيه بشكل كلي وكامل، ونعتمد على تبرعات بسيطة قد تأتينا من زوار وقراء الموقع، إن كان في النطاق المحلي في الأردن أو في الأرض المقدسة أو في الشرق أو أيضا من إخوتنا المغتربين،  الذين يرونّ في موقع أبونا جسرا من التواصل بينهم وبين أراضيهم الأصلية .

 

3-                إلى أي مدى تساهم شبكة الانترنت اليوم في إيصال الكلمة إلى الجمهور ؟ وسؤال أخير: هل يقوم موقع أبونا بتعزيز الحوار بين المسيحيين والمسلمين واليهود في الأرض المقدسة؟

 

نعم إذا أولا النشر الالكتروني أو شبكة الانترنت،  باتت ضرورة ملحة جدا للكنيسة تستخدمها،  وأنا اوكد هنا ، على كل الرسائل التي يبعثها قداسة البابا في كل عام ، بمناسبة الاحتفال بيوم الإعلام العالمي ، أو من خلال أيضا  دخول الكنيسة الجامعة في هذه الشبكة من خلال الانترنت ، موقع الفاتيكان الرسمي أو من خلال you tube ،  ومن خلال face book  كلها أدوات إن أحسن الإنسان استخدامها فانه يبشر بثقافة  التسامح والمحبة ما  بين الناس .

علينا في ظل التيارات التي تستخدم هذه الوسائل،  لتشويه كرامة الإنسان وتشويه جسم الإنسان، إن نبشر فعلا بان هذه الأدوات قد تكون أدوات نبيلة وأدوات خير وتبذر بذور من المحبة في العالم اجمع.

ثانيا: بالنسبة لتعزيز الحوار ،  نحن نؤكد وهنالك زاوية خاصة ، على الحوار الإسلامي المسيحي،  من خلال متابعة الأزواج والمختبرات التي تجري،  أن كان على مستوى الكنيسة الجامعة،  وخاصة بعد تأسيس المنتدى الكاثوليك  الإسلامي الدائم، وأيضا من خلال دعم وتشجيع مبادرات الحوار الإقليمية أو حتى المحلية لدى كل قطر عربي .   

هنالك مبادرات كثيرة  صراحة ، آمل فعلا  بأن تسهم بإيصال هذه الندوات التي تجري في بعض الأحيان في فنادق أو في قصور المؤتمرات، أن تصل أيضا إلى الشارع العربي الذي هو بحاجة إلى دعم احترام الإنسان الواقعي لأخيه الذي يعيش جنبا إلى جنب معه.

 ولكن في بعض الأحيان هنالك بعض القنوات الفضائية أو مواقع الانترنت التي تدعي أنها مع الحوار ولكنها أبدا تشوه صورة الحوار ويكون ليس حوارا بين اثنين يعملان معا، وإنما فقط صوت واحد يشتم ديانة الآخر إلى آخره.

نحن لسنا مع هذه المواقع نحن فعلا في موقع أبونا نحاول دائما، أن نبرز أوجه التشابه، وأوجه التقارب بين الديانتين الإسلامية والمسيحية، في سبيل أن نحفز المسلم والمسيحي معا، على النظر نحو المستقبل وعلى العمل المشترك في الحياة التي تجمعنا.