رسالة رئيس الأساقفة عصام يوحنا درويش بمناسبة عيد الميلاد المجيد

استراليا، الأربعاء 16 ديسمبر  2009 (Zenit.org). – ننشر في ما يلي رسالة رئيس الأساقفة عصام يوحنا درويش راعي أبرشية الكنيسة الملكية الكاثوليكية في أستراليا ونيوزيلندا، بمناسبة عيد الميلاد المجيد.

* * *

المطران عصام يوحنا درويش

بنعمة الله

راعي أبرشية الكنيسة الملكية الكاثوليكية

في أستراليا ونيوزيلندا

إلى الكهنة والشمامسة وخدام الهيكل

إلى الرهبان والراهبات ومؤمنات ومؤمني أبرشيتنا

المباركين والمحبوبين من الرب 

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

 

رسالة الميلاد 2009 

في كل عيد من الأعياد السيدية تدعو الكنيسة البشرية بنيها لتفرح وتعيد وتتهلل لأن الأعياد هي احتفال بمحبة الله وحنوه على خلقه. المسيحي المعمد يشعر بهذا الفرح فيلمس يد الله في حياته ويتوق إلى ملاقاته ويسعى إلى التأله ويدرك أبعاد دعوته إلى الخروج من ذاته ليبشر العالم بعظائم الله.  

عيد الميلاد هو عيد ظهور المسيح على الأرض، فقد حمل لنا بشرى الفرح والخلاص، لأنه ولِدَ لنا في مدينة داود مخلص هو يسوع المسيح. ظهر إنسانا مثلنا وأرانا ذاته وأزال الحواجز القديمة وبظهوره هذا صار الخلاص في متناول جميع البشر. لماذا صار الله إنسانا؟ ألم تكن هناك وسائل أخرى يخلصنا بها؟ لاشك في أن طرق الله تختلف عن طرقنا نحن البشر وأحيانا كثيرة لا تتوافق معها، لذا يصعب علينا أن نفهم لماذا وكيف أرسل الله ابنه الوحيد ليتجسد ويصير مثلنا فقد كان بإمكانه أن يرسل ربوات من الملائكة ليخلصنا من عبودية الشر والخطيئة. لكنه بدل ذلك أرسل يوسف، الرجل البار، النجار المتواضع والضعيف، أرسل مريم  الفتاة التي لم تكن تعرف إلا خدمة الهيكل واختارها أما له وعروسة لكنيسته، أرسل طفلا ملفوفا بقمط، بدت كأنها نبع لا ينضب تحوي لاهوت الله، فأزال الخوف من قلوبنا ومنحنا نعمة بأن نقف أمامه بلا خجل وجعلنا نحس بحبه الكبير لنا، أرسل أيضا نجما من السماء يدلنا على المغارة الفقيرة حيث ولد يسوع وأرسل أخيرا الملائكة يبشرون بالسلام جميع الذين يسجدون أمام هذا الطفل. إن الرسالة الأسمى التي يقدمها لنا الميلاد هي أن نعرف بأن الله أحبنا حبا جمّا لا حدود له على الرغم من ضعفنا وخطيئتنا. 

أيها الأخوات والأخوة الأحباء 

يصف الإنجيليون يسوع المسيح بأنه نور العالم، نور يبدد الظلمة لأن الظلمة لم تدركه، فإذا كان ثمّة ظلمة في قلوبكم اسمحوا لنور يسوع بأن يبددها بمحبته وصلاحه، وإذا كنتم تشعرون بفراغ في داخلكم اسمحوا له بأن يملأكم قوة ورجاء وإذا كنتم تشعرون بالوحدة فتذكروا بأن المسيح صار إنسانا وحلّ بيننا واسمحوا له بأن ينصب خيمته في بيتكم لتتمتعوا بصداقته ورفقته وأخوته.  

الكنيسة تدعونا في هذا العيد لنتذكر ونؤمن بقوة بأننا حملة النور والرجاء في قلب عالم مليء بالبغض والكراهية، وفي كل مرة نجعل نور يسوع يشع حولنا، نكون من فعلة السلام وقادرين على تقديم المسامحة والتضامن للعالم. 

هل يحتكر المسيحي نور المسيح ؟ من الطبيعي أن يكون الجواب لا فالمسيحي إنسان مُرسل طلب منه يسوع أن يبشر بكلمة الله ويشهد للمسيح المتجسد، المولود في مغارة من أم بتول، فالرسل منذ أن نالوا الروح القدس، ونحن معهم، أقامنا شهودا له مُزودين بقوة الروح القدس ومواهبه ونعمه. 

في زمن الميلاد، نحن مدعوون إلى ملاقاة المسيح المخلص وإلى أن نترك ذاتنا تتجدد وتتطهر. فلنفتح له أبواب قلوبنا ليحررنا من كل ما يعيق شركتنا وبنوتنا للآب السماوي. لنستقبل يسوع المخلص الآتي إلينا ليجعل فينا كل شيء جديدا فهو آت ليحررنا من العبودية التي تسيطر على مرافق حياتنا حتى نستطيع أن ننشد مع ملائكة السماء “المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة”. 

في هذا العيد نشكر الله الذي أتى لخلاصنا، نشكره لأنه أتى إلينا ودخل في إنسانيتنا ليجعلنا نتذوق معه طعم الألوهة. في الوقت عينه نسأله المغفرة لعدم تجاوبنا مع حبه الكبير. لنذهب معا إلى المغارة ونضع بين يديه ما عندنا من ضعف وهو سيدلنا على الطريق التي توصلنا إلى قلبه. لنسأله أن يعطي العالم السلام، ولاسيّما بلادنا العربية، وأن يزرع الاتفاق بين الشعوب والمحبة بين رعايانا وعائلاتنا.

كل ميلاد وأنتم بخير 
 

25/12/ 2009

عيد ميلاد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح بحسب الجسد 

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير