روما، الثلاثاء 22 ديسمبر 2009 (Zenit.org) – إن مؤسسة كاريتاس الدولية والحركة الكاثوليكية للتعاون الدولي من أجل التنمية والتضامن CIDSE اللتين تشكلان معاً أكبر تحالف بين وكالات المساعدة والتنمية، تصفان الاتفاقية التي تم اقتراحها في قمة منظمة الأمم المتحدة التي عقدت في كوبنهاغن (الدنمارك) حول التغيرات المناخية بـ “الضعيفة والمؤسفة أخلاقياً”، وتؤكدان على أنها ستحدث تداعيات “مفجعة” تؤثر على الشعوب الأكثر فقراً في العالم.
من خلال التذكير بأن “سكان البلدان في طور النمو يجب أن يكافحوا منذ الآن ضد تأثيرات هذه التغيرات المناخية”، تعبر كاريتاس في بيان لها عن أسفها لانعدام الطموح في هذا الاقتراح الجديد.
“إن الاتفاقية المقترحة لا تنص على الالتزامات الضرورية بالنسبة للعلم. ملايين الأشخاص يكافحون للبقاء فيما يمارس القادة السياسيون سياسة التسويف”، حسبما أشار نيام غارفي من حركة CISDE / كاريتاس إيرلندا من مركز Bella.
يقدم الاقتراح “اتفاقية غير طامحة وغير ملزمة ترى البلدان تحقق أهدافها الشخصية بالاعتماد على ما يعتبر ممكناً اقتصادياً وسياسياً أكثر منه على ما يطلبه العلم والعدل”، حسبما أضاف.
إن عبرت البلدان عن رغبتها في الاستمرار في العمل، فإن الاتفاقية المقترحة لا تنص على استحقاقات واضحة بشأن إبرام اتفاقية عادلة وملزمة قانوناً في الأشهر المقبلة. وخلال السنوات العشر الأخيرة، سبب غياب الإرادة السياسية إيقاف الجهود الدولية أمام التغيرات المناخية التي أصبح تأثيرها على البلدان في طور النمو مقلقاً أكثر فأكثر.
بدوره، يعلن أمين عام CISDE بيرند نيلز أنه لا يعقل أن أكثر من 100 زعيم من العالم فشلوا في التوصل إلى التزام ملائم وملزم بعد الاجتماع للاتفاق على طريقة حل مشكلة عالمية.
ويعقب قائلاً: "فليسمّوه “اتفاقاً تاريخياً” أو “إعلاناً”، وليسمّوه ما شاؤوا، لكن الواقع يظهر أن القادة فشلوا في نية إيجاد حل ملموس وفعال. فوتوا هذه الفرصة التاريخية لتعبيد درب واضحة وجماعية نحو مستقبل مستدام”.
تعتبر كاريتاس وCISDE أنه يجب على البلدان المتطورة أن تشعر بالخجل. فالأدلة العلمية والتحاليل الاقتصادية تكشف بوضوح العمل الذي يجب أن تقوم به الأمم الغنية لتقليص انبعاثات الغاز وتقديم الدعم للبلدان الفقيرة.
“يستطيع القادة القيام بخطوات إلى الوراء، لكن مستوى الالتزام الذي شهدناه لدى الأفراد في العالم أجمع خلال السير نحو قمة كوبنهاغن يعكس تأييد الشعوب لاتفاقية متينة وثابتة حول التغيرات المناخية. يجب على القادة أن يحددوا مدة للتوصل إلى اتفاقية شاملة وملزمة في أقرب وقت ممكن في الأشهر المقبلة، ونحن نتبعهم في كل خطوة على دربهم”، حسبما تقول ليسلي آن نايت، الأمينة العامة لمؤسسة كاريتاس الدولية.
ترى CISDE وكاريتاس أن العالم لا يقبل إلا باتفاقية عادلة وطامحة وملزمة قانوناً تدفع البلدان المتطورة إلى تقليص انبعاثات الغاز بنسبة تفوق الـ 40% من الآن وحتى سنة 2020، وذلك بالاعتماد على مستويات 1990.
يريد التحالف أن تساهم البلدان الغنية في مبلغ 195 مليار دولار حتى سنة 2020، إضافة إلى الالتزامات القائمة، من أجل مساعدة البلدان في طور النمو على استخدام وسائل التكنولوجيا الخضراء، والدفاع عن نفسها أمام أخطر تداعيات التغيرات المناخية.