الإفخارستيا حياة الكنيسة (3)

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

تأمل حول الإفخارستيا في علاقتها بالكنيسة – رسالة البابا يوحنا بولس الثاني 2003

استراليا، الخميس 1 مارس 2010 (Zenit.org). – ننشر في ما يلي الجزء الثالث من تأمل حول الإفخارستيا في علاقتها بالكنيسة – رسالة البابا يوحنا بولس الثاني 2003، للأسقف عصام يوحنا درويش، مطران الروم الكاثوليك الملكيين في استراليا ونيوزيلاند

 

الفصل الخامس: كرامة الاحتفال الإفخارستي

بدأ هذا الإكرام في تضميخ يسوع بالطيب في بيت عنيا ويقول يوحنا أن امراة يرى فيها مريم أخت لعازر أفاضت على رأس يسوع قارورة طيب نفيس جدا، مما سبب عند التلاميذ وبالأخص عند يهوذا ردة فعل احتجاج. لكن يسوع أجاب “فإن الفقراء عندكم في كل حين” (متى26: 11). هذا الإكرام هو استباق للإكرام الذي سيظل جسده يُحاط به حتى بعد موته.

في الأناجيل الإزائية نرى أن يسوع يأمر بدقة بإعداد “العلية الكبيرة” الضرورية لتناول العشاء الفصحي. تليه رواية تأسيس الإفخارستيا. الرواية مقتضبة ولكنها احتفالية.

إن الوليمة المقدسة هي حقا وليمة مقدسة. لذلك نحتفل بها في مكان لائق: من بيوت الأسر المسيحية إلى بازيلكات القرون الأولى ثم إلى الكاتدرائيات العصر الوسيط وأخيرا إلى الكنائس الكبيرة والصغيرة..

نقول ذلك عن الموسيقى والتراتيل والفن ورسم الأيقونات

هناك منافسة بين الكنائس على جمالية الطقوس. (الطقس البيزنطي).

علينا أن نُعيد الطاعة للنظم الليتورجية وإظهارها كشعاع وشهادة للكنيسة الواحدة والجامعة، الحاضرة في كل احتفال إفخارستي.

الكاهن الذي يقيم القداس بأمانة، وفقا للنظم الليتورجية، يظهر محبته للكنيسة، بطريقة صامتة ولكن بليغة.

الفصل السادس: في مدرسة مريم، المرأة “الإفخارستية”

عندما نتكلم عن علاقة الكنيسة والإفخارستيا لا يمكن أن ننسى مريم أم الكنيسة ومثالها فمريم تقود خطانا نحو هذا السر الأقدس، لما يوجد بينهما علاقة عميقة.

في رواية التأسيس لا حديث عن مريم، لكننا نعلم أنها كانت حاضرة بين الرسل المواظبين على “الصلاة بقلب واحد” في الجماعة الأولى الملتئمة بعد الصعود في انتظار العنصرة.

إن مريم امرأة إفخارستي في حياتها كلها، لذلك الكنيسة مدعوة إلى التسبه بها أيضا في علاقتها مع هذا السر الكلي القداسة.

مارست مريم نوعا ما إيمانها الإفخارستي قبل تأسيس الإفخارستيا، بمجرد أنها قدمت حشاها البتولي لتجسد كلمة الله.

هناك تشابه عميق بين “فليكن لي بحسب قولك” جوابا من مريم عن أقوال الملاك “أمين” التي نلفظها عند تناول جسد ودم الرب.

عندما حملت في حشاها الكلمة المتجسد، أصبحت “خباء” 0بيت القربان” أول بيت في التاريخ_ فيه قُدم ابن الله الذي لم تره بعد أعين البشر التي بشرت به اليصابات..”طوبى للتي آمنت..”(لو 1: 45).

على مدى حياتها حملت مريم يسوع ليس فقط على الجلجلة: تقدمة يسوع إلى الهيكل.. فيه أعلن مسبقا مأساة ابنها المصلوب “سيفا يخترق قلب أمه” (لو 2: 34).

كل ما أتمه المسيح تجاه أمه، يتمه أيضا لصالحنا، لقد عهد إليها بالتلميذ الحبيب، وبشخص ذلك التلميذ يعهد إليها ايضا بكل واحد منا: “هوذا ابنك!” وكذلك يقول لكل واحد منا: “هي ذا أمك!”

هذا يعني أن نأخذ باستمرار إلى بيتنا الخاص – على مثال يوحنا – تلك التي تعطى لنا كل مرة كأم. وهذا يعني أن نتتلمذ لها.

عن مريم حاضرة في كل احتفالاتنا الإفخارستية، مع الكنيسة وكأم للكنيسة. هذا ما يجعلنا نذكر دوما مريم العذراء كل مرة نقيم الإفخارستيا.

(نذكر هنا صلات الباب وتحضير الذبيحة، إنه واجب، إن البرايا..)

خاتمة

لنتذكر، كما تذكر البابا، قداسنا الأول ونركز أعيننا على الخبز والكأس ولنتذكر أننا مثل تلميذي عماوس في حج مع يسوع فهو سار معهما ليفتح أعينهما على النور وقلبهما على الرجاء.

إننا مدعوون، إلى التقدم في الحياة المسيحية، بفعالية متجددة.

كل التزام نحو القداسة، كل عمل يهدف إلى اكتمال رسالة الكنيسة، كل تطبيق لمخططات راعوية، عليها جميعا أن تنهل من السر الإفخارستي القدرة الضروري وأن تتوجه إليه كما إلى القمة. في الإفخارستيا نملك يسوع وذبيحته الفادية وقيامته وعطية الروح القدس، نملك العبادة والطاعة والمجد للآب.

المسيح يسير معنا، تحت أعراض الخبز والخمر الوضيعة، المتحولة جوهريا إلى جسده ودمه، صائرة لنا قدرة وزادا أخيرا، إنه يجعل منا ، من أجل جميع أخوتنا، شهود رجاء.

ينهي البابا رسالته بهذه الصلاة:

أيها الراعي الصالح، الخبز الحقيقي،

يا يسوع ارحمنا.

غذّنا، إحمنا

إجعلنا نرى الخير الأعظم،

في أرض الأحياء.

انت الذي يعرف كل شيء ويقدر على كل شيء،

انت غذاؤنا على هذه الأرض،

إجعل منا مدعويك في العلى،

ووارثين لك إلى الأبد، في أسرة القديسين.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير