وإِذْ كَانَ يَوْمُ التَّهْيِئَة، سَأَلَ اليَهُودُ بِيلاطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُ المَصْلُوبِينَ وتُنْزَلَ أَجْسَادُهُم، لِئَلاَّ تَبْقَى عَلى الصَّليبِ يَوْمَ السَّبْت، لأَنَّ يَوْمَ ذلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيمًا.
فَأَتَى الجُنُودُ وكَسَرُوا سَاقَي الأَوَّلِ والآخَرِ المَصْلُوبَينِ مَعَ يَسُوع.
أَمَّا يَسُوع، فَلَمَّا جَاؤُوا إِلَيْهِ ورَأَوا أَنَّهُ قَدْ مَات، لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْه.
لكِنَّ وَاحِدًا مِنَ الجُنُودِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَة. فَخَرَجَ في الحَالِ دَمٌ ومَاء.
والَّذي رَأَى شَهِدَ، وشَهَادَتُهُ حَقّ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ الحَقَّ لِكَي تُؤْمِنُوا أَنْتُم أَيْضًا.
وحَدَثَ هذَا لِتَتِمَّ آيَةُ الكِتَاب: «لَنْ يُكْسَرَ لَهُ عَظْم».
وجَاءَ في آيَةٍ أُخْرَى: «سَيَنْظُرُونَ إِلى الَّذي طَعَنُوه»

تأمل:

إنّها الجمعة العظيمة. ولماذا تُسمّى العظيمة؟ لأن السرّ الذي تُعبِّر عنه هو عظيمٌ. هو سرُّ الله الذي أحبَّ بشريّتنا بمُنتهى الحدود فتجسّد وتكبّد الآلام ومات لإحياء جنسنا الآدمي.

مَن منّا يستطيع أن يستوعبَ بعقلِه ما قام به مخلّصنا على الخشبة. ها نحنُ واقفين منذهلين وعاجزين عن الفهم فمَن يُفهمنا ما حدث؟ وحدَه الحبُّ يستطيع أن يبرّر ما فعله يسوع لأجلنا ووحده الحب يُفهمنا معنى التضحيّة وبذل الذات. فالآلام التي كابدها يسوع والتي نكابدها نحن في حياتنا اليوميّة هي فارغة من معناها من دون الحب. فمَن يُحِب يفهم قلب الله ويفهم نفسه ومعاناته ويحمل صليبة ويتبع يسوع.