آخر كلمات (7)

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بقلم الأب هاني باخوم

روما ،الجمعة 2 أبريل 2010 (zenit.org) . – اخر كلمات لانسان يموت، دائماً تكون مؤثرة، كلمات توضح من هو الذي يموت. وتوضح، لحد كبير، كيف عاش حياته؟ تلك اللحظة، لحظة الموت، هي لحظة حياة عميقة، حياة بمعنى الكلمة. في تلك اللحظة يرى الانسان امامه كل الحقيقة؛ يرى الموت، ومن المحتمل انه  لم يرغب ابداً ان يراه. اما الان فهو مجبر ان يراه، لحظة حياة حقيقية وفعلية. للبعض هي بداية الحياة، فالقديس أغناطيوس الانطاكي يقول: عندما أموت سأحيا. وتريزا الافليلية تقول: أموت كي لا اموت، أموت لاحيا. لكن ماذا قال المسيح؟

 في المرة السابقة رأينا ان كل شىء بالفعل قد تم، قد وصل الى غايته. هكذا يقول المسيح بكلمته السادسة:” تم كل شىء” (يو 30:19) فماذا يمكن ان يقال بعد ذلك؟ بعد أن تم كل شىء؟ شىء واحد يبقى: “يا أبت، في يديك أستودع روحي” (لو 23: 46). تلك هي كلمة المسيح الاخيرة. وهي أية من المزمور 31، الذي يتكلم عن ثقة المرنم، في وقت الموت،  بأمانة الرب وخلاصه.

المزمور يقول:” ايها الرب، في يديك استودع روحي” (مز 31: 6). لكن المسيح يقول:”يا أبت”. لحظة موت المسيح هي اعلان عمن هو في العمق. هي لحظة اعلان مجده، اي لحظة اظهار من هو بالفعل. هو ابن، بالاحرى الأبن. ابن لآب، وهذا الآب هو الرب. هذا هو المسيح، صورة الانسان الجديد، ابن للآب.

يسوع المسيح بعد ان اتم كل شىء، واوصله الى غايته والى هدفه، يسلم الروح في يدي ابيه. وهنا نستطيع ان نتحدث كثيراًُ عن ثقة المسيح بالآب، وعن عمق امانة المسيح وحبه لابيه. لكن هناك ايضاً شىء أخر.

بعد ان تم كل شىء، لا يبقى للانسان الا ان يسلم روحه. فالحياة الارضية ما هي الا لاتمام شىء ما. اذا تم بالفعل لا يبقى الا ان تُسلَم الروح لابيها. الحياة ليست شيئا يجب ان يستفاد منه للاقصى ونحيا اطول السنين الممكنة، مع او من غير مشاكل، مع او بدون مرض. الحياة هي لاتمام رسالة، ومتى تمت هذه الرسالة، تُسلم الروح تلقائياً. حتى الموت المفاجىء، شاب في الثلاثين يموت بدون سبب، لماذا؟ امراة تترك اطفالها وتموت لماذا؟ طفل وحيد لابويه يموت، لماذا؟ رجل يبقى لبعد المئة ويموت، لماذا؟

بعد أن تم كل شىء، اسلم الروح. الحياة رسالة وحينما يتممها الانسان حسب مشروع الله تنتهي. وهنا السؤال: هل المرأة التي تركت اطفالها وماتت، أتمت رسالتها مع انها لم تكمل تربية اطفالها؟ والا فلماذا ماتت؟ كيف يسمح الله ان يموت شخص قبل ان يُتمم فيه كل شىء؟

السؤال الحقيقي ليس لماذا الموت. السؤال الحقيقي هو: ما هي رسالتي؟ لماذا احيا؟ كي اتزوج؟ كي اكون كاهنا؟ حتى أربي الابناء؟… السؤال اذا  ليس لماذا يموت الانسان؟ السؤال ليس لماذا يموت ذلك الشاب الصغير او تلك الام؟ السؤال الحقيقي: لماذا يحيا الانسان، وما هي رسالته؟

أتم كل شىء فقال: “يا أبت، في يديك أستودع روحي”.

عيد قيامة جديد.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير