رسالة الفصح للمطران عصام يوحنا درويش

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

روما ،الجمعة 2 أبريل 2010 (zenit.org) . – ننشر في ما يلي رسالة الفصح للمطران عصام يوحنا درويش، راعي أبرشية الروم الملكيين الكاثوليك في أستراليا ونيوزيلندا

  المسيح قام!.. حقا قام بهذه التحية الفصحية التي تعبّر عن إيماننا، أتوجه إليكم أيها الأخوات والأخوة بتمنياتي العميقة، طالبا لكم من القائم من بين الأموات أن يثبّت إيمانكم ولتعرفوا أنه المخلص ولا مخلص غيره. عندما دحرج الملاك حجر القبر أفاض يسوع رحمته وفجّر فينا روح الشركة ووهبنا الحياة طاقة قادرة أن تؤلهنا. وكما في عمادنا وُلدنا من جديد، هكذا القيامة فجّرت فينا نهر الحياة ومنذ ذلك الوقت مازال حنان الرب يغمرنا بروحه القدوس، فالقيامة صارت يوما طويلا لا يغرب والنور الذي فاض من قبر السيد مازال يتألق أما الظلمات فقد اضمحلت دون رجعة. لقد أشرق علينا نور أبدي هو فصحنا السري “فلنفرح ولنتهلل به، إنه اليوم الذي صنعه الرب”. في يوم القيامة نؤمن بأن قيامة المسيح كانت برهانا لقوة الله فهو الحياة في ذاته ومصدر الحياة “هو لنا نحن المؤمنين، فرطُ عظمة قُدرته، المتجلية في عزّةِ قوته، التي بسطها في المسيح، إذ أنهضهُ من بين الأموات” (أف 1/19). صلبه اليهود لأنه كان بنظرهم يجدف ويقول أنه ابن الله ومساو للآب فجاءت القيامة برهانا ساطعا على أنه الله الكلمة “المقام بحسبِ روح القداسة في قدرة ابن الله، بقيامته من بين الأموات” (رو 1/4).

القيامة أيضا هي الطريق الوحيد لخلاص المؤمن “إن اعترفت بفمك أن يسوع هو ربٌّ، وآمنت في قلبكَ أن الله قد أقامه من بين الموات، فإنك تخلص” (رو 10/9). هذا يعني أننا لا يمكن أن نكون مسيحيين ما لم نعترف ونؤمن بان المسيح قام ومنحنا بقيامته كلّ برٍّ فهو “أُسلمَ لأجل زلاتنا، وأقيم لأجل تبريرنا” (رو 4/25).

بعد قيامته صرنا نشعر بحضوره معنا فهو معنا وفينا وصرنا قادرين أن نسير معه ونحيا به ونتكلم مثلما تكلم ونبشر بما نطق. لقد أعطانا نعمة بأن نتكئ على صدره مثل التلميذ الحبيب يوحنا وأن نكون من خاصته فنستطيع أن نردد مع صاحب سفر الرؤيا “رأيت سماء جديدة وأرضا جديدة” (رؤ 21/1).

أتمنى أن تدخل القيامة إلى بيوتكم وحياتكم فقيامة المسيح أعطتنا النعمة لتكون قيامته قيامتنا، لأننا نستمد حياتنا وإيماننا من قيامته “فإذا كنا قد صرنا مُتحدين معه بشبهِ موتهِ، نصيرُ أيضا بشبه قيامته” (رو 6/5). محبتي لكم وتمنياتي بأن يكون يسوع القائم من بين الأموات رفيق دربنا، يرافقنا على طريق حياتنا الشخصية لتنفتح عيوننا فيسكن فينا كما سكن قلبي تلميذي عمّاوس فنخبر بدورنا العالم كله بأن المسيح قام من بين الأموات.

لنرفع ابتهالاتنا لوالدة الإله، العذراء مريم ونسألها أن تعين قلة إيماننا فنفهم أن قيامة ابنها هي أيضا قيامتنا ولنسألها أن تعلمنا أننا من خلاله ومعه، نصير فعلا أولاد القيامة.

ليسوع القائم من بين الأموات العزّة والكرامة والشكر والسجود.

أخوكم وخادمكم بالمسيح

المطران عصام يوحنا درويش

عن دار المطرانية في غرينايكر

الفصح الجيد 2010

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير