مثال خوري آرس
روما، الاثنين 12 أبريل 2010 (Zenit.org) – في أحد الرحمة الإلهية، يطلب بندكتس السادس عشر من الرعاة اتباع مثال خوري آرس القديس.
وقد ترأس البابا الصلاة المريمية “افرحي يا ملكة السماء” ظهر أحد الرحمة الإلهية من الباحة الداخلية لقصر كاستل غاندولفو الرسولي حيث يرتاح منذ الأحد الفائت.
***
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،
يختتم هذا الأحد ثمانية الفصح. إنه يوم واحد “أقامه الرب” ويتسم بالقيامة وبفرح التلاميذ لدى رؤية يسوع. منذ القدم، يدعى هذا الأحد “الأحد الأبيض” in albis المشتقة من الكلمة اللاتينية alba (أبيض) بسبب اللباس الأبيض الذي كان يرتديه المؤمنون الجدد خلال العماد، ليل الفصح، والذي كانوا يخلعونه بعد ثمانية أيام. وفي 30 أبريل سنة 2000، سمى الحبيب يوحنا بولس الثاني هذا الأحد “أحد الرحمة الإلهية” بمناسبة إعلان قداسة الأخت ماريا فوستينا كوفالسكا.
تزخر صفحة إنجيل القديس يوحنا لهذا الأحد (يو 20: 19، 31) بالرحمة والجودة الإلهية. فيها، يحكى أن يسوع زار تلاميذه بعد قيامته عابراً أبواب العلية المغلقة. في هذا الصدد، يوضح القديس أغسطينوس أن “الأبواب المغلقة لم تمنع دخول هذا الجسد الذي كانت تسكنه الألوهية. مَن بولادته لم يمسّ بكارة والدته تمكّن من الدخول إلى العلية على الرغم من أن الأبواب كانت مغلقة (In Ioh. 121,4: CCL 36/7, 667)؛ ويضيف القديس غريغوريوس الكبير أن فادينا ظهر بعد قيامته من بين الأموات بجسد ذي طبيعة غير قابلة للفساد وحسية، وإنما بحالة مجد(Hom. in Evag., 21,1: CCL 141, 219). يظهر يسوع علامات آلامه لدرجة أنه يسمح لتوما الجاحد بلمسه. ولكن، كيف لتلميذ أن يشك؟ في الواقع، يسمح لنا التسامح الإلهي بالاستفادة من التلاميذ المؤمنين ومن شك توما. فمن خلال لمس جراح الرب، لا يشفي التلميذ المتردد ريبته فقط وإنما ريبتنا نحن أيضاً.
لا تقتصر زيارة القائم من بين الأموات على فسحة العلية فقط بل تتخطاها لكي يحصل الجميع على هبة السلام والحياة بالنفخة الخالقة. لقد قال يسوع لتلاميذه “سلام لكم” مرتين، وأضاف “كما أن الآب أرسلني، أرسلكم أنا”. بعد ذلك، نفخ فيهم وقال لهم: “اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياهم غفرت لهم، ومن أمسكتم خطاياهم، أُمسِكت”. إن رسالة الكنيسة التي تحظى دوماً بعون البارقليط هي التالية: حمل البشرى السارة وحقيقة المحبة الإلهية الرحيمة للجميع، لكيما “تؤمنوا بأن يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم حياة باسمه إذ تؤمنون” (21، 30) حسبما يقول القديس يوحنا.
على ضوء هذه الكلمات، أشجع بخاصة كل الرعاة على اتباع مثال خوري آرس القديس الذي “تمكن في زمانه من تبديل قلوب وحياة الكثيرين لأنه نجح في حثهم على إدراك محبة الرب الرحيمة. إن زماننا بحاجة ماسة أيضاً إلى بشرى مشابهة وشهادة مماثلة لحقيقة المحبة (رسالة الدعوة للسنة الكهنوتية). هكذا، نقرّب إلينا من لم تره أعيننا وإنما تثق أنفسنا برحمته اللامحدودة. فلنسأل مريم العذراء، سلطانة الرسل، أن تدعم رسالة الكنيسة، ولنتضرع إليها متهللين: افرحي يا ملكة السماء…
نقلته إلى العربية غرة معيط (Zenit.org)
حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية 2010