“خليفة بطرس يأتي إليكم ليقويكم”
حاضرة الفاتيكان، الثلاثاء 13 أبريل 2010 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي الرسالة التي كتبها الكاردينال ترشيزيو برتوني، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، بمناسبة رحلة البابا الرسولية إلى مالطا.
***
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،
يتطلع الأب الأقدس بلهفة إلى زيارته الرسولية إلى الجزر المالطية التي من المقرر أن يقوم بها من 17 ولغاية 18 من أبريل 2010. إنه يحييكم جميعاً بفرح الرب القائم من بين الأموات، ويلتمس لكم وفرة البركات المتدفقة من تغلب المسيح على الخطيئة والموت ودخوله الظافر إلى الحياة.
في الأيام التحضيرية المتبقية، يطلب منكم صاحب القداسة أن تصلوا لكيما تكون زيارته زمن تجدد روحي للكنيسة جمعاء في مالطا وغوزو. وكما تلقى بطرس دعوة من الرب لتثبيت إخوته في الإيمان (لو 22، 32)، هكذا يأتي إليكم الآن خليفة بطرس ليقويكم في التزامكم باتباع يسوع المسيح. لطالما بقيت مالطا أمينة بإخلاص للمسيح على مر قرون عديدة، وبذلت جهوداً كبيرة للدفاع عن الإيمان في الداخل والخارج. لا بد من أنكم فخورون بإرثكم المسيحي، فخورون بشهادة عدة أجيال من الكاثوليك المالطيين الذين عاشوا إيمانهم بتفانٍ مثالي، وفخورون بالاندفاع الرسولي الذي التزم من خلاله العديد من الرجال والنساء من جزركم بالنشاط التبشيري، حاملين بشرى يسوع المسيح السارة إلى شواطئ بعيدة.
إن الأب الأقدس يدرك مدى تعلقكم بإرثكم العظيم، ويدعوكم إلى ترسيخ هذا التعلق كواقع حي وحقيقة مهمة على الدوام، على الرغم من أن هذا الأمر يشوبه في المجتمع المعاصر خطر التعرض للمعارضة والتجاهل والنسيان. إن مالطا تتحدث بثقة عن الحاجة إلى الدفاع عن قدسية الزواج، ومحورية العائلة من أجل مجتمع سليم، وعن الحاجة إلى حماية كرامة الحياة البشرية منذ الحمل بها وحتى الموت الطبيعي. كما أن مالطا تعرف كيفية الاعتناء بأفراد المجتمع الأضعف، منهم بخاصة غير المولودين، لأنها تقدر الحياة العائلية “معلمة السلام الأولى والأساسية”، ومعلمة الفضائل اللازمة للحفاظ عليها (الرسالة بمناسبة يوم السلام العالمي 2008، 3). كذلك، تعلمنا العائلة كيف نعيش بتضامن في كافة مجالات الحياة الاجتماعية والمدنية. هذه هي الحقائق العظيمة التي يمكن أن تشهد لها مالطا بثقة وقناعة.
في وقت يحتفل فيه الشعب المالطي بفرح استثنائي بالذكرى السنوية الـ 1950 لوصول القديس بطرس إلى شواطئه، يعهد بكم الأب الأقدس إلى شفاعة هذا الرسول والمبشر العظيم الذي أعلن من دون كلل البشرى السارة، بشرى الرب المصلوب والقائم من بين الأموات، إلى شعوب منطقة المتوسط. وفي هذه السنة التي تحتفل بها الكنيسة الجامعة بسنة الكهنة، يحثكم بخاصة على تثمين هبة الكهنوت العظيمة، وعلى دعم كهنتكم والصلاة من أجلهم، لينموا بالشكر لله وبالأمانة والاندفاع للخدمة. كما أنه يعهد بهم وبكم جميعاً إلى شفاعة كاهن مالطي بارز هو القديس جورج بريكا الذي يوكل إليه بشكل خاص زيارته المقبلة. ختاماً، يسأل مريم العذراء المباركة، أم الكنيسة المكرمة بتفان في مزار تابينو الوطني، أن تنظر بمحبة إلى شعب مالطا وغوزو، وتتشفع لهم لدى من نالت حظوة حمله في أحشائها، مخلص العالم.
بهذه المشاعر، يمنح صاحب القداسة بركاته الرسولية لكل شعب مالطا وغوزو، عربون فرح وسلام بالرب القائم من بين الأموات. Il-Mulej ibierek lill-poplu kollu ta’ Malta u ta’ Għawdex!
من الفاتيكان، 31 مارس 2010
حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية 2010
نقلته إلى العربية غرة معيط (Zenit.org)