أ) الإجراءات الأولية
تبحث الأبرشية المحلية في كل مزاعم الاعتداء الجنسي المرتكب من قبل رجل دين بحق قاصر.
إن تبينت صحة الادعاء، أحيلت القضية إلى مجمع عقيدة الإيمان. هنا، ينقل الأسقف المحلي كل المعلومات التي يملكها إلى مجمع عقيدة الإيمان، ويبدي رأيه بالإجراءات والتدابير التي يجب اتخاذها على الأمدين القصير والطويل.
ولا بد من مراعاة القانون المدني المتعلق بالتبليغ عن الجرائم لدى السلطات المختصة بصورة دائمة.
خلال المرحلة الأولية، وقبل إنهاء القضية، يستطيع الأسقف أن يتخذ تدابير وقائية لحماية الجماعة من ضمنها الضحايا. ففي الواقع أن الأسقف المحلي يحتفظ بالقدرة على حماية الأطفال من خلال الحد من نشاطات الكهنة في أبرشيته. هذا ما يشكل جزءاً من سلطته العادية التي يُشجع على ممارستها حسبما تقضي الضرورة للتأكد من عدم تعرض الأطفال للاستغلال. وهذه السلطة يمكن أن يمارسها الأسقف حسب إرادته قبل كل الإجراءات الكنسية، وخلالها وبعدها.
ب) إجراءات مجمع عقيدة الإيمان
يدرس مجمع عقيدة الإيمان الحالة التي يقدمها له الأسقف، ويطلب معلومات إضافية عند الضرورة.
ويملك مجمع عقيدة الإيمان عدداً من الخيارات.
ب) 1- الإجراء الجزائي
يمكن لمجمع عقيدة الإيمان أن يسمح للأسقف المحلي بأن يقيم دعوى أمام محكمة الدولة الجزائية قبل محكمة الكنيسة المحلية. في هذه الحالة، يمكن تقديم طعن إلى محكمة مجمع عقيدة الإيمان.
يمكن لمجمع عقيدة الإيمان أن يسمح للأسقف المحلي بإجراء تحقيق أمام ممثل عن الأسقف المحلي يعاونه مستشاران. ويدعى الكاهن المتهم إلى الإجابة عن الاتهامات والبحث في الأدلة. كما يحق للمتهم أن يقدم طعناً لمجمع عقيدة الإيمان في مرسوم يحكم عليه بالعقوبة الكنسية. ويكون قرار الكرادلة الأعضاء في مجمع عقيدة الإيمان حاسماً.
إن كان الراهب مذنباً، تستطيع الإجراءات الجزائية القضائية والإدارية أن تدين رجل الدين ببعض العقوبات الكنسية التي يصل أقصاها إلى جعله في مصاف العلمانيين. كذلك، يمكن معالجة مسألة التعويضات بطريقة مباشرة خلال هذه الإجراءات.
ب) 2- الحالات المحالة مباشرة إلى الأب الأقدس
في حالات خطيرة جداً، عندما تعلن إحدى محاكم الدولة الجزائية أن أحد رجال الدين مذنباً ومسؤولاً عن الاعتداء الجنسي على قاصرين، أو عندما يكون الدليل دامغاً، يمكن لمجمع عقيدة الإيمان أن يختار إحالة القضية مباشرة إلى الأب الأقدس طالباً من البابا إصدار مرسوم ex officio يقضي بجعله في مصاف العلمانيين. من غير المتوقع تقديم أي طعن كنسي في مرسوم بابوي مشابه.
كذلك، ينقل مجمع عقيدة الإيمان للأب الأقدس طلبات الكهنة المتهمين الذين إذ يدركون جرائمهم، يطالبون بإعفائهم من الكهنوت، للعودة إلى الحياة العلمانية. يوافق الأب الأقدس على هذه الطلبات لخير الكنيسة.
ب) 3- التدابير التأديبية
في الحالة التي يعترف فيها الكاهن المتهم بجرائمه ويوافق على عيش حياة صلاة وتكفير، يأذن مجمع عقيدة الإيمان للأسقف المحلي بإصدار مرسوم يمنع أو يحد من خدمة كاهن مماثل. هذه المراسيم تُفرض بقرار جزائي وتستوجب عقوبة كنسية في حال خرق شروط المرسوم، من دون استثناء التجريد من الصفة الكهنوتية، والعودة الى الحالة العلمانية يمكن تقديم طعن في هذه المراسيم لدى مجمع عقيدة الإيمان. ويكون قرار مجمع عقيدة الإيمان حاسماً.