مالطا، الأحد 18 أبريل 2010 (zenit.org). – ننشر في ما يلي نص الكلمة التي ألقاها البابا بندكتس السادس عشر لدى لقائه الصحفيين خلال الرحلة الجوية الى مالطا يوم السبت.
أيها الأصدقاء الأعزاء ، مساء الخير! فلنتمنى للجميع رحلة موفقة، بعيداً عن هذه الغيمة المظلمة التي تغطي قسماً من أوروبا.
إذن، لماذا هذه الزيارة الى مالطا؟ الدوافع عديدة.
الدافع الأول: القديس بولس. لقد انتهت السنة البولسية في الكنيسة الجامعة، ولكن مالطا تحتفل بالذكرى 1950 على غرق سفينة القديس بولس، وهذه بالنسبة لي مناسبة لتسليط الضوء من جديد على شخصية رسول الأمم الكبيرة، ورسالته المهمة والآنية. أعتقد أنه يمكننا أن نختصر رحلته بكلماته التي قاله هو نفسه في ختام الرسالة الغلاطيين: الإيمان الذي يعمل في المحبة. هذه هي القضايا المهمة اليوم أيضاً: الإيمان، العلاقة مع الله، التي تتحول بعدها الى محبة. ولكن اعتقد أيضاً أن غرق السفينة يتحدث إلينا اليوم. من غرق السفينة نالت مالطا الإيمان؛ وهكذا يمكننا نحن أيضاً أن نفكر أن مصاعب الحياة يمكنها أن تُظهر مشروع الله، وقد تكون مفيدة من أجل انطلاقة جديدة في حياتنا.
الدافع الثاني: يسعدني ان أعيش وسط كنيسة حية ككنيسة مالطا، وهي غنية بالدعوات ومليئة بالإيمان في زمننا هذا، وهي تواجه تحديات هذا الزمن. أعلم ان مالطا تحب المسيح وتحب كنيسته التي هي جسده، وهي تعلم أنه حتى إن كان هذا الجسد جريحاً بخطايانا، فإن الرب يحب هذه الكنيسة، وإنجيله هو القوة الحقيقية التي تنقي وتشفي.
الدافع الثالث: مالطا هي النقطة التي منها تنطلق جحافل المهاجرين، قادمين من افريقيا ويطرقون أبواب أوروبا. هذا مشكلة كبيرة في عصرنا، وبطبيعة الحال، لا يمكن لجزيرة مالطا أن تحل هذه المشكلة. علينا جميعاً أن نواجه هذا التحدي، وأن نعمل لكيما يستطيع الجميع أن يعيشوا بكرامة في أرضهم، ومن ناحية أخرى العمل قدر الإمكان ليجد اللاجئون، أينما وصلوا، مجالاً للعيش بكرامة. وهذا تحد كبير يواجهه عصرنا: مالطا تذكرنا بهذه المشاكل وفي الوقت عينه تذكرنا أن الإيمان هو القوة التي تعطي المحبة، وبالتالي تساعد في مواجهة هذه التحديات. شكراً
نقله الى العربية طوني عساف – وكالة زينيت العربية (zenit.org)