بقلم روبير شعيب
روما، الاثنين 26 أبريل 2010 (ZENIT.org). – “واجب الكنيسة هو أن تبشر، ولذا يجب النظر إلى عالم الاتصالات بتقدير وتعاطف”، هذا ما قاله الكاردينال أنجلو بانياسكو، رئيس مجلس أساقفة إيطاليا، محييًا الصحفيين قبل دخوله إلى القاعة لتلاوة مداخلته في اليوم الثاني من مؤتمر “شهود رقميين”.
وشرح رئيس الأساقفة أن “الالتزام لفهم وتنظيم حضور الكنيسة في عالم الاتصالات الرقمية هو كما يقول البابا ‘إطار رعوي شاسع ودقيق‘، ويتطلب بالتالي أن نتوقف على عمل الكنيسة في الإطار الحالي لكي نلاقي أشكالا لنعيش الأمانة للإنجيل”.
وأوضح أن عمل تبشير الكنيسة ليس مجرد “تأقلم مع الثقافات، بل هو أيضًا تطهير، وتجرد شجاع”.
وعرض الكاردينال تحديين تقدمهما وسائل الاتصال الرقمي: الأول هو البعد الإرسالي للإحياء الثقافي، والثاني هو التفكير لفهم السبل التي يمكن من خلالها الجواب على كيفية التعبير عن الإنجيل في اللحظة الراهنة.
وأوضح بانياسكو أن واجب المسيحيين عن أن “يعطوا روحًا” ليس فقط لالتزامهم الرعوي بل أيضًا إلى عمل تواصل شبكة الانترنت غير المنقطع”.
وتابع موضحًا أن المنطق الكنسي هو خروج من منطق “دخول المستخدم” (login) والولوج في منطق الحوار، وهي أفهوم لا يستنفد مكنونه في العلاقة بين أنا وأنت، بل يتسامى بالمتحاورين.
وشرح في هذا الإطار أن التحدي بالنسبة للجماعة المسيحية هي بشكل خاص “التوصل إلى استخدام وسائل الاتصال الاجتماعي كتصوير مسبق لأسلوب مشاركة أكبر”.
وحض بانياسكو إلى دمج الرسالة التربوية بأحدث وسائل الاتصال، وهذه مهمة يجب القيام بها “بذكاء وثقة، دون مطلقات ساذجة وغير نقدية أو شيطنات أبوكالبتية”. وللقيام بهذه المهمة لا بد للمربين أن يألفوا شخصيًا وسائل الاتصال، فيعرفوا معنى الإبحار على شبكة الانترنت، وأن يعتزلوا فراغ الجدليات السائدة.
هذا وحذر الكاردينال من بعض مخاطر شبكة الانترنت، موضحًا أنه رغم فرصة التواصل التي تقدمها، تحمل الأشخاص إلى سطحية الثرثرة وإلى الفضول الفارغ من الاهتمام. كما وتشكل شبكة الانترنت وسيلة لفرض إجماع الأكثرية كالكلمة الأخيرة التي يجب أن يطيعها الجميع.
