نقل رفات المطرانين ميشال حكيم وسليمان الحجار والإكسرخوس جورج خرياطي الى مدافن الأساقفة الملكيين في مونتريال
مونتريال، الثلاثاء 27 أبريل 2010 (Zenit.org) – يوم السبت 24 نيسان (إبريل) 2010 كان موعد “أبرشية المخلّص للروم الملكيين الكاثوليك في كندا” مع “يوم الرجاء” والإحتفال المهيب بمناسبة نقل رفات المثلثي الرحمات المطران ميشال حكيم (1921 – 2006) والمطران سليمان الحجار (1950 – 2002) والإكسرخوس جورج خرياطي (1931 – 2002) الذين خدموا الأبرشية الملكية في كندا بكل تجرد وإخلاص وحكمة الى مثواهم الأخير في “مدافن الأساقفة” الجديدة في كاتدرائية المخلّص للروم الملكيين الكاثوليك على شارع الأكادي تقاطع شارع لبنان في مونتريال. والمطرانين حكيم والحجار والإكسرخوس خرياطي معروفون بخدماتهم الجمّة ولسنين طويلة للأبرشية الملكية الكاثوليكية في مونتريال وكل أنحاء كيبيك وكندا.
ترأس الإحتفالات سيادة المطران إبراهيم مخايل إبراهيم، مطران أبرشية المخلّص للروم الملكيين الكاثوليك في كندا.
الحضور
وشارك العديد من ممثلي الكنائس الشقيقة في المراسم وعلى رأسهم سيادة المطران جوزف الخوري، مطران الأبرشية المارونية في كندا، والمونسنيور لويس ديراني النائب البطريركي للكلدان في مونتريال وأوتاوا، والإكونومس أنطوني غبريال، راعي كنيسة مار جاورجيوس الأنطاكية الأرثوذكسية، والمونسنيور جورج يغيايان ممثلا المونسنيور جورج زاباريان، النائب البطريركي للكنيسة الأرمنية الكاثوليكية وراعي كنيسة سيدة ناريغ للأرمن الكاثوليك، المونسنيور ميشال فواز، راعي كنيسة السيدة العذراء مريم الأنطاكية الأرثوذكسية، والأب كميل إسحق راعي كنيسة مار يعقوب السريانية الأرثوذكسية في مونتريال، والأب روفائيل بشارة من كنيسة سان جورج للأقباط الأرثوذكس. كما شارك سماحة الشيخ حسن عز الدين من طائفة الموحّدين الدروز، والسيد رضوان نصر الدين ممثل سماحة السيد نبيل عباس والمركز الإسلامي اللبناني. ومن أبرشية الروم الملكيين الكاثوليك عاون في المراسم كل من المونسنيور باسيليوس جنادري، والمونسنيور ميشال سيدة، والآباء نعمان قزحيا ، أنطوان سمعان، مكاريوس وهبة، نديم بطيخ، ربيع أبو زغيب وعدد من الشمامسة.
وكان من الحضور الرسمي معالي الوزيرة كريستين سان بيار، وزيرة الثقافة والإتصالات وشؤون المرأة والنائبة عن الأكادي في برلمان كيبيك، سعادة السفير جميل صقر، سفير الجمهورية العربية السورية لدى كندا وعقيلته، سعادة القنصل زياد طعان، قنصل لبنان في مونتريال، السيد أكوب إفركليان، ممثلا معالي وزير المواطنة والهجرة والتعددية الثقافية الكندي الوزير جايسون كيني، النائبة ماريا موراني النائبة الفدرالية عن أهانتسك وزوجها إبراهيم بشارة، القاضي سليمان عيد ممثل الحكومة اللبنانية لدى المنظمة الدولية للملاحة المدنية، السيد ناهد كوسا المستشار الإقليمي لوزارة الهجرة الكندية في مونتريال، السيد عارف سالم المستشار البلدي عن سان لوران، دائرة نورمان مكلارين ممثلا رئيس بلدية سان لوران ألان دوسوزا، السيدة جوسلين آن كامبل المستشارة البلدية عن إهانتسك كارتييفيل دائرة سان سولبيس، والسيد هاروت شيتيليان المستشار البلدي عن أهانتسك كارتييفيل دائرة بوردو كارتييفيل.
المراسم
وضعت النعوش الثلاثة امام مذبح الكنيسة حيث تسنى للمؤمنين والأقارب والأصدقاء إلقاء نظرات الوداع الأخير، وأقيمت بالمناسبة الصلوات الخاصة والترانيم البيزنطية التي تابعها المؤمنون الذين ملؤوا الكاتدرائية ومقاعدها بأعداد كبيرة بخشوع ومهابة طوال فترة ساعتين ابتداء من الساعة العاشرة وحتى الظهر موعد وصول الرسميين الى الكاتدرائية حيث أقيمت خدمة صلاة النياحة برئاسة سيادة المطران إبراهيم إبراهيم مطران أبرشية المخلّص للروم الملكيين الكاثوليك في كندا.
كلمة المطران إبراهيم
وألقى سيادة المطران إبراهيم عظة باللغتين الفرنسية والعربية حيث عدّد مزايا الراحلين الكبار وأعمالهم العديدة في خدمة الكنيسة والرعايا والمؤمنين، وإنجازاتهم الكبرى، وعن روحهم الطاهرة وما تركوه من أثر في ضمير ووجدان أبناءالرعية والمجتمع.
وما جاء في كلمة سيادة المطران إبراهيم:
المسيح قام. حقًّا قام.
لقد أتينا كلُّنا في يوم الرجاء هذا لكي نستقبل رفات أصحاب السيادة المثلَّثي الرحمات، المطران ميشال حكيم والمطران سليمان الحجَّار والإكسرخس جورج خرياطي إلى مثواهم الأخير في مدافن الأساقفة في هذه الكاتدرائيَّة الجديدة لكي يكونوا في مكان راحة يليق بكرامتهم وكرامتنا حسب التقاليد الكنسيَّة المقدَّسة. لقد عاش قادتنا الروحيُّون هؤلاء على هذه الأرض حياة قداسة بالإيمان والرجاء والمحبَّة. وقد كرَّمهم أبناؤهم لمَّا انتقلوا عنَّا، وودَّعوهم بمراسم تجنيز مهيبة، معبِّرين لهم عن احترامهم وشكرهم ومحبَّتهم لما بذلوه لرسالتهم في خدمتهم. كان إيمان هؤلاء القادة الروحيِّين إيمانًا قويًّا ثابتًا في خدمة أبرشيَّتنا الملكيَّة ليس في مونتريال فقط، بل في جميع أنحاء كندا حيث رافقوا أبناءها في مراحل تاريخهم الطويل، محافظين على إيمانهم، ورافعين مداميك هياكلها الروحيَّة قبل الزمنيَّة، ليبقوا على نضارة طقوسها وإرثها. لقد أحبُّوا بلا مقابل، وأعطوا بسخاء متمِّمين في حياتهم عيش التطويبات، حاثِّين المؤمنين على الاهتمام ببعضهم بعضًا لكي يكونوا دائمًا عائلة واحدة، وهي كرمٌ للربِّ.
ر
جاؤهم المتجذِّر في حضور الرب، قادهم دائمًا على دروب الإنجيل موجِّهين النفوس التي ائتُمنوا عليها نحو المسيح الذي هو الطريق والحقُّ والحياة. كان لهم ملء الثقة بمحبَّة الله التي منها غذُّوا ذواتهم ليصيروا شهودًا له ولابنه الوحيد يسوع المسيح. لقد عاشوا الأمانة، وحفظوا الوديعة، وأتمُّوا الوصيَّة بمحبَّتهم الكاملة لله وللقريب غير مؤمِّلين شيئًا إلاَّ مرضاة الله ومرضاة الضمير.
ترك آباؤنا الروحيُّون هؤلاء أرضهم، وابتعدوا عن مقامهم ليتمُّوا كلمات الإنجيل ممارسين فضيلة التضحية لمَّا هجروا أرضهم ووطنهم وأهلهم معاهدين الربَّ على خدمة هذه الكنيسة وهذه الأبرشيَّة، فصارت هي عائلتهم الجديدة، ووطنهم الجديد وأرضهم الجديدة.
المونسنيور جورج خرياطي عُرف كونه مؤسِّسًا جديدًا لكنيستنا الملكيَّة في كندا التي يعود تاريخ تأسيسها الأوَّل الى سنة 1892، فكان خادم الجميع، لأيَّة طائفة أوديانة انتموا. وما نزال نسمع كلَّ يوم قصَّة جديدة عن تفانيه في خدمة الجميع. وهو الذي اشترى هذه الأرض وبنى هذا المركز الرائع، وحضَّر لنا الأرضيَّة التي شِدْنا عليها هذه الكاتدرائيَّة.
أمَّا المطران ميشال حكيم، اللاهوتي والكاتب المتواضع والراعي المحبُّ الذي وهو على فراش الموت، طلب منِّي إبلاغ الجميع محبَّته لهم فردًا فردًا. رجلٌ محبٌّ للسلام، متجرِّد من مباهج العالم وتعقيداته.
والمطران سليمان الحجَّار، صديقٌ لي وأخ عزيز، أعرف عن قُربٍ عمق روحانيَّته وغيرته على خدمة النفوس. محبٌّ للجميع مليء بِطاقةٍ عظيمة، صرفها في عمل الخير، ولم يُبْقِ منها لذاته شيئًا، فانطفأ وهو في عمر الشباب. أحبَّته شبيبة هذه الأبرشيَّة كما أحبَّه الجميع، وذرفوا عليه دموعًا غزيرة يوم رحيله المفاجئ.
هؤلاء القادة الثلاثة كانوا بحقٍّ رعاة صالحين مقيِّلين أبناءهم في مراعٍ خصيبة، مُوريدينهم مياه الراحة وهادينهم إلى سُبُل البرِّ من إجل اسم الربِّ. وفي كلِّ ذلك، أملوا أن يهبوا أبناءهم المؤمنين قوَّة الرجاء. هذا الرجاء هو نفسه المسيح القائم من بين الأموات والمنتصر على الموت والقائل لنا: أنا معكم كلَّ الأيَّام إلى انقضاء الدهر.
هذا الرجاء عينه هو الذي ما يزال يقودنا ويعزِّينا ويدعونا إلى نهج الدرب نفسه الذي تبعه أسلافنا السابق رقادهم خلال رحلة حجِّهم الأرضيَّة في هذه الحياة الزائلة، حيث بشَّروا بالبشرى الحسنة وبقيامة المسيح وبالحياة الأبديةَّ الآتية. إن بشرى القيامة الحسنة هي دعوة لنا جميعًا لنتابع المسيرة متَّحدين بعضًا ببعض للذهاب إلى أبرشيَّتنا والعالم أجمع، معلنين الإنجيل لكلِّ الخليقة.
أيُّها الأخوات والإخوة، في هذا الزمن الفصحي، نحن نؤمن ونعلن أنَّ المسيح قام. نحن نؤمن ونعلن أنَّنا بالمسيح كلَّنا أبناء الله، وأنَّنا بالمسيح نرث ملكوت الله والحياة الأبديَّة. “فإن كنَّا نؤمن أنَّ يسوع مات وقام، فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الله أيضًا معه.” (1 تسالونيكي 4: 14). هذه هي إذًا البشرى الحسنة، إنَّ المسيح قام، وإنَّه حقًا قام. هذا هو جوهر إيماننا ومحرِّك حبِّنا وينبوع رجائنا.
لعائلات المثلَّثي الرحمات وأقاربهم، أصلِّي كي تستلهموا مواصلة رسالة أحبَّائكم في الكنيسة المقدَّسة، وهي مهمَّة صارت بهم جزءًا لا يتجزَّأ من تراث عائلاتكم. وأن تتَّخذوا مثالهم حافزًا لكم للعيش وفق تعاليم الربَّ. ولترافق أرواحهم من السماء كلَّ خطوة من حياتكم عاضدة إيَّاكم في نشر السلام والفرح من حولكم.
ولأصدقاء المثلَّثي الرحمات وهم كثر، أدعو أن تبقى روح الصداقة التي جمعتكم بهم محفورة في قلوبكم إلى الأبد، صداقة لا تموت، تستثمرونها لذواتكم وللكنيسة.
وإلى أبنائنا الملكيِّين الكاثوليك في كندا، لتكن ذكرى رعاتنا مشدَّدة إياكم في سلام المسيح، وفي جهودكم للحفاظ على كنيستكم حيَّة في جهات كندا الأربع. هكذا نقتفي أثر آبائنا الراقدين الذين أعطوا كنيستهم كلَّ دقيقة من حياتهم، وكلَّ نبضةٍ من قلوبهم ليحبُّوها ويخدموها.
أيَّها الأصدقاء الأحبَّاء،
في مدافن الأساقفة في هذه الكاتدرائيَّة الجديدة، حيث يستريحون إلى الأبد، يكون رعاتنا حاضرين في صلواتنا دائمًا وفي ليتورجيَّتنا واحتفالاتنا التي يجتمع فيها المؤمنون للصلاة للمخلِّص شفيع هذه الكاتدرائية، ملك الرجاء، الذي قال لنا: “من آمن بي فسيحيا.” (يوحنَّا 25: 11).
فليهب الله الآب كلاًّ منَّا نحن الحاضرين هنا نِعَمَه السماويَّة، وليكن ذكر المثلَّثي الرحمات المطران ميشال حكيم، والمطران سليمان الحجَّار والإكسرخوس جورج خرياطي مؤبَّدا. ولهم أقول: لقد عاهدتكم يا أصحاب السيادة، وعاهدْتُ الله أن تكونوا في مكان يليق بكرامتكم، وها قد وفيَّت، فصلُّوا لأجلي أمام عرش الله الرهيب.
المسيح قام. حقًّا قام.
بعد كلمة سيادة المطران ابراهيم بدأت صلاة النياحة التي تبعتها مراسم الدفن المهيب عند الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا حيث حُملت النعوش الثلاثة في موكب مهيب يتقدمه أصحاب السيادة والآباء الروحيون نحو ساحة الكنيسة ومن ثم مدافن الأساقفة المشيّد حديثا لاستقبال رفات المطارنة الذين خدموا الأبرشية. وبعد إتمام الصلوات وُضعت النعوش في أماكنها المختصة وختمت بلوحات من الغرانيت الأسود. ولقد أم المدفن المئات من المؤمنين للصلاة، ثم توجه الجميع إلى القاعة الكبرى في المركز الملكي لتناول لقمة الرحمة عن روح المطارنة المثلثي الرحمات.