بقلم مارين سورو
روما، الجمعة 30 أبريل 2010 (Zenit.org) – فيما يشهد العالم منذ بضعة أشهر “محاولة لإثارة رعب أخلاقي حقيقي” في الكنيسة، أثنى رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي ريناتو شيفاني على موقف بندكتس السادس عشر الذي “لا يهرب خوفاً من الذئاب”.
هذه الكلمات قالها رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي خلال مداخلة له في لقاء نظم في 28 أبريل في روما تحت شعار “العالم يعاني نقصاً فكرياً”، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لحبرية بندكتس السادس عشر.
في عددها الصادر في 29 أبريل، نشرت لوسيرفاتوري رومانو أقواله التي ذكر فيها بكلمات بندكتس السادس عشر غداة انتخابه: “صلوا لأجلي لكي لا أهرب خوفاً من الذئاب”.
إن بندكتس السادس عشر يعلم جيداً أن “المحبة تعني الاستعداد للمعاناة”، حسبما أشار ريناتو شيفاني الذي أضاف: “على خطى آباء الكنيسة، يدين البابا بشدة الرعاة الذين يتجنبون الصراعات ويسمحون بتفشي الأذى”. “أمام الأشراك والخيانات والفضائح والجراح المفتوحة والمؤلمة في الكنيسة، بندكتس السادس عشر لا يهرب خوفاً من الذئاب”.
كما ذكر بأن جوزيف راتزينغر “لم يقف مكتوف اليدين أمام المعاناة والظلم”. وأضاف رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي: “أمام الخيانة ومعاناة ضحايا الاعتداء الجنسي، لم يكتفِ بالتعبير عن سخطه على الأذى والعنف اللذين لحقا بهم، بل أراد أيضاً أن يشاطرهم معاناتهم والصلاة والألم المتبقي”.
وقال: “إننا نشهد منذ بضعة أشهر محاولة لإثارة رعب أخلاقي فعلي يرمي إلى نسف جوهر السلطة من خلال تقويض علاقة الثقة، أساس كل تحديات التواصل منها بخاصة التحدي التربوي”.
“من يريد إخفاء رسالة الرجاء وشهادة المحبة الكنسية بصخب إعلامي، يواجهه بندكتس السادس عشر بمسار للخروج من الهول من خلال الاعتدال الإنجيلي”، على حد قوله.
هكذا، “سيأتي يوم يقول فيه رجال ونساء أحرار في زماننا: وسط هذه العاصفة الهوجاء، حافظ على الثقة والرجاء ونقلهما إلى رفاق دربه. من هذا الغرق، نشأت جماعة مسيحية مندفعة وقوية”.
كذلك، لفت شيفاني إلى أن فكر بندكتس السادس عشر “ليس محدوداً الكثلكة ولا في الثقافة المسيحية”.
وأشار قائلاً: “إن الشهادة المسيحية الحقيقية تشير إلى درب محددة للسياسة: ثقافة القيم. فالشخصانية المسيحية تعترض على “العلم الروحاني المبهم” والنسبوية التي تعتبر كل الأفكار متساوية من دون تمييز”.
ختاماً رحب بـ “شهادة المعاناة التي قبلها بندكتس السادس عشر بهدوء وفرح” مضيفاً “يقول البابا لأبناء زماننا الذين كثيراً ما يسحقهم التشاؤم والامتثالية، أن “الفرح لا يتعلق بالإرادة، فلا يمكن للمرء إلا أن يمنحه.
نقلته إلى العربية غرة معيط – وكالة زينيت العالمية.