بقلم الأخت سيسيل حجازين – راهبات الوردية
الأردن، الخميس 1 يوليو 2010 (zenit.org). – هذه هي كلمات الطوباوية ماري الفونسين، مؤسسة رهبنة الوردية المقدسة، والتي شاهدت وجه الرب، وجماله بنقاء قلبها، وتذوقت عذوبة محبة قلبه الطاهر، وشغفت بالعذراء سيدة الوردية المقدسة، حتى أصبحت كاتمة سرها.
دعونا إخوتي نبحث معا، عن الوسائل التي تساعدنا على معاينة وجه الرب، في وجه كل من نتعامل معه، في هذه الحياة الفانية، من عن قريب أو بعيد.
كما فعلت من قبلنا ، الطوباوية الجديدة ماري الفونسين، ابنة الأرض المقدسة، وابن ارض القداسة، الطوباوي اللبناني الجديد، “الأخ اسطفان” صاحب القلب الطيب والبسيط ، والذي قال: “المحبّة لا تحتاج إلى علم لأنّها من القلب تخرج”،والذي مارس التوبة والمحبة والخدمة المجانية، حتى قيل عنه:” انه كان مصليا في عمله، وعاملا في صلاته”، والذي كان شعاره دوما:” الله يراني”.
فما هي الوسائل التي تساعدنا على مشاهدة وجه الخالق ومحبته؟ والى ماذا نحتاج في حياتنا اليومية كي نصل لمشاهدة الرب؟
فمن اجل أن نرى وجه الله، نحتاج لقلب نقي نظيف، قلب يملأه الحب والصفاء، قلب خال من الأنانية، وكل الشوائب العالقة به، والتي تخدش جماله وتعكر صفاءه.
متى يمتلأ قلبنا حبا؟
يمتلأ قلبنا حبا، فقط في حالة إذا كان قلبنا، نقيا، نظيفا، بريئا، خاليا، وحرا، وما دمنا لا نستطيع أن نسمع في قلوبنا صوت الله، حين يتكلم في صمت قلوبنا، لن نستطيع الصلاة، ولن نقوى على التّعبير عن الحب الفعّال.
وهذا ما عبرت عنه الطوباوية ماري الفونسين في علاقتها مع أمنا البتول نتيجة محبتها اللامحدودة، قالت: “وتركتني بهدوء وسلام وتعزية روحية لا يمكنني وصفها، واشتياق عظيم لرؤيتها، ورغبة شديدة لممارسة أشياء عظيمة وكثيرة منالفضائل للخير العام حبا بها”.
وما دام قلبنا نظيفا، فان الله يسكن فينا، وهذا يجعله قدرة رائعة، لا يهم مكان وجودنا ما دام قلبنا نظيفا، انه معنا وفينا 24 ساعة، لهذا قال لنا: ” أحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم”. فأي حب نحن نعيشه؟
فمن أقوال الطوباوية أنها كانت تقول:” في محبة يسوع ومريم توجد السعادة والسلام والفرح الحقيقي ولاسيما الصبر والشجاعة والثبات”.
نقاء القلب يعني الانفتاح، الذي يكمّل الحرية، هذا التخلي، الذي يسمح لنا بحب الله بدون حواجز أو موانع، وبدون عوائق, فالقلب الطيب يقول مع الطوباوية ماري الفونسين : “يا يسوع دعني أهيم في حبك”.
عندما تدخل الخطيئة حياتنا اليومية، تكون عائقا شخصيا، بيني وبين الله، فهو لا يستطيع العمل من خلالي أو إعطائي القوة، حين تكون الخطيئة بيننا، الخطيئة ليست سوى عبودية، فلكي نحب الله بدون عوائق فلنحذر السقوط في الخطيئة.
الصلاة الشخصية أو الجماعية أو التأملية، فهي تعطي نقاء للقلب ، والقلب النقي يستطيع رؤية الله، وان شاهدنا الله في بعضنا البعض ، نحب بعضنا البعض.
إذا لنحرر قلوبنا وأفكارنا من كل ما هو ليس يسوع، ولنبحث ولنتعلق به هو وحده فقط.
فإذا دخلنا الكنيسة وتقدمنا من سر القربان الأقدس أو للصلاة اليومية ، فلندخل بيت الله بقلب نقي، لان القلب النقي يعاين جمال وجه الخالق، فلنبحث دائما في حياتنا اليومية، عن جمال وطيبة الله في كل مكان، ومع كل من نتعامل معه في حياتنا اليومية.
لنطلب العون من أمنا العذراء، بان تساعدنا للمحافظة، على قلوب نقية طيبة، حتى نحب المسيح، بحنان وحب، ابنها الفادي، الذي نذرنا وكرسنا حياتنا لخدمته، من خلال القريب الذي نتعامل معه يوميا.
ولنطلب من أم المكرسين بشكل خاص، ومن التي أول من قالت” نعم للرب”، صاحبة القلب الطيب والنقي، سيدتنا مريم العذراء، أم المسيح المخلص، والتي جذبت بقولها: “نعم للرب”…. “النعم”… لبني البشر، نطلب نقاء القلب,
ولكي نستحق أن نقول مع الطوباوية ماري الفونسين:” يا له من يوم سعيد حصلت فيه على راحة قلب حقيقية، لأني أتممت إرادة الهي وأكملت أوامر أمي التي أنعمتْ عليّ بنعم لا تُعد ولا تحصى. وقد كنت أشكرها دائما بقلب حار ونقي”.
يا أمنا مريم ، يا شفيعة المكرسين، كوني لكل منّا أما ، حتى نكون نحن بدورنا مثلك انقيا القلوب ، ومثلك نحب يسوع، ومستعدين ومسرعين لمساعدة المحتاج ولخدمته على مثالك، في أي مكان ومثلما يريد الرب.
فلتكن إرادة الرب في حياتنا، هي المستجابة، من خلال طاعة رؤساءنا الروحين، فنحصل حينئذ على قلب طيب نقي، يشاهد الله ويعاينه في وجه كل من نتعامل آو نصادفه في حياتنا اليومية.
ومع الطوباوية ماري الفونسين، والتي كانت تقول: “وصارت… الطاعة بهجة لقلبي وروحي. وكنت أتمّم كل أوامر رؤسائي بسهولة ومحبة لا توصف”.
“قلبا نقيا اخلق فيّ يا الله، وروحا مستقيما جدد في أحشائي”