الكرسي الرسولي: المجتمع الدولي لا يستطيع أن يتناسى بأنانية مسألة 50 مليون لاجئ

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بقلم روبير شعيب

جينيف، الأربعاء 30 يونيو 2010 (Zenit.org). – إبعاد اللاجئين السياسيين عن الأنظار وردهم إلى الدول التي هربوا منها لا يحل المشكلة والمأساة الإنسانية. هذا ما قاله رئيس الأساقفة سيلفانو توماسي في مداخلته أمام الأمم المتحدة ومؤسسات دولية أخرى خلال اللقاء الثامن والأربعين للّجنة العليا للأمم المتحدة للاجئين في جينيف الأسبوع الماضي.

ففي نص المداخلة التي نشرتها دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي اليوم، تحدث رئيس بعثة الكرسي الرسولي الدائمة إلى الأمم المتحدة عن دعم الكرسي الرسولي لجهود اللجنة العليا للأمم المتحدة للاجئين للتقدم في ضمان الأمان للاجئين، بالرغم من أن هذا الأمر يبدو وكأنه “سير في عكس تيار الشعور السياسي الراهن” الرامي إلى إغلاق أبواب الدول (خصوصًا دول العالم الأول) في وجه المهاجرين واللاجئين.

ولفت إلى أن اللحظة الراهنة التي تعاني من أزمات سياسية كثيرة، ستزيد عدد اللاجئين في ظرف يزداد فيه خطر رفض طلبات اللجوء، الأمر الذي يجعل مصير اللاجئين عرضة لعدم ضمانة خطيرة.

وقدم توماسي بعض الاحصاءات التي تشير إلى أن عدد اللاجئين الذين تتابعهم اللجنة العليا للأمم المتحدة للاجئين كان نحو 43،3 مليون في عام 2009 .

إنطلاقًا من هذا العدد الهائل، الذي قد يشكل نسبة سكان الكثير من الأمم الكبرى، وانطلاقًا من الوجه البشري الذي يتخطى العدد الإحصائي الذي تشكله هذه الأرقام، لا بد للمجتمع الدولي أن يقوم بما بوسعه لكي يجد حلاً فعالاً لهذه الأزمة.

وأشار رئيس الأساقفة في هذا الصدد إلى أن الحل لا يمكن أن يكون إعادة إرسال اللاجئين إلى مصادرهم، فـ “أهل المراكب” كما يسميهم البعض لا يستطيعون أن يرجعوا إلى إفريقيا وآسيا وأماكن أخرى أتوا منها “كما لو أن إبعادهم يقدم حلاً حقيقيًا”.

وبالشكل عينه، لا يشكل إغلاق اللاجئين في مراكز التدقيق المؤقتة لوقت طويل  (وهي ممارسة تقوم بها الحكومة الإيطالية بعد قرارات سياسية قدمتها رابطة الشمال اليمينية المتطرفة) حلاً مناسبًا أو إنسانيًا للمشكلة.

وخلص توماسي إلى القول أنه “من الضروري الربط بين الأمن، الاحترام للكرامة البشرية، والاحترام لحقوق الإنسان”. وللحؤول دون التنقل الجبري والهجرة القسرية، لا بد من العمل مسبقًا على المشاكل للحؤول دون تفاقمها.

كما وأنه من الأهمية بمكان الحفاظ على توافق دولي شامل حول موضوع اللاجئين المبني على القانون الدولي.

ثم لفت رئيس الأساقفة في ختام مداخلته إلى دور وسائل الإعلام في تقديم قراءة موضوعية وشاملة لحالة اللاجئين والمهاجرين القسريين، من خلال تقديم الأسباب التي تدفعهم إلى الهجرة والهرب من بلادهم الأم.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير