كندا، الخميس 23 ديسمبر 2010 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي رسالة صاحب السيادة ابراهيم مخايل ابراهيم مطران الروم الملكيين الكاثوليك في كندا بمناسبة عيد الميلاد المجيد.

* * *

ابراهيم مخايل ابراهيم

بنعمة الله

مطران الروم الملكيين الكاثوليك في كندا

إلى الآباء والشمامسة والرهبان والراهبات ومؤمني ومؤمنات وأصدقاء أبرشيتنا المحروسة من الله

14 كانون الأول 2010

            سلام لكم جميعا أنتم الذين تستقبلون، في زمن الميلاد المجيد، هديةَ الله للبشرية جمعاء، إبنَه الوحيد يسوع المسيح. إن ملكوت الله يقترب منّا أكثر فأكثر، فلنهيّء إذا الطريقَ معا لنستقبل المسيحَ المخلص، كما يحثنا على ذلك النبي العظيم يوحنا المعمدان بقوله: " أعدوا طريقَ الرب واجعلوا سُبُلَه قويمة. كل وادٍ يُردم وكل جبل وتلٍّ يُخفض..." (لو 3/4).

            كيف نلبّي تلك الدعوةَ التي قد يبدو لنا تحقيقُها صعبا؟ لا سبيل لذلك إلا إذا ما طرحنا عنّا كل غرور وكبرياء واكتفاء. إن هذه الطرق الوعرة والتلال والجبال والوديان التي يدعونا يوحنا المعمدان إلى تقويمها هي ذاك الفراغ  الناجم أساساً عن قلّة أو انعدام الثقة بالله وخدمتنا المبتذلة ولامبالاتنا بحاجات الآخرين. وحدها الخدمة المُحْتَجِبة غير الطنانة واستعدادنا الداخلي لحضورٍ لطيف ومتواضع بجانب إخوتنا يجيب على ما ينتظره الله منا. فالطريق المؤدية إلى الله تعبر البابَ الضيق، بابَ الإرتداد والتوبة والاعتراف وبذل الذات، بابَ الشراكة والضيافة والغفران والرحمة. هكذا فقط تكون معايدتنا صادقة، في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول، يوم عيد ميلاد ربنا، عندما نقول لأقاربنا وأصدقائنا: المسيح وُلد! فمجدوه! ...ميلاد مجيد!

            في زمن الأعياد والفرح هذا، نتذكر ونفكّر بإخوتنا وأخواتنا مسيحيي الشرق الذين كانوا محور صلواتنا وتفكيرنا ونقاشاتنا خلال لقاءاتنا في السينودس الخاص للشرق الأوسط الذي التأم في روما خلال شهر تشرين الأول/أوكتوبر الماضي. لأجلهم ندعوكم أنتم أيضا، أيها الأحباء، أن تضاعفوا الصلوات كي يواصلوا مسيرة الشهادة لإيمانهم بالمسيح واتكالهم على محبة الله الفائقة. عسى أن يكون هذا الميلاد ولادةً جديدة لكنيسة الشرق كلها فتتابعَ، بنعمة الله، وبالرغم من كل الاضطهادات والصعوبات والشدائد المتعددة، شهادتَها وحضورها ورسالتها في الأرض. إننا، في زمن هذا العيد المجيد، نؤكد وحدتَنا العميقة معها، ولأجلها نصلّي بروح التضامن والعضد.

            عسى أن تتحول قلوبُنا وعقولنا إلى مذود يولد فيه من جديد إفتقاد الله لنا في هذا الزمن الميلادي المقدس. عليكم جميعا، يا إخوتي وأخواتي الأعزاء والأحباء في المسيح، أستمْطِرُ نِعم السماء، ومن أعماق قلبي أمنحكم وذويكم بركتي االأبوية وأتمنى لكم الصحة والفرح والسلام.

المسيح وُلد! فمجدوه! ....ميلاد مجيد! وعام سعيد ومقدس!