روما، الخميس 14 يوليو 2011 (Zenit.org) – في 10 يوليو الجاري، احتفل رئيس أساقفة كركوك للكلدان، المونسنيور لوي ساكو، بأول قداس أحد في كنيسة القديس بولس الجديدة، الواقعة خارج كركوك في العراق، حسبما تفيد لوسيرفاتوري رومانو.
هذا المبنى الذي دشن في 7 يوليو يقع على بعد عشرات الكيلومترات من وسط كركوك، في قرية سيكانايان (التي تعني الينابيع الثلاثة باللغة الكردية). إنه بالدرجة الأولى مكان عبادة مسيحي شيد في العراق منذ سقوط صدام حسين سنة 2003. وهذه الكنيسة ستخدم جماعة مؤلفة من حوالي 200 عائلة وصلت مؤخراً إلى ذلك المكان بعد موجة العنف التي طاولت الجماعات العراقية المسيحية.
قال المونسنيور ساكو للوسيرفاتوري رومانو: “تقع الكنيسة خارج أسوار المدينة، ككنيسة “الينابيع الثلاثة” (Tre Fontane) في روما التي تذكر بالمكان الذي استشهد فيه الرسول بولس. ولذلك، أردت في عظة الأحد أن أذكر ببولس: “المسيحي الذي يعيش في إطار معين لكنه لا يفقد أبداً الشجاعة أو الثقة للتقدم على الرغم من الصعاب”. وأضاف: “أوضحت لجماعتي الرعوية أهمية شخصية القديس بولس للمسيحية، وما تمثله شهادته. في الشهادة، لا يكمن الموت فقط وإنما أيضاً الحياة والحضور الدائم لله”.
تذكر لوسيرفاتوري رومانو أن الأرض التي شيدت عليها الكنيسة أعطيت من قبل حكومة بغداد للجماعة المسيحية، وقد مول الرئيس جلال طالباني قسماً من الأعمال. “هذا يثبت أن كنيسة القديس بولس ستكون مكاناً استثنائياً ومفتوحاً للجميع: للمسيحيين والمسلمين”.
وذكر المونسنيور ساكو: “الكنيسة هي مكان خاص للصلاة والسجود لله بالروح والحق، كما يحصل في المسجد”. “المسلمون شاركوا بفرح كبير في القداس، وصلينا وتلونا المزامير ورنمنا الأناشيد. تلا كل واحد صلاة عامة لكي يعكس هذا المكان المقدس جمال الله الخالق وكافة القيم الروحية: الصلاح، المحبة، المغفرة. مسيحيون ومسلمون صلينا من أجل التعايش والسلام في كركوك وفي كافة أنحاء البلاد”.
وتابع رئيس أساقفة الكلدان قائلاً: “العراق يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى الاستقرار والتلاحم. لا يمكن الحصول على ذلك إلا بتعاون مختلف الديانات الموجودة”. “يجب أن تبنى يومياً هذه الأسس التي ستسمح لنا يوماً ما بالاستمرار في العيش سوية في سلام وطمأنينة، كما في الماضي. ينبغي على المسيحيين أن يؤمنوا بهذا البلد وبمستقبل الجماعة”، حسبما شدد المونسنيور ساكو. “إن كانت الجماعة موحدة ومعدة جيداً، نستطيع مواصلة الأمل بمستقبل أفضل. إن الحوار مع المسلمين هو اليوم إثبات، وليس مجرد خيال، وينبغي العمل على هذه الأسس تحديداً”.
في هذا الصدد، حسبما تفيد صحيفة الكرسي الرسولي، سيعقد في 21 يوليو المقبل مؤتمر في كركوك ينظمه المونسنيور ساكو بمشاركة جميع المسؤولين السياسيين والدينيين في البلاد لإيجاد الوسائل لتعزيز التعددية والتعايش في العراق.
وأضاف رئيس أساقفة كركوك: “أعلم أن هناك أعمالاً كثيرة لا بد من القيام بها”. “الشرق الأوسط مضطرب بفعل فصول متعددة الأنواع، لكن هناك نور. المسيحيون في العراق هم الملح والنور، وينبغي على الكنيسة أن تساعدهم على الفهم”.
ختاماً، قال المونسنيور ساكو أنه واثق بمستقبل المسيحيين. “أتوجه إلى جماعتنا وأحثها بشدة على عدم مغادرة البلاد وعلى الشهادة لإيمانها بثقة وشجاعة. لا يمكننا أن نعيش في عزلة ووحدة لأن العزلة هي موت بطيء، في حين أن الحوار والانفتاح هما رمز حياة متجددة ونمو”.