***
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،
قبل اختتام هذا الاحتفال الافخارستي الأبهي، تدعونا صلاة التبشير الملائكي إلى أن نرى ذواتنا في مريم العذراء الكلية القداسة لنتأمل بحر الحب الذي ينبثق منه سر الافخارستيا. بفضل “ليكن لي كما تقول” التي قالتها العذراء، تجسد الكلمة وأتى ليسكن بيننا.
خلال التأمل بسر التجسد، نتوجه جميعاً بالفكر والقلب إلى مزار منزل لوريتو المقدس الذي لا تفصلنا عنه سوى كيلومترات قليلة. فأرض ماركي كلها منورة بالحضور الروحي لمريم في مزارها التاريخي الذي يجعل هذه التلال أكثر روعة ومتعة!
إليها، أوكل في هذه اللحظة مدينة أنكونا، الأبرشية، منطقة ماركي، وإيطاليا جمعاء، لكيما يتحلى الشعب الإيطالي على الدوام بهذا الإيمان في السر الافخارستي الذي يجعل المسيح القائم من بين الأموات، منبع الرجاء والتعزية للحياة اليومية، وبخاصة في الشدائد، حاضراً من جبال الألب إلى صقلية.
اليوم، نوجه أفكارنا أيضاً إلى تاريخ الحادي عشر من سبتمبر قبل 10 أعوام. وإني إذ أوكل إلى رب الحياة ضحايا الاعتداءات التي حصلت في ذلك النهار وعائلاتهم، أدعو زعماء الأمم وأصحاب النوايا الحسنة إلى أن ينبذوا على الدوام العنف كسبيل لحل المشاكل، وأن يقاوموا تجربة البغضاء ويعملوا في المجتمع مستلهمين دوماً من مبادئ التضامن والعدالة والسلام.
بشفاعة مريم العذراء الكلية القداسة، أسأل الرب ختاماً أن يجازي جميع الذين عملوا على تحضير وتنظيم هذا المؤتمر القرباني الوطني وأوجه إليهم من كل قلبي جزيل الشكر.
***
ترجمة وكالة زينيت العالمية (Zenit.org)
حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية 2011