الفاتيكان، الثلاثاء 4 سبتمبر 2011 (ZENIT.org). – لقد قدم الأب الأقدس بندكتس السادس عشر مقاربة لافتة للعلاقة القائمة بين الإيمان والعقل في خطابه العفوي إلى الإكليريكيين خلال زيارته إلى ألمانيا.
هذا ما قاله الأب فيديريكو لومباردي، مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي في افتتاحية “اليوم الثامن” الأسبوعية، تعليقًا على خطاب البابا إلى الإكليريكيين في فريبورغ.
فرغم أن الحديث كان موجهًا بشكل خاص إلى الإكليريكيين، إلا أنه ينطبق على الجميع.
وذكر لومباردي أن البابا اعتبر عالمنا المعاصر عالمًا عقليًا بحتًا تسيطر عليه النظرة العلمية، رغم أن هذه النظرة هي غالبًا علمية بالظاهر فحسب.
وكان البابا قد صرح: “إن الروح العلمي الذي يبغي الفهم، الشرح وقدرة الاستيعاب، ويتضمن رفض كل ما ليس عقليًا، هو سائد في زمننا”.
وتابع: “في هذا الأمر واقع عظيم، ولكنه غالبًا ما يستر الكثير من الكبرياء”، موضحًا أن الإيمان ليس عالمًا عاطفيًا يسير بشكل موازٍ للعقل دون أن يكون له علاقة به.
“الإيمان هو ما يعانق كل شيء، يشرح كل شيء ويعطيه التوجيه الخلقي الداخلي، لكي يتم فهمه وعيشه انطلاقًا من الله”.
وقد أضاف الأب الأقدس موضحًا أن عيش الواقع من وجهة نظر الله يتطلب منا أن نعد أنفسنا وأن نتعمق في الدرس وأن نبقي عقولنا منفتحة. فما كان موضة فلسفية في أيام البابا الدراسية، بات الآن ماضيًا بعيدًا تخطاه الزمان، ولذا لا بد من الانفتاح وبعد النظر، وتعلم كيفية الحكم بالأمور والوقائع والمستجدات.
وعليه قد دعا البابا إلى “الدراسة بشكل نقدي وواعٍ، عالمين بأن يوم غد سيأتي بأشخاص يقولون عكس ما يُقال اليوم”.