في اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام

بقلم الأب رفعـت بدر، مدير موقع أبونا

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

روما، الاثنين 10 أكتوبر 2011 (Zenit.org). – في العاشر من أكتوبر من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام، و تم اختيار هذا اليوم كتاريخ إلغاء هذه العقوبة لأوّل مرّة في أمريكا عام 1786. و منذ عام 2002 تشكل التحالف العالمي لمناهضة الإعدام. و في 2007 أقرّت الأمم المتحدة مشروع قرار دعا إلى تعليق عقوبة الإعدام، و اعتبر وقتها خطوة في الاتجاه الصحيح نحو قانون يلغي العقوبة و ليس فقط يدعو إلى تعليقها.

      و في الأردن، تأسس اثر الإعلان الأممي ، وفي ذات العام (2007) التحالف الأردني لمناهضة عقوبة الإعدام، بمبادرة من “مركز عمّان لدراسات حقوق الإنسان” ، ويضم في عضويته أكثر من خمسين منظمة مجتمع مدني و شخصية أكاديمية و دينية و ثقافية ، و يهدف التحالف عبر أنشطته المتعدّدة إلى الإلغاء المتدرّج للمواد القانونية التي تعاقب بالإعدام في التشريعات الأردنية. و هنالك بالطبع مركز مشروع ” الحياة حق ” و يهدف إلى المساهمة في إلغاء عقوبة الإعدام – أو اقلها إلى تعليقها – في كل من الأردن و فلسطين و لبنان و مصر. ويعمل هذا المشروع بتعاون وثيق مع العديد من المؤسسات و الجمعيات و أهمها جمعية ” نماء ” و هي جمعية نساء للتنمية الثقافية.

      وإلى اليوم بذلت العديد من الجهود وورشات العمل و المبادرات التوعوية من قبل هذه المؤسسات وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني، و هي بحاجة إلى تكثيف العمل، و إلى التعاون بينها، و إلى مضاعفة عدد المؤسسات و الأفراد الفاعلين و القادرين على تحقيق ما تصبو إليه من أهداف وأهمّها الإلغاء الكامل لعقوبة الإعدام. وقد تحقق تحسن ملحوظ في الأردن، من خلال التراجع الكبير بتنفيذ هذه العقوبة التي بات العالم كله ينادي بإزالتها.

      و غني عن التذكير أنّ أهداف هذه المؤسسات و الجمعيات تلتقي مع ما تنادي به المؤسسات الدينية والتعليم الديني. و أتحدّث هنا عن موقف الكنيسة الكاثوليكية الصريح و الواضح من عقوبة الإعدام: ففضلا عن مداخلات قداسة البابا و بعثة المراقبة الدائمة في الأمم المتحدة، و مجالس الأساقفة في بلدان العالم، ينص كتاب التعليم المسيحي الكاثوليكي الصادر عام 1992، على “حث السلطات على التمسّك بالوسائل غير الدموية لردّ المعتدي وحماية أمن الأشخاص، لأنّ تلك الوسائل تتناسب بوجه أفضل وأوضاع الخير العام الواقعيّة، وتتوافق أكثر وكرامة الشخص البشري”.

      انّ الله تعالى قد خلق الإنسان وهو تعالى ربّ الحياة وصاحب الحق في استرجاع هذه الحياة. لذلك تعارض الكنيسة أية أعمال قتل تجاه الإنسان ، لا قبل ولادته و هو ما يدعى بجريمة الإجهاض و لا بالتسريع بموته و هو ما يسمّى بالقتل الرحيم، كما تعارض أية تسميات من شأنها “تلطيف” الجرائم، كأن نقول ” جرائم شرف”، وهي تعارض اللجوء إلى الإعدام لأنّها تؤمن بإمكانية التوبة لدى الجاني . مع كل المؤسسات والأفراد العاملين في هذا النهار ، نقول : ” لا لعقوبة الإعدام” !

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير