ماذا هناك وراء كواليس زينيت؟

حوار مع من يقوم شخصيًا بحمل البشرى السارة إلى شاشاتكم

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بقلم أنطونيو غاسباري

الفاتيكان، الجمعة 21 أكتوبر 2011 (Zenit.org). –  نحن جالسون في مقهى بالقرب من بازيليك القديس بطرس. تعلو أمام طرفنا أعمدة البازيليك وتعانق قبة كاتدرائية الكثلكة السماء الزرقاء التي ترتاح اليوم صافية باسمة. ننتظر بفارغ الصبر موعد صلاة التبشير الملائكي مع البابا بندكتس السادس عشر.

أنا جالس هنا مع ثلاثة رجال كاثوليكيين مميزين، يأتون من ثلاث قارات مختلفة: الأول هو كاهن أمريكي، الثاني هو مدير تنفيذي شاب، والثالث هو كاتب وأستاذ لاهوت لبناني.

الكاهن الامريكي هو الأب جايمس مالفورد، أصله من بالتيمور (ماري لاند)، وقد تم تعيينه رئيس تحرير لوكالة زينيت العالمية.

إلى جانبه، هناك ألبرتو راميرز، من مواليد بارشلونا ويقيم في مدريد: ألبرتو هو المدير التنفيذي لزينيت. ومن ثم هناك روبير شعيب، كاتب يقود القسم العربي في الوكالة.

لقد نُشرت الأسبوع الماضي مقالات تشكك بقيادة زينيت وبمستقبلها. لهذا وجهت بضعة أسئلة إلى هؤلاء الأصدقاء.

ماذا تقولون لنا عن مستقبل زينيت؟

الأب جايمس مالفورد: يمكنني أن أؤكد أن زينيت ستستنر بنشر أخبار البابا من روما، إلى جانب نشاطات الكرسي الرسولي، ونشاطات الكنيسة الكاثوليكية في العالم.

ألبرتو  راميرز: لقد جرى مؤخرًا تبديل لبعض الأشخاص الذين يعملون لزينيت، ولكني لا أخاف من المستقبل. لا بل أنا كلي أمل، لأن لدينا فريق من الصحفيين، المترجمين، والكتاب ذوي التنشئة المتينة. وأنا أكيد أنهم لن يكتفوا بضمان نوعية خدمة زينيت المعروفة، بل سيحسنونها ويطورنها من خلال أفكار ومشاريع جديدة. ينضم إلى فريق عملنا الآن بعض الشباب الموهوبين وهم يجعلونني أحلم بآفاق كبيرة. كمدير تنفيذي، أنا أكرس انتباهًا خاصًا لإدراج وتنشئة صحفيين كاثوليك شباب، فهم الذين يعدّون المستقبل.

هل صحيح أن زينيت ستضحي “مفكرة جماعة جند المسيح”، وأن سيتم استعمالها فقط لتعزيز مصالح الرهبنة؟

الأب مالفورد: قطعًا لا! إن التزامنا هو أن نستمر في الاستقلالية وحرية التحرير التي لطالما ميزت زينيت في السنين الماضي، والتي يشهد لها قراؤنا.

سيستطيع القراء – قدامى كانوا أم جدد – أن يحكموا بأنفسهم انطلاقًا من مكنونات ونوعية الخدمات.

إن الخلط بين انتماء رئاسة التحرير وبين غاية وحرية زينيت ليس أمرًا صحيحًا أو مقبولاً. فمدير راديو الفاتيكان هو أب يسوع. مدير دار النشر الفاتيكانية هو راهب سالسي، ولكنهم لا يستخدمون موقعهم لتعزيز مصالح رهبناتهم. هم ببساطة في خدمة الكنيسة الجامعة ولغاية سامية جدًا.

ولهذا السبب طلبت إلى رهبنتي أن تلتزم لكي تستطيع زينيت أن تحقق رسالتها باستقلالية وحرية.

لقد قرأت في دوانة أن “زينيت بعد 15 عامًا هي ملك الكنيسة”. أنا أوافق الرأي تمامًا. منذ البدء قامت زينيت بتعزيز الاتصالات الاجتماعية، مساعدة قراءها على أن يكونوا جزءًا من واقع أكبر بكثير من زينيت: ان يكونوا جزءًا من الكنيسة الجامعة.

من هم الأشخاص العاملون  في زينيت؟

ألبرتو راميرز: يعمل في زينيت مهنيون علمانيون ياتون من عدة دول مختلفة. وينتمون غلى روحانيات مختلفة وغنية.

لدينا أعضاء من حركة شونشتات، مكرسون علمانيون في أبرشية باريس، أعضاء من حركة “عمل الله”، من مسيرة الوعاظ الجدد، من جماعة “ملكوت المسيح”، وأشخاص يعيشون ببساطة حياتهم في رعيتهم.

لا بل يجب ان تعرفوا أن مدير صفحة الويب ليس كاثوليكيًا. وبفضل جهده تستطيع زينيت أن تنشر خدماتها يوميًا في العالم بأسره، وهذا الشخص يقوم بعمله مع زينيت منذ أكثر من عشر سنوات.

الأب مالفورد: عندما نأخذ بعين الاعتبار موظفين جددًا، تهمنا كثيرًا تنشئتهم الفكرية وقدرتهم على الكتابة جيدًا. فما يهمنا بشكل خاص هو أن يفهموا جيدًا لغة البابا. أن يكونوا جاهزين ان يفهموا ويشرحوا نصوص الكنيسة للقراء. فبالرغم من أن قراءنا يأتون من خلفيات ثقافية مختلفة، إلا أننا نعرف أن الكثيرين منهم يريدون إعلامًا مثقفًا ومهيئًا.

الأب جايمس. أنت لست جديدًا على زينيت. فقد كنت من أول من بدأ هذه المغامرة. هل تجد أن زينيت تبدلت منذ أن بدأت منذ 15 سنة؟

الأب مالفورد: هذا صحيح أنطونيو. هل تذكر عندما كان فريقًا مؤلفًا من ثلاثة أشخاص وكنا نرسل الخدمة من كمبيوتر واحد؟ كان قراؤنا الاولون نحو 400 شخص. أما الآن ففي متناولنا نحو عشرة “سيرفر” يرسلون نحو 14 مليون نشرة في الشهر.

لقد تلقت صفحة الويب الجديدة نحو 6 ملايين زائر مفرد في العام الماضي من 213 دولة.

عندما بدأت زينيت، لم يكن الكرسي الرسولي يتمتع بصفحة ويب. وصفحات الويب الكاثوليكية كانت قليلة جدًا.

مع الوقت، والحمد لله، نمت الأمور.

اليوم، زينيت تعمل على صعيد عالمي. هي حاضرة كمؤسسة لا تبغي الربح في 7 دول، وإذا عددنا المتطوعين والمعاونين، فزينيت تضم نحو 100 شخص يعملون على إنتاج الخدمة اليومية وعلى نشر زينيت يومًا بعد يوم.

أ‌.         راميرز: أنا من أجدد العاملين في الوكالة. فمنذ سنة تقريبًا وصلت إلى زينيت وأدهشني روح الخدمة للكنيسة الذي يعيشه العاملون في الوكالة. فبالنسبة للعاملين في زينيت، هذه الأخيرة ليست مجرد عمل، زينيت بالنسبة لهم هي رسالة وطريقة لخدمة شعب الله.

كيف تستطيع زينيت أن تغطي مصاريفها من مساعدات القراء فقط؟

أ‌.      
   راميرز: أعتقد أن هذا جزء من الأعجوبة. لطالما كانت زينيت ملكًا لقرائها. فهم سبب استمرارها ولأجلهم تصدر كل يوم، وبفضل عونهم تمكنا من توسيع الخدمة وتقديمها في لغات جديدة. حاليًا أسعى إلى تحديث أساليب جمع المساعدات وتنويع وسائل التمويل. لدينا العديد من الأفكار، ولكن  بغض النظر عن الوسائل التي سنبتكرها لتمويل المشروع، فهناك أمر ثابت وأكيد: زينيت ستبقى دومًا مدعومة من أولئك الذين يؤمنون برسالتها التي هي أن تُعرف وأن تنشر في كل العالم أخبار الكنيسة الكاثوليكية.

نأمل بأن نقوي زينيت من خلال بنى هي أشبه ببنى مؤسسة، دون التخلي عن ركائزنا وتحويل رسالتنا إلى عمل تسويق. فزينيت هي أكبر بكثير من مجرد مؤسسة تحرير.

كيف يمكننا أن نشرح نمو زينيت الكبير في لغات عدة؟

ألبرتو راميرز: لا يجب ان ننسى أن في الكنيسة أكثر من مليون مؤمن يتحدثون كل لغات العالم. نحن ننشر كل يوم خدمتا في سبع لغات، ولكن نعرف أنه يتم ترجمة زينيت إلى عشرات اللغات من قبل كهنة، إكليريكيين، رهبان، راهبات، متطوعين، أعضاء مجموعات صلاة… غالبًا ما نتلقى رسائل تطلب من معرفة متى ستضحي زينيت متوفرة في لغات أخرى. لقد تلقينا طلبات عدة بفتح زينيت بالبولندية، الروسية والصينية. إذا كان هناك احد يريد أن يقدم يد العون فنحن كلنا آذان صاغية.

الأب مالفورد: لقد بدأت زينيت باللغة الإسبانية، وتم توزيعها تزامنًا مع سينودس الأساقفة لأجل أميركا اللاتينية في عام 1997.

قمنا بإرسالة الخدمة اليومية لمدة ستة أشهر قبل أن تكون لنا صفحة ويب خاصة بنا. كانت مجرد نشرة كنا نرسلها عبر البريد الإلكتروني. بعد سنة بدأن الخدمة الأسبوعية باللغة الإنكليزية. بعد وقت قليل عرض علينا مرسل سالسي بدء نشرة برتغالية. ثم تلت النشرات الفرنسية، الألمانية، الإيطالية والعربية.

روبير، حدثنا عن مغامرة إطلاق النشرة العربية

روبير شعيب: لقد كانت خطوة شجاعة جدًا. بدأناها تزامنًا مع زيارة البابا إلى تركيا، مع كل ما في ذلك من معانٍ مسكونية ومن حوار مع الأديان، وخصوصًا الدين الإسلامي. بالرغم من الصعوبات الموضوعية البادية، لقد تمكنت نشرة زينيت العربية أن تضحي مرجعية في العالم العربي، إن بين المسيحيين، وإن بين مؤمني الديانات الأخرى.

من هم قراء زينيت بالعربية؟

روبير شعيب: قراؤنا ينتمون إلى مرجعيات مختلفة ومتنوعة. فهناك العديد من البطاركة والأساقفة (الكاثوليك وغير الكاثوليك)، هناك سفارات الدول الحاضرة في البلدان العربية، وسفارات الدول العربية الحاضرة في روما، هناك الكهنة، وبشكل خاص المرسلين، الرهبان والراهبات، معلمي الدين المسيحي، والمؤمنين الذين يريدون أن يعرفوا أخبار الكنيسة وأن يتعمقوا في معرفة الإيمان المسيحي.

كما ولدينا قراء – وهذا ما أعتبره تحدٍ رابح – من أديان أخرى، وبشكل خاص من المسلمين. فقد بدأت الناس تكتشف أن زينيت ليست وكالة أنباء تسعى إلى تنصير غير المسيحيين، بل هي وسيلة حوار وفسحة لقاء بين الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة.

ما هو تعليق الجماعات المسيحية العربية في الشرق الأوسط وفي مناطق العالم الأخرى؟

روبير شعيب: هناك حماسة كبيرة وقبول إيجابي لزينيت. ما زالت تتردد في أذني كلمات المونسينيور عصام جون درويش، رئيس أساقفة سيدني للروم الملكيين حينها، والذي قال لي خلال سينودس أساقفة الشرق الأوسط العام الماضي: “بالنسبة لي، زينيت هي خبرة شركة مع كنيستي الأم”. وخلال السينودس أيضًا وصف المونسينيور يوانيس زكريا، أسقف الأقصر في مصر، زينيت بالقول: “إن زينيت هي إنجيلي اليومي”.

ما هي ثمار هذا العمل في الحقل المسكوني وفي الحوار بين الاديان؟

روبير شعيب: هناك العديد من المسلمين من بين قرائنا. هذا الأمر يبين لنا أن هناك رغبة في التعرف على الإيمان المسيحي وعلى الكنيسة الكاثوليكية من خلال مصادرها الأساسية، وليس فقط من خلال وسائل إعلام إيديولوجية تحرف المعاني وتحورها لمصالحها.

بالنسبة للحوار المسكوني، لدينا ليس فقط قراء بل أيضًا مسهمين في أخبارنا يغنون نشرتنا ويعطونها الطابع المسكوني المرغوب.

كيف تتمكنون من تمويل مصاريف القسم العربي؟

روبير شعيب: يجب أن أشكر في المقام الأول المشتركين في لغات زينيت الأخرى، لأنه، من دونهم، لما كان ممكنًا إطلاق نشرة زينيت بالعربية. بعض قرائنا بالعربية يقدمون المساعدات، ولكن ذلك لا يمكننا أن نصل إلى استقلالية اقتصادية بعد. نتمنى لو يقوم متمول ناطق بالعربية بتبني النشرة أو بإعطاء مساعدة مالية تمكننا من الاستمرار ومن توسيع الخدمة.

كثيرون يتحدثون عن “الربيع العربي”، لا ننسين أن الربيع هو زمن زرع، وزينيت تزرع بذرًا يحمل ثمارًا جمة في حياة المؤمنين وفي المجتمع. أنا مقتنع كليًا أن لدينا رسالة هامة في مجتمع اليوم.

ألبرتو، هل من مفاجئات تخبئها لنا زينيت للمستقبل القريب؟

ألبرتو راميرز: في الاسايبع المقبلة سيكون هناك صفحة ويب جديدة. لقد سعينا لتسهيل الأمور، وتسهيل استخدام النشرة، ونرجو أن تكون الصفحة جذابة لقرائنا. كما ونقوم بدراسة أساليب لإضافة خدمات جديدة في المستقبل.

الأب مالفورد: لقد تطور إنترنت وعلى زينيت أن تتطور ايضًا. هناك العديد من التكنولوجيات الجديدة التي لم تكن موجودة عندما بدأنا منذ 15 عامًا، وي
جب ضمها إلى الخدمة الآن. لم تحظ البشرية أبدًا بمؤهلات للتواصل قوية بهذا الشكل. الأمر المهم هو أن نعرف أن نربي الإنسان ونهيئه لاستخدام الوسائل التكنولوجية بحكمة.

هل من مشاريع أخرى؟

ألبرتو راميرز: نعم هناك العديد من المشاريع. ابقوا على تواصل مع زينيت، فنحن نهيئ مستجدات هامة ستفاجئكم.

* * *

يمكنكم التواصل مع المحاورين على العناوين التالية:

الأب جايمس مالفورد، رئيس التحرير  jm@zenit.org

ألبرتو راميرز، المدير التنفيذي:  direction@zenit.org

أنطونيو غاسباري، مدير التحرير antonio@zenit.org

روبير شعيب، مدير تحرير القسم العربي  robert@zenit.org

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير